في الوقت الذي لاقى فيه قيام وزير الأمن القومي الاسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بأداء الصلاة في باحات المسجد الأقصى اليوم الثلاثاء، انتقادات وتنديدات فلسطينية وعربية واسعة، توالت أيضاً ردود فعل دولية اعتبرت الخطوة استفزازية وغير مقبولة.
وانتقدت الولايات المتحدة، قيام بن غفير بأداء الصلاة في باحات المسجد الاقصى، مؤكدة أن ذلك يضر بجهودها لإحياء المفاوضات في شأن وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحافيين إن هذا الأمر "ليس غير مقبول فحسب، بل يقلل من أهمية ما نعتبره مرحلة حيوية، في وقت نعمل على إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار".
كما ندّد الاتحاد الأوروبي بـ"استفزازات" بن غفير، بعدما أعلن مسؤولون أنه أدى الصلاة في باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
وكتب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على منصة إكس: "الاتحاد الأوروبي يدين استفزازات الوزير الإسرائيلي بن غفير الذي دعا خلال زيارته للأماكن المقدسة إلى انتهاك الوضع القائم".
من جهته، ندد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بقيام بن غفير بأداء الصلاة في باحات المسجد الأقصى، ووصفها بأنها "استفزاز لا يجدي".
ونددت فرنسا أيضاً بـ"استفزاز جديد غير مقبول"، ودعت في بيان للمتحدث باسم الخارجية "الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ كل التدابير الضرورية لضمان احترام الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس".
وشددت على "أهمية الدور المحدد للأردن في هذا الصدد"، علما أن دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن تتولى إدارة المكان رغم سيطرة القوات الإسرائيلية على مداخله.
وقال فرحان حق للصحافيين: "نحن نعارض أي محاولة لتغيير الوضع الراهن المتعلق بالأماكن المقدسة... هذا النوع من السلوك لا يفيد، وهو استفزاز لا يجدي".
واقتحم بن غفير اقتحم المسجد الأقصى بحماية من الشرطة الإسرائيلية، وقال: "هناك تطور كبير في سيطرتنا وسيادتنا على الأقصى"، مشيراً إلى أن "سياستنا هي السماح بالصلاة لليهود في المسجد".
وأضاف: "علينا أن ننتصر في هذه الحرب وألا نذهب إلى مؤتمرات في الدوحة أو القاهرة".
وأفادت مصادر محلية بأن بن غفير اقتحم المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتجول بالساحة الشرقية، وبرفقته عدد كبير من عناصر الشرطة.
ووفق دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى، فإنَّ 2250 مستوطناً ومتطرفاً اقتحموا الأقصى في الفترة الصباحية اليوم بحماية الشرطة.
مواقف فلسطينية
قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن "اقتحامات المستعمرين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، تأتي في إطار الاستهداف المتواصل للقدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وتمهيداً لفرض السيطرة الكاملة عليها وتهويدها، بما يشكل انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بما فيها قرارات اليونسكو".
وطالبت الوزارة في بيان لها، المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه معاناة شعبنا عامة والقدس ومقدساتها خاصة، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967".
وأشارت إلى أنها "تتابع تلك الاقتحامات الاستفزازية مع أركان المجتمع الدولي سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد، وتحذر من تداعياتها الخطيرة على ساحة الصراع والمنطقة برمتها".
في السياق، أشارت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى أن "اقتحام الوزيرين الإسرائيليين إيتمار بن غفير ويتسحاق غولدكنوبف للمسجد الأقصى المبارك إمعان في العدوان على شعبنا ومقدساته واستفزاز لمشاعر المسلمين".
وقالت في بيان، إنَّ "تكرار اقتحامات المستوطنين للأقصى لن تفلح في تهويده أو فرض واقع جديد عليه والعبث بهويته العربية الإسلامية".
وأضافت "حماس": "سلوك حكومة المتطرفين الصهاينة وأعضائها مجرمي الحرب يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي لردعها ومحاسبتها".
من جهتها، أكدت "حركة الجهاد الإسلامي" أن "اقتحام المسجد الأقصى والعدوان الذي يقوده الإرهابي إيتمار بن غفير وقطعان المستوطنين تسعير للحرب على غزة والضفة والقدس".
ولفتت إلى أن "الاقتحام الذي يقوده بن غفير يؤكد أن المخططات الصهيونية لتهويد الأقصى متواصلة ومستمرة".