النهار

المعارك على حماوتها بين روسيا وأوكرانيا... زيلينسكي: نحقّق أهدافنا
المصدر: أ ف ب، رويترز
أعلنت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية كييف على تطبيق تيليغرام أن الدفاعات الجوية كانت تتصدى في وقت مبكر اليوم الاثنين لهجوم جوي روسي على ضواحي المدينة.
المعارك على حماوتها بين روسيا وأوكرانيا... زيلينسكي: نحقّق أهدافنا
من كورسك (أ ف ب)
A+   A-
أعلنت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية كييف على تطبيق تيليغرام أن الدفاعات الجوية كانت تتصدى في وقت مبكر اليوم الاثنين لهجوم جوي روسي على ضواحي المدينة.

وسمع شاهد من رويترز الانفجارات التي بدت كأنها أنظمة دفاع جوي تقوم بعملها.
 
في كورسك...
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين أن الجيش الأوكراني يحقّق أهدافه في منطقة كورسك الروسية الحدودية حيث ينفّذ هجوماً غير مسبوق منذ نحو أسبوعين.

وقال زيلينسكي إن هجوم بلاده على منطقة كورسك الروسية يظهر أن تهديدات الكرملين بالانتقام كانت خدعة زائفة، وحض حلفاء بلاده على تخفيف القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الموردة من الخارج.

وقال إن القوات الأوكرانية تسيطر الآن على أكثر من 1250 كيلومترا مربعا و92 تجمعا سكنيا بمنطقة كورسك.
 
وبعد فترة وجيزة من إعلان زيلينسكي، أدلى القائد الأعلى للقوات المسلّحة الأوكرانية أوليكسندر سيرسكي بتصريح مماثل.

وقال: "نحقّق نتائج جديدة في منطقة كورسك وقمنا بتجديد مخزون التبادل (الأسرى)".
  
والاحد، أعلنت كييف أنها دمرت جسرا استراتيجيا ثانيا في منطقة كورسك الروسية حيث تشن قواتها منذ 12 يوما هجوما غير مسبوق، فيما يؤكد الجيش الروسي مواصلة تقدّمه في الشرق الأوكراني باتجاه مدينة بوكروفسك.

في السادس من آب (أغسطس)، هاجم الجيش الأوكراني منطقة كورسك الحدودية حيث سيطر وفق كييف على 82 بلدة وعلى 1150 كيلومترا مربعا من الأراضي في هجوم جاء مباغتا لموسكو، ناقلا بذلك للمرة الأولى وعلى نحو واسع النطاق ومطوّل، المواجهات إلى الأراضي الروسية.

في الأيام الأخيرة، أعلن الجيش الأوكراني تعزيز مواقعه في المنطقة الروسية محققا تقدما تدريجيا "وفق ما خططنا له بالضبط"، بحسب تعبير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال زيلينسكي مساء الأحد إن أوكرانيا تريد "إنشاء منطقة عازلة على أراضي المعتدي".

من جهتها جدّدت موسكو الأحد التأكيد على "صد" هجمات أوكرانية بفضل تعزيزات أرسلت للمنطقة وتكبيد العدو خسائر فادحة.
 
 
لكن تساؤلات كثيرة تطرح حول نيات كييف في المدى القصير والمتوسط.

يأتي ذلك في وقت وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العاصمة الأذربيجانية باكو الأحد في زيارة دولة.

وتشدّد السلطات الأوكرانية على أن الهدف من الهجوم ليس "احتلال" جزء من الأراضي الروسية، بل الضغط على الجيش الروسي ودفع موسكو للانخراط في مفاوضات "عادلة"، في وقت تحتل روسيا حوالى 20 بالمئة من أوكرانيا.

لذا يبدو أن هذه العملية غير المسبوقة مستمرة راهنا.

الأحد، رحّب قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشتشوك بتدمير جسر ثان ذي أهمية استراتيجية للجيش الروسي، وذلك بعد يومين على إعلان مماثل.

وقال على تلغرام إن "سلاح الجو يواصل حرمان العدو من قدراته اللوجستية بفضل ضربات جوية دقيقة".

ولم يوضح أوليشتشوك متى نفّذت الضربة التي أصابت على ما يبدو جسرا على نهر سيم، على بعد حوالى 15 كيلومترا شمال الحدود الأوكرانية.

ونشرت مدوّنات روسية تتابع المعارك، صورا مؤرخة السبت تظهر على ما يبدو جسرا أصيب بضربة، معتبرة أن هذا التدمير سيقيّد قدرات القوات الروسية على المناورة في المنطقة.

ودفعت المعارك عشرات آلاف الأشخاص إلى النزوح من مناطق على جانبي الحدود وأسفرت عن عشرة قتلى على الأقل، وفق السلطات الروسية.
 
طوارئ في بروليتارسك 
في السياق، أعلنت السلطات الروسية حال الطوارئ في مدينة بروليتارسك جنوب غرب روسيا، حيث تسبّب هجوم بمسيرات أوكرانية الأحد في اشتعال خزان للوقود وإصابة ما لا يقل عن 18 من عناصر الإطفاء.

وذكرت إدارة منطقة بروليتارسك عبر "تلغرام" أن الجهود مستمرة الاثنين لإخماد الحريق الذي اندلع صباح الأحد في موقع صناعي بمنطقة روستوف.

وأضافت أنه تم إعلان حال الطوارئ عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي (21,00 ت غ الأحد).

وقال الحاكم الإقليمي فاسيلي غولوبيف على تلغرام إن 18 من عناصر الإطفاء تلقّوا علاجاً طبياً وأربعة منهم نُقلوا إلى المستشفى لإصابتهم بحروق.

وبحسب هذا المصدر تم إرسال تعزيزات إضافية للسيطرة على الحريق "في ظروف صعبة بسبب ارتفاع درجات الحرارة".

