وصف تنظيم "داعش" رجلا سوريا يبلغ من العمر 26 عاما بأنه "جندي" من جنوده بعد أن احتجزته السلطات الألمانية إثر واقعة طعن في مدينة زولينغن غرب البلاد.
وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل ثلاثة وإصابة ثمانية آخرين.
وعلى الرغم من أن التنظيم تعرض للهزيمة بالكامل تقريبا على يد تحالف تقوده الولايات المتحدة قبل سنوات، تمكن من شن هجمات كبرى وهو يسعى لإعادة تشكيل صفوفه.
ومن بين ما أعلن التنظيم مسؤوليته عنه، هجوم في قاعة للحفلات الموسيقية في روسيا في آذار (مارس) قتل فيه 143 على الأقل وتفجيران في مدينة كرمان الإيرانية في كانون الثاني (يناير) قتلا ما يقرب من مئة.
كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم نفذه انتحاريون على مسجد في سلطنة عمان في تموز قتل تسعة على الأقل. وأثارت كل تلك الوقائع المخاوف من أن التنظيم المتشدد يحاول العودة في مناطق جديدة.
وفي آب (أغسطس)، قالت السلطات في النمسا إن شابا نمساويا يبلغ من العمر 19 عاما يشتبه في أنه هو من خطط لهجوم على حفل لتيلور سويفت في فيينا أعلن ولاءه لزعيم التنظيم.
فيما يلي بعض الحقائق عن التنظيم:
تاريخ التنظيم
عندما وصلت قوته أوجها، بسطت "خلافة" تنظيم "داعش" بين 2014 و2017 سيطرتها على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.
ونفذ التنظيم المتشدد الإعدام والتعذيب بحق من يعارضونه في تطبيق نسخته المتطرفة من الشريعة الإسلامية.
وأعلن مقاتلوه مرارا تمكنهم من هزيمة جيشي البلدين ونفذوا هجمات في عشرات المدن حول العالم أو كان التنظيم هو مصدر الإلهام لتنفيذها.
وأعلن وقتها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قيام "دولة الخلافة" من منبر مسجد النوري التاريخي في العراق في 2014. وقتل البغدادي في 2019 على يد قوات خاصة أميركية في شمال غرب سوريا.
وانهارت "دولة الخلافة" تلك في العراق، التي كان فيها للتنظيم معقل على بعد 30 دقيقة فقط بالسيارة من بغداد. كما انهارت في سوريا بعد حملة عسكرية متواصلة شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويكتنف الغموض الزعيم الجديد للتنظيم الذي يعرف بكنية أبو حفص الهاشمي القرشي حتى بعد مرور ما يقرب من عام على توليه الزعامة.
أساليب جديدة في الشرق الأوسط
يغير تنظيم "داعش" من أساليبه منذ انهيار "دولة الخلافة" وتعرضه لسلسلة من الانتكاسات الأخرى في الشرق الأوسط.
وبعد أن كان مقر التنظيم في مدن رئيسية مثل الرقة في سوريا والموصل في العراق، حيث سعى لإدارة المناطق التي سيطر عليها وكأنها حكومة مركزية، لجأ التنظيم إلى مناطق نائية في البلدين.
وينتشر مقاتلو التنظيم في خلايا مستقلة ويحيط الغموض بوضع قياداته ومن الصعب تحديد العدد الإجمالي لمقاتليه، لكن الأمم المتحدة تقدر عددهم بنحو عشرة آلاف في معاقل التنظيم.
يرى مستشار أمني للحكومة العراقية يساعد في تتبع تحركات التنظيم أنه لجأ للعمل في الخفاء عن طريق خلايا نائمة قادرة على تنفيذ هجمات مباغتة ثم الفرار.
وفر أغلب المقاتلين البارزين الأجانب من العراق لدول مثل أفغانستان وسوريا وباكستان. وانضم أغلبهم لتنظيم "داعش" – ولاية خراسان وهو فرع التنظيم الذي استقى اسمه من الاسم القديم لمنطقة تشمل حاليا أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.
وينشط هذا الكيان على الحدود الإيرانية مع أفغانستان وباكستان.
وأشرف زعيم هذا الفرع ثناء الله غفاري (29 عاما) على تحوله إلى أكثر فروع التنظيم بثا للرعب بسبب قدرته على تنفيذ عمليات بعيدا عن قواعده التي تقع غالبا في مناطق نائية وحدودية في أفغانستان.
أفريقيا
لتنظيم "داعش" بصماته أيضا على أجزاء من أفريقيا.
في أوغندا، شن مسلحون من القوات الديمقراطية المتحالفة، وهي جماعة متمردة لها صلات مع تنظيم "داعش"، سلسلة من الهجمات في الأشهر القليلة الماضية، منها مذبحة في مدرسة داخلية، وقتل زوجين يقضيان شهر العسل، وشن هجوم على قرية أدى إلى مقتل ثلاثة على الأقل.
ونقلت القوات، التي تشكلت إثر انتفاضة في أوغندا، جزءا كبيرا من عملياتها إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة حيث شنت عدة هجمات.
وأعلنت عدة جماعات أخرى مبايعتها لتنظيم "داعش" في غرب أفريقيا وفي منطقة الساحل. وتسيطر هذه الجماعات على مناطق واسعة من ريف مالي والنيجر وشمال بوركينا فاسو إلى شمال أفريقيا.
وفي كانون الثاني 2023، نفذ الجيش الأميركي عملية أسفرت عن مقتل قيادي كبير في تنظيم "داعش" في شمال الصومال. وتخشى الأمم المتحدة من أن جماعات متشددة مثل تنظيم "داعش" قد تستغل حالة عدم الاستقرار السياسي في السودان الذي يشهد حربا أهلية.
القوة الإجمالية
قال المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب إن التهديد الذي يشكله تنظيما "داعش" و"القاعدة"، "وصل إلى أدنى مستوياته مع القضاء على العناصر الأكثر خطورة".
لكن المركز حذر من أن نصف الجماعات التابعة لتنظيم "داعش" تنشط الآن في عمليات تمرد في أنحاء أفريقيا "وربما تستعد لمزيد من التوسع".
وقال إن التنظيم فقد ثلاثة من أكبر قياداته وما لا يقل عن 13 من مسؤولي العمليات البارزين في العراق وسوريا منذ أوائل 2022 "مما ساهم في فقد الخبرة وتراجع هجمات تنظيم داعش في الشرق الأوسط".