قررت محكمة في موسكو اليوم الثلاثاء تمديد الحبس الاحتياطي للفرنسي لوران فيناتييه المتهم بعدم تسجيل نفسه كـ"عميل أجنبي"، لستة أشهر حتى 21 شباط (فبراير)، في اليوم الأول من محاكمته التي أرجئت حتى 16 أيلول (سبتمبر).
وقالت القاضية ناتاليا تشيبراسوفا بعد إعلان تمديد الحبس الاحتياطي إنَّ "المحكمة تعتبر أنه من المتعذر بدء النظر في القضية الجنائية، وتم تأجيل الجلسة إلى 16 أيلول (سبتمبر)" كما أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس" في المكان.
وفي وقت سابق من اليوم، بدأت محاكمة فيناتييه الذي يعمل مع منظمة سويسرية غير حكومية وأوقف في مطلع حزيران (يونيو) في روسيا بتهمة جمع معلومات عسكرية، في أوج التوتر بين موسكو والغرب بشأن الحرب في أوكرانيا.
وبموجب القانون الروسي، يتعيّن على أي شخص يجمع أو يشارك معلومات مرتبطة بأجهزة روسيا العسكرية أو الأمنية تسجيل نفسه لدى السلطات على أنه "عميل أجنبي".
في السابق، أثار هذا الاتهام مخاوف من تهمة أكثر خطورة، على سبيل المثال "التجسس"، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة 20 عاما.
تأتي هذه القضية في وقت تتصاعد فيه التوترات بين موسكو وباريس، إذ تواجه روسيا اتهامات بالقيام بسلسلة أعمال زعزعة الاستقرار والتضليل في فرنسا، بينما تتعرض باريس لانتقادات بسبب دعمها المتزايد لأوكرانيا.
وأقر فيناتييه في جلسات سابقة في المحكمة بانه لم يسجل نفسه "كعميل أجنبي". وفي مطلع حزيران (يونيو) بعيد توقيفه قال خلال جلسة المحكمة التي قررت وضعه قيد الحجز الاحتياطي انه لم يكن على علم بان القانون الروسي ينص على قيامه بهذا الأمر.
وسبق أن استخدمت روسيا اتهامات "العملاء الأجانب" لتوقيف الأشخاص قبل توجيه تهم أخطر لهم. واستُخدم القانون بشكل متكرر لاستهداف الروس ومعارضي الكرملين محليا أكثر من المواطنين الأجانب.
وقالت أجهزة الأمن الروسية (FSB) في بيان لها في في مطلع تموز (يوليو) أن المتهم أقام "اتصالات عديدة" مع خبراء سياسيين واقتصاديين وخبراء عسكريين روس وكذلك مع موظفين رسميين.
وأوضح أنه "خلال تواصله مع هؤلاء الأشخاص، قام بشكل خاص بجمع معلومات عسكرية وعسكرية تقنية يمكن أن تستخدمها أجهزة خاصة أجنبية ضد أمن روسيا".
وفيناتييه (48 عاما) مستشار لدى "مركز الحوار الإنساني" ومقره جنيف وهو باحث متخصص بالشأن الروسي وغيرها من الدول السوفياتية سابقا.
جهود دبلوماسية
بحسب مصادر تحدثت اليها وكالة فرانس برس فان الفرنسي كان يعمل منذ سنوات على النزاع بين أوكرانيا وروسيا حتى قبل الهجوم الروسي في شباط (فبراير) 2022 في إطار جهود دبلوماسية موازية للدول بعيدا عن الأضواء.
وقال المركز الذي يعمل فيه، مركز الحوار الإنساني، في حزيران (يونيو) إنه يبذل "كل ما في وسعه لمساعدة" لوران فيناتييه الذي "يعيش في سويسرا ويسافر بانتظام من أجل عمله".
هو متزوج وأب لأربعة أطفال، وهو رهن الحجز الاحتياطي وقد طلب عدة مرات وضعه في الإقامة الجبرية للتأكد من أنه لا ينوي الفرار من البلاد. لكن القضاء الروسي رفض طلباته.
وقال خلال جلسة استماع في مطلع تموز (يوليو): "لقد أردت على الدوام، ضمن عملي، أن أقدم بشكل مناسب مصالح روسيا في العلاقات الدولية".
وأضاف: "أنا أحب روسيا، وزوجتي روسية، وحياتي مرتبطة بروسيا".
ويفيد بيان على موقع "مركز الحوار الإنساني" بأنه "يعمل لمنع وحل النزاعات المسلحة حول العالم عبر الوساطة والدبلوماسية السريّة".
في السنوات الماضية، تم اعتقال العديد من الغربيين وخاصة أميركيين، في روسيا واستهدافهم بتهم خطيرة.
في 1 آب (اغسطس) قام الغرب وروسيا باكبر عملية تبادل سجناء منذ انتهاء الحرب الباردة وبينهم الصحافي الأميركي ايفان غيرشكوفيتش والعنصر السابق في البحرية بول ويلان اللذان أفرجت عنهما موسكو.