وكان المحافظ ذكر قبل يوم أن الحريق ناجم عن حطام بعد أن "تصدت الدفاعات الجوية لهجوم بمسيرات" موضحا عدم وقوع ضحايا.

من جهّته، أكد مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لـ"فرانس برس" الأحد أن مسيرات هاجمت منشأة قوقاز لتخزين الوقود والمنتجات النفطية الواقعة في بروليتارسك.

وبحسب المصدر فإن هذه المنشأة تمد "المجمع الصناعي العسكري" الروسي.

تقع مدينة بروليتارسك التي يبلغ عدد سكانها حوالي 20 ألف نسمة، على بعد نحو 200 كيلومتر من الحدود الأوكرانية و350 كيلومترا من مناطق القتال التي تسيطر عليها كييف على خط الجبهة شرق أوكرانيا.

احتراق مستودع للوقود 
في موازاة هجومها، تسعى أوكرانيا إلى كبح إمدادات القوات الروسية في عمق الأراضي الروسية، ردا على هجمات يومية تنفّذها موسكو على أراضيها منذ شباط (فبراير) 2022.

ليل السبت الأحد، نفّذت مسيرات أوكرانية هجوما على منشأة لتخزين النفط في منطقة روستوف بجنوب روسيا، ما أدى إلى اشتعال الوقود واندلاع حريق ضخم، على ما أفاد حاكم المنطقة فاسيلي غولوبيف.

وقال غولوبيف على تلغرام: "في جنوب شرق منطقة روستوف، صدت الدفاعات الجوية هجوما بمسيرات. وإثر تساقط شظايا على منطقة منشآت التخزين الصناعي في (مدينة) بروليتارسك، اشتعل حريق".

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دخانا أسود كثيفا وألسنة نيران تتصاعد من موقع الحريق.

في معرض تأكيدها الضربة، برّرت القوات الأوكرانية هجومها بأن هذه المنشأة "كانت تخزّن النفط ومشتقات نفطية" أساسية لتلبية "احتياجات" الجيش الروسي.

كذلك، أفاد مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية وكالة فرانس برس بأنّ هذه المنشأة "تعمل لحساب المجمع الصناعي العسكري الروسي... وتدعم أنشطة قوات الاحتلال" في أوكرانيا.
 

بوكروفسك في مرمى روسيا 
في حين يستقطب الهجوم الأوكراني في كورسك اهتماما كبيرا، يتواصل القسم الأكبر من المعارك في منطقة دونباس الأوكرانية حيث الأفضلية للجيش الروسي في مواجهة قوات أوكرانية أقل عديدا.
 
في المستجدّات، أمرت أوكرانيا الإثنين بإجلاء العائلات التي لديها أطفال من بوكروفسك ومحيطها.

وقال حاكم منطقة دونيتسك فاديم فيلاشكين على مواقع التواصل الاجتماعي "بدأنا الإجلاء القسري للعائلات التي لديها أطفال من بوكروفسك... عندما تكون مدننا في مرمى جميع أسلحة العدو تقريباً فإن قرار الإجلاء ضروري ولا مناص منه".
 
وأضاف أن أكثر من 53 ألف شخص يعيشون في المنطقة بينهم أربعة آلاف طفل.

وأعلن الجيش الروسي السيطرة على بلدة زاليزني القريبة من توريتسك في منطقة دونيتسك.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي أن القوات الروسية "حررت واحدة من كبرى بلدات منطقة دزيرجينسك (توريتسك بحسب تسميتها الأوكرانية)، بلدة أرتيوموفو (زاليزني بالأوكرانية)".

وأعلنت روسيا الأحد السيطرة على قرية سفيريدونيفكا على مسافة حوالى 15 كيلومترا من مدينة بوكروفسك، المحور المهم في شرق أوكرانيا والذي تسعى منذ أشهر للوصول إليه.

وقال الرئيس الأوكراني مساء الأحد: "لقد وقعت عشرات الهجمات في يوم واحد. لكن وحداتنا وألويتنا تبذل كل ما في وسعها للحفاظ على مواقعها".

وتقع مدينة بوكروفسك التي كان عدد سكانها قبل النزاع نحو 61 ألف نسمة، في محور أساسي يؤدي الى المعقلين الأوكرانيين تشاسيف يار وكوستيانتنيفكا اللذين تسعى موسكو للسيطرة عليهما.

يؤشر هذا التقدم إلى الضغط المستمر على الجبهة الشرقية، رغم التقدم غير المسبوق للقوات الأوكرانية في أراضي روسيا.

رغم ذلك، قال زيلينسكي إن القوات الأوكرانية حققت الأحد "نتائج جيدة ودمرت معدات قرب توريتسك"، وهي مدينة تقع إلى الشمال الشرقي من بوكروفسك. وأضاف: "هذا هو هدفنا الأساسي الآن (...): تدمير أكبر قدر ممكن من الإمكانات الحربية الروسية، وتنفيذ أكبر عدد ممكن من الهجمات المضادة".

وتابع زيلينسكي: "رجالنا يؤدون عملا جيدا على كل الجبهات. لكننا نحتاج إلى تسليم المعدات في شكل أسرع من جانب شركائنا. الحرب لا تأخذ إجازات".

وفي المناطق الخاضعة لسيطرة كييف، أعلن مكتب المدعي العام في منطقة دونيتسك مقتل أربعة مدنيين وإصابة عدد مماثل في غارات روسية عدة الأحد.

وإلى الجنوب في منطقة خيرسون، أدى هجوم بطائرة بلا طيار على سيارة بعد ظهر الأحد إلى إصابة خمسة أشخاص، حسبما أفاد محقّقون محليون عبر تلغرام.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium