أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يزور موسكو عن "قلقه" إزاء أعداد القتلى المدنيين في غزة.
وقال بوتين بحسب مشاهد عرضها التلفزيون الروسي: "نحن قلقون قبل كل شيء إزاء الخسائر المدنية... نحن نفعل كل شيء لمساندة فلسطين والشعب الفلسطيني".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن السبيل الوحيد لإرساء "سلام مستدام وذي موثوقية وراسخ في المنطقة" يكمن في تطبيق كل القرارات الدولية و"إقامة دولة فلسطينية مكتملة المقومات".
من جهته، أعرب عباس عن "سعادته بلقاء بوتين مجددا كصديق للشعب الفلسطيني"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وجدّد عباس وفق الوكالة الفلسطينية التأكيد على "الموقف الفلسطيني الداعي إلى وقف إطلاق النار فورا وبشكل عاجل"، وضرورة "الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، ووقف الاعتداءات المستمرة في الضفة الغربية بما فيها القدس، والاقتحامات الخطيرة للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، والتوقف عن خنق الاقتصاد الفلسطيني، والإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية".
كما أشار إلى تقديره الكبير "للجهود التي تبذلها روسيا في تحقيق المصالحة الفلسطينية تحت راية منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
وتأتي المحادثات بين عباس وبوتين في أعقاب ضربة استهدفت في نهاية الأسبوع مدرسة في غزة وأوقعت 93 قتيلا على الأقل، بينهم 11 طفلا، وفق الدفاع المدني في القطاع.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تأكد من هوية 31 مقاتلا من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، قتلوا في الغارة على المدرسة.
وتسعى موسكو منذ سنوات لإيجاد توازن في علاقاتها مع مختلف الأقطاب في الشرق الأوسط، بمن فيهم إسرائيل والفلسطينيون.
لكن منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" وقبلها بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، يمضي بوتين قدما في التقرّب من أعداء إسرائيل، خصوصا "حماس" وإيران.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم نفّذته "حماس" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة "فرانس برس" استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بمن فيهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الغارات والقصف والهجمات الإسرائيلية الانتقامية في غزة عن مقتل 39929 شخصا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في القطاع التي تؤكد أن القسم الأكبر من القتلى مدنيون لا سيما من النساء والأطفال، من دون أن تعطي تفاصيل عن القتلى بين المقاتلين.