أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس دعم المرشّحة الديموقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، غداة اتّهامات واشنطن لموسكو بالتدخّل في الانتخابات، الأمر الذي نفته الأخيرة.
وقال بوتين خلال منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك، إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن "أوصى ناخبيه بدعم هاريس، لذا سندعمها أيضاً"، مشيراً إلى أن المرشّح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب فرض العديد من "القيود والعقوبات" على روسيا.
وأضاف "ثانيا، لديها ضحكة معبّرة ومعدية تظهر أنّها في وضع جيد".
هجوم كورسك
مع استمرار الحرب، شدّد بوتين الخميس على أنّ "الهدف الرئيسي" لروسيا هو السيطرة على منطقة دونباس الأوكرانية، مؤكّداً في الوقت ذاته أن الجيش الروسي يدفع القوّات الأوكرانية إلى التراجع من منطقة كورسك.
وقال بوتين أمام منتدى اقتصادي في الشرق الأقصى الروسي "كان هدف العدو (من مهاجمة منطقة كورسك الروسية) إثارة التوتر لدينا وجعلنا مضطرّين لإعادة نشر قواتنا من منطقة إلى أخرى ووقف هجومنا في المناطق الرئيسية، خصوصاً في دونباس التي يمثّل تحريرها أولويتنا".
وذكر أن توغّل أوكرانيا في كورسك كان يهدف إلى إبطاء التقدّم الروسي في دونباس لكنّه لم ينجح في تحقيق ذلك لأنّه أضعف دفاعات كييف في المواقع الأخرى على طول الجبهة.
وقال بوتين إن كييف أضعفت قدراتها عندما أرسلت وحدات كبيرة وجيدة التدريب إلى الأراضي الروسية وسمحت لموسكو بتسريع الهجوم في شرق أوكرانيا.
وأضاف أن القوات الروسية بدأت في طرد القوات الأوكرانية من كورسك.
وذكر أن روسيا نجحت في التقدّم نحو مدينة بوكروفسك بشرق أوكرانيا.
المفاوضات
في السياق، أكّد الرئيس الروسي أنّه مستعدّ لإجراء مفاوضات مع كييف على أساس المحادثات التي عُقدت في ربيع العام 2022، إذا طلبت أوكرانيا ذلك، بينما كانت موسكو تستبعد أي نقاش على خلفية الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الذي بدأ في آب (أغسطس).
وقال "هل نحن مستعدّون للتفاوض معهم؟ لم نرفض ذلك أبداً". وأضاف "إذا ظهرت رغبة في التفاوض (لدى أوكرانيا)، لن نرفض"، مؤكّداً في الوقت ذاته أن هذه المحادثات يجب أن تستند إلى نتائج المفاوضات التي جرت في ربيع العام 2022 في إسطنبول.
وقال الرئيس الروسي "تمكنّا من التوصّل إلى اتّفاق، هذا هو الهدف، ويشهد على ذلك توقيع رئيس الوفد الأوكراني هذه الوثيقة، ما يعني أن الجانب الأوكراني كان راضياً بشكل عام عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها".
وأضاف "لم يدخل (الاتفاق) حيّز التنفيذ فقط لأنه صدر أمر بعدم القيام بذلك، لأن النخب في الولايات المتحدة وأوروبا، بعض الدول الأوروبية، أرادت إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا".
فرنسا ومؤسس "تلغرام"
في سياق آخر، أفاد بوتين بأنّه لا يفهم الإجراءات التي اتخذتها فرنسا ضد مؤسس تطبيق "تلغرام" بافيل دوروف بعدما خضع لتحقيق رسمي هناك الأسبوع الماضي.
وأضاف أن الإجراءات الفرنسية تتسم "بالانتقائية"، متابعاً أنّه التقى مع دوروف مرة واحدة فقط منذ سنوات لكنهما لم يبقيا على اتصال.
غاز وحركة الشحن
إلى ذلك، لفت بوتين إلى أن بلاده تعتزم زيادة حركة الشحن عبر طريق بحر الشمال.
ودعا دولاً أخرى للمشاركة في إنشاء منطقة مركزية للنقل في مورمانسك.
ولفت أيضاً إلى أن إيران طلبت من بلاده تزويدها بمزيد من الغاز وموسكو ستنفذ عمليات بيع بنظام المقايضة للغاز.