حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي اليوم الثلاثاء من احتمال وقوع حادث خطير في محطة نووية روسية بسبب القتال القريب منها بين القوات الروسية والأوكرانية.
وجاء تحذير غروسي بعد زيارته للمحطة في منطقة كورسك بغرب روسيا حيث اجتاحت القوات الأوكرانية الحدود قبل ثلاثة أسابيع والتي تقاتل القوات الروسية لطردها.
وأضاف غروسي للصحافيين: "خطر أو احتمال وقوع حادث نووي يبرز على مقربة من هنا".
وتابع أنه يرى أن المحطة ما زالت تعمل ولكن "في الوقت نفسه، قد تصبح حقيقة أن المحطة تعمل أكثر خطورة من حيث اتخاذ إجراء ضدها في نهاية المطاف. فعندما تعمل المحطة تكون درجة الحرارة أعلى بكثير، وإذا كانت هناك حالة اصطدام أو شيء يمكن أن يؤثر عليها، فستكون هناك عواقب وخيمة".
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا الأسبوع الماضي بمحاولة مهاجمة محطة كورسك، التي تضم أربعة مفاعلات سوفياتية بنفس التصميم الموجود في محطة تشيرنوبيل النووية التي أصبحت في عام 1986 مسرحا لأسوأ كارثة نووية مدنية في العالم.
واليوم، بدأ غروسي زيارة إلى محطة كورسك النووية لإجراء "تقييم مستقل" للوضع بعد الهجوم الأوكراني غير المسبوق على المنطقة الروسية.
حذّرت الوكالة الدولية مرارا من خطورة القتال حول المحطات النووية بعد العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.
وأفاد ناطق باسم الوكالة النووية الروسية (روساتوم) "فرانس برس" بأن غروسي وصل إلى المحطة نظراً إلى أنه يقود شخصيا بعثة تقيّم الوضع فيها والذي حذّر من أنه "خطير".
وفي الأيام الأولى للنزاع، سيطرت القوات الروسية على محطة زابوريجيا النووية في جنوب أوكرانيا كما سيطرت لمدة وجيزة على محطة تشرنوبيل الخارجة عن الخدمة شمالاً.
أطلقت أوكرانيا عمليتها المباغتة في كورسك في السادس من آب (أغسطس) وأفادت بأنها تحقق تقدّما، في وقت تتقدّم القوات الروسية من جانبها في شرق أوكرانيا.
اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي أوكرانيا بمحاولة شن هجوم على محطة كورسك التي تقع على بعد أقل من 50 كيلومتراً من موقع المعارك الدائرة بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأكّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن السلطات الروسية أبلغتها بأنه تم العثور الخميس على شظايا مسيَّرة على بعد نحو مئة متر عن منشأة تخزين الوقود النووي المستهلك التابعة للمحطة.
تقع المحطة على بعد حوالى 60 كلم عن الحدود الروسية الأوكرانية، قرب نهر سيم، وعلى بعد أقل من 50 كلم عن مدينة كورسك، عاصمة المنطقة التي تعد حوالى 440 ألف نسمة.
وأوضح مدير عمليات التفتيش السابق لدى الوكالة الدولية روبرت كيلي أن "احتمال وقوع حادث مشابه لتشرنوبيل ينفجر فيه المفاعل ويحترق على مدى أيام هو صفر".
لكنه أضاف بأنه بإمكان قنبلة طائشة أو ضربة مدفعية كبيرة على برك تخزين الوقود المستهلك بأن تلحق أضرارا بالوقود وتؤدي إلى انبعاث غازات وجزيئات مشعّة.