أطلقت روسيا حوالى مئتي صاروخ ومسيّرة باتّجاه أوكرانيا الاثنين، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وسدد ضربة لشبكة الطاقة الضعيفة أساسا في البلاد حيث انقطع التيار عن عدة مناطق، بحسب ما أفاد مسؤولون.
ويعد الهجوم الأكبر منذ أسابيع ويأتي فيما تمضي أوكرانيا قدما بهجوم بدأ قبل نحو ثلاثة أسابيع في منطقة كورسك الروسية حيث أعلنت الأحد أنها تتقدّم.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تسجيل مصوّر على تلغرام: "هناك أضرار كثيرة في قطاع الطاقة. عمليات الإصلاح جارية".
وأعلنت شركة الكهرباء الوطنية "أوكرينرغو" عن انقطاعات طارئة في التيار لإعادة الاستقرار إلى النظام بعد الهجوم، بينما تعطّل جدول مواعيد القطارات.
وسُمع في العاصمة كييف صباح الاثنين دوي انفجارات يعتقد بأنها ناجمة عن أنظمة الدفاع الجوي، بينما سارع السكان للاحتماء في محطات المترو، بسحب مراسلي فرانس برس.
وقالت المحامية يوليا فولوشينا (34 عاما) التي احتمت في مترو كييف: "نشعر بالقلق على الدوام. نعاني من الضغط النفسي منذ حوالى ثلاث سنوات".
وأضافت: "كان الأمر مخيفا حقا. لا نعرف ما الذي يمكن توقعه".
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت البنى التحتية المستخدمة لدعم قطاع الدفاع الأوكراني.
ومنذ غزت جارتها في شباط (فبراير) 2022، شنّت روسيا هجمات واسعة النطاق ومتكررة ضد أوكرانيا، بما في ذلك ضد منشآت الطاقة.
استهداف السكك الحديد
أسفرت الهجمات الاثنين عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين بجروح في أنحاء البلاد، بحسب مسؤولين.
وفي منطقة دنيبروبيتروفسك (وسط)، أسفر القصف الروسي عن مقتل رجل يبلغ من العمر 69 عاما بينما أدت هجمات صاروخية في منطقة زابوريجيا الجنوبية إلى مقتل آخر، بحسب السلطات.
وفي منطقة جيتومير (وسط)، قتل شخص وأصيب عدد آخر بجروح، بحسب السلطات.
أما في مدينة لوتسك (غرب)، فألحق القصف الروسي أضرارا بمبنى سكني ومنشأة للبنى التحتية وأسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة بجروح، بحسب رئيس البلدية إيغور بوليشوك.
كما هاجمت روسيا البنى التحتية لشبكة السكك الحديد في منطقة سومي الشمالية، ما أسفر عن إصابة رجل بجروح وتضرر أبنية، وفق ما أفادت شركة سكك الحديد الأوكرانية الوطنية.
وأوضحت أن "بعض محطات السكك الحديد التي انقطعت عنها الطاقة نتيجة الانقطاعات في شبكات المدينة، انتقلت لاستخدام المولّدات الداعمة".
وأفاد زيلينسكي بأن روسيا استهدفت أوكرانيا بأكثر من مئة صاروخ وحوالى مئة مسيّرة هجومية مصممة في إيران ودعت القوات الجوية الأوروبية للمساعدة في إسقاطها.
وقال على وسائل التواصل الاجتماعي: "في مختلف مناطقنا الأوكرانية، بإمكاننا القيام بأكثر بكثير من أجل حماية الأرواح إذا عمل جيراننا الأوروبيون مع مقاتلاتنا من طراز إف-16 وأنظمة دفاعنا الجوية".
وأفاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك بأن الهجوم أظهر بأن كييف بحاجة للحصول على إذن لضرب "عمق الأراضي الروسية بالأسلحة الغربية".
في الأثناء، أعلنت السلطات في منطقة خاركيف (شرق) مقتل أحد السكان صباح الاثنين بصاروخ روسي من دون أن يتضح فورا إن كان الحادث جزءا من الهجوم بالصواريخ والمسيّرات.
ضربة على كراماتورسك
وجاءت الضربات الجوية بعدما قتل مستشار مسؤول عن السلامة يعمل لصالح وكالة رويترز في ضربة صاروخية على فندق في شرق أوكرانيا مساء السبت.
وكان ستة من أفراد طاقم الوكالة في الفندق في كراماتورسك، آخر مدينة تحت سيطرة أوكرانيا في منطقة دونيتسك.
وأشار الكرملين إلى أن ملابسات الحادثة لم تتضح بعد، لدى سؤاله عن تصريح زيلينسكي بأن الهجوم كان "متعمّدا".
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "سأقول ذلك مجددا. الضربات تستهدف البنى التحتية العسكرية أو الأهداف المرتبطة بها".
وأكد زيلينسكي في إعلان منفصل الأحد بأن قواته تتقدّم في منطقة كورسك الروسية، بعد أكثر من أسبوعين على بدء عمليتها المباغتة.