النهار

فنزويلا... المعارضة ترفض إجراء انتخابات جديدة ورسالة لمادورو
المصدر: أ ف ب
اتّهم أوروتيا مادورو الذي أُعلِن فوزه في هذا الاقتراع بأنه "يلعب بأرواح ملايين" الناس من خلال عرقلة "الانتقال السياسي".
فنزويلا... المعارضة ترفض إجراء انتخابات جديدة ورسالة لمادورو
نيكولاس مادورو. (أ ف ب)
A+   A-
دعا الرئيسان البرازيلي والكولومبي الخميس لإجراء انتخابات رئاسية جديدة في فنزويلا، عقب التنديدات الدولية بنتائج انتخابات الشهر الماضي التي رفضت المعارضة الاعتراف بها.
 
وحض الرئيسان بشكل منفصل بعد محادثة هاتفية أجرياها الأربعاء وناقشا خلالها إيجاد "مخرج سياسي" محتمل للأزمة في فنزويلا، مادورو على النظر في إجراء انتخابات جديدة.

لكن زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو اعتبرت أن الذهاب نحو انتخابات جديدة يعدّ "قلّة احترام" للناخبين الذين تؤكّد أنّهم منحوا مرشّح المعارضة العدد الأكبر من الأصوات.

وقال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا لولا لإذاعة برازيلية محلية إنّه إذا كان لدى مادورو بعض "المنطق"، "يمكنه أن يحاول الاحتكام إلى الشعب الفنزويلي، وربّما حتى تنظيم انتخابات".

وأضاف لولا أنّه يتعيّن على مادورو قبل إجراء انتخابات جديدة "وضع معايير لمشاركة جميع المرشّحين" و"السماح بمراقبين من جميع أنحاء العالم".

من جهتّه، كتب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو عبر منصّة "إكس" أن حلاً سياسياً "يجلب السلام والرخاء" لفنزويلا "يعتمد على نيكولاس مادورو".
 
ودعا إلى رفع جميع العقوبات المفروضة على فنزويلا وإصدار "عفو عام وطني ودولي" وإجراء "انتخابات جديدة حرّة" وتشكيل "حكومة تعايش انتقالية".

ومن واشنطن، أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنّه يدعم أيضاً هذه الخطوة، لكن بعد ساعات تراجع البيت الابيض عن هذا تعليق بايدن.

"عبثية مادورو"
وردّاً على سؤال لأحد المراسلين في البيت الابيض إن كان يدعم إجراء انتخابات جديدة في فنزويلا، أجاب الرئيس بايدن "أنا أؤيّد ذلك".

لكن البيت الأبيض اعتبر أن بايدن كان يقصد شيئاً أكثر عمومية.

وقال متحدّث باسم البيت الأبيض إن "الرئيس كان يتحدّث عن عبثية مادورو وممثّليه الذين لم يكونوا صريحين بشأن انتخابات 28 تموز (يوليو)"، مشيراً الى أن فوز المرّشح المعارض ادموندو غونزاليس كان "واضحاً تماماً".

ورأت ماتشادو التي منعتها السلطات القضائية الموالية لمادورو من الترشّح وناب عنها إدموندو غونزاليس أوروتيا، أن تنظيم انتخابات جديدة يعكس "قلّة احترام" حيال الإرادة الشعبية التي عبّر عنها الناخبون في 28 تموز.

وأضافت "جرت الانتخابات وعبّر المجتمع الفنزويلي عن نفسه في ظروف بالغة السوء حيث كان هناك تزوير، ورغم ذلك تمكنّا من الفوز".
 
بدوره، اتّهم أوروتيا مادورو الذي أُعلِن فوزه في هذا الاقتراع بأنه "يلعب بأرواح ملايين" الناس من خلال عرقلة "الانتقال السياسي".

وقال غونزاليس أوروتيا في شريط فيديو نشر على الشبكات الاجتماعية "أناشد نيكولاس مادورو: احترم إرادة الشعب الفنزويلي، أنت تلعب بأرواح ملايين المواطنين!"، مطالباً إياه بـ"إتاحة حصول انتقال".

وأضاف "اقتصاد البلاد يتدهور أكثر فأكثر بمرور كل يوم من دون حل سياسي، وهذه المأساة هي مسؤوليتك. من دون انتقال سياسي في فنزويلا، لا توجد أي فرصة لجذب استثمارات كبيرة".
 
