ارتفعت حصيلة حريق اندلع في مسكن تابع لمدرسة ابتدائية في كينيا إلى 21 قتيلا، وفقا لآخر تقرير صادر عن السلطات السبت، وما زال عشرات التلاميذ في عداد المفقودين فيما تترقب عائلاتهم بقلق بالغ أنباء عنهم.
وقال المتحدث الحكومي آيزاك مواورا للصحافيين إن الحصيلة ارتفعت إلى 21 قتيلا قضوا في حريق المدرسة الواقعة في مقاطعة نييري في الوسط.
وأضاف: "يحزننا أن نعلن العثور على 19 جثة في الموقع"، مضيفا أن تلميذَين آخرين توفيا في المستشفى.
وكان مواورا قال في تصريح سابق في أكايديمية هيلسايد إندراشا حيث اندلع الحريق: "إنها كارثة تفوق تصورنا".
واجتاح الحريق مهاجع كان ينام فيها أكثر من 150 صبيا.
وقال مواورا: "من المروع أن تخسر أمتنا هذا العدد من الفتيان الكينيين الواعدين. قلوبنا مفطورة".
وقال نائب الرئيس الكيني ريغاثي غاتشاغوا للصحافيين الجمعة إن 70 طفلا ما زالوا في عداد المفقودين.
وقال مواورا إنه حدد مكان نحو 20 طفلا السبت دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ولم تعرف أسباب الحريق بعد لكن محققين جنائيين وخبراء في الطب الشرعي كانوا في المدرسة السبت فيما مُنعت وسائل الإعلام من الدخول.
ولا تزال جثث الضحايا المتفحمة والتي قالت الشرطة إن من الصعب التعرف عليها، في المهاجع التي باتت هيكلا أسود انهار سقفه المصنوع من الصفيح بالكامل.
وقال كبير المحققين في جرائم القتل مارتن نيوغوتو لوكالة