وتابع غونزاليس أوروتيا "فنزويلا تستحق مستقبلاً من الاستقرار والازدهار والسلام. لكن لتحقيق ذلك، من الضروري احترام إرادة الشعب والسماح بالانتقال إلى حكومة يمكنها استعادة الثقة وفتح الأبواب أمام التنمية الاقتصادية".

وكان المجلس الانتخابي الوطني في فنزويلا قد أعلن أن مادورو حصد 52% من الأصوات وفاز بولاية رئاسية ثالثة من ست سنوات، بدون أن يقدّم نتائج مفصّلة.
 
وأكّد غونزاليس أوروتيا الخميس عبر منصّة "إكس" أنّه فاز في الانتخابات "بغالبية ساحقة".
 
وتقول المعارضة إن مرشّحها غونزاليس أوروتيا وهو دبلوماسي متقاعد يبلغ 74 عاماً، فاز في الانتخابات على مادورو بفارق كبير، وفقاً لإحصاءاتها الخاصة.

ويختبئ غونزاليس أوروتيا وزعيمة المعارضة منذ أن اتّهمهما مادورو بالسعي إلى إثارة "انقلاب" والتحريض على "حرب أهلية".
 
وأدّت تظاهرات مناهضة لمادورو في فنزويلا إلى مقتل 25 شخصاً حتى الآن، وجرح العشرات وتوقيف أكثر من 2400 شخص.
 
ورفضت المعارضة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والكثير من دول أميركا اللاتينية نتائج الانتخابات.
 
هجوم برلماني
وكان مادورو، وهو حليف سياسي للرئيس اليساري لولا، قد رفض في وقت سابق إمكانية إجراء انتخابات جديدة، وطلب من محكمة العدل العليا، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد وينظر إليها أيضاً على أنّها موالية له، التصديق على فوزه المعلن في الانتخابات.

وقال لولا الخميس إنه لم يعترف حتى الآن بنتائج المجلس الانتخابي الوطني الفنزويلي.
 
في هذه الأثناء، تتابع الجمعية الوطنية الفنزويلية (البرلمان) في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية النظر في حزمة من القوانين لتشديد القيود على المنظّمات غير الحكومية، والتي وصفها النظام بأنّها "واجهة لتمويل أعمال إرهابية".

وأقرّ مجلس النواب الخميس قانوناً لتنظيم تسجيل هذه المنظّمات وتمويلها.
 
وتسعى تدابير أخرى إلى زيادة الرقابة الحكومية على وسائل التواصل الاجتماعي المتهمة بتعزيز "الكراهية"، ومعاقبة "الفاشية"، وهي عبارة كثيراً ما يستخدمها مادورو في ما يتعلّق بالمعارضة وغيرها من المنتقدين.

وأشار رئيس الجمعية الوطنية خورخي رودريغيز إلى أنه سيسعى أيضاً إلى حظر البعثات الأجنبية لمراقبة الانتخابات في المستقبل.

وتؤيّد غالبية عظمى في الجمعية الوطنية المكونة من 277 نائباً وغرفة واحدة مادورو الذي حذّر سابقاً من "حمام دم" إذا خسر الانتخابات.
 
والأسبوع الماضي، حظر مادورو منصّة "إكس" لمدّة 10 أيام بعد تصريح لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك اعتبر فيه أن مادورو شارك في "عملية احتيال انتخابية كبرى". ودعا مادورو إلى مقاطعة تطبيق "واتساب".

وحضّ المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك ولجنة البلدان الأميركية لحقوق الإنسان النواب الفنزويليين على عدم تمرير قوانين من شأنها الحد من الحرّيات الديموقراطية.

وأعرب نشطاء حقوقيون في فنزويلا الخميس عن قلقهم بشأن قانون المنظّمات غير الحكومية الذي قالوا إن من شأنه أن "يعمق الاضطهاد" ضد منتقدي مادورو.

منذ تولّي مادورو السلطة في 2013 شهدت فنزويلا انهياراً اقتصادياً تسبب بمغادرة أكثر من سبعة ملايين نسمة البلاد، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80 بالمئة خلال عقد.

وكانت عشرات الدول قد رفضت فوز مادورو في انتخابات 2018 معتبرة أنها مزوّرة.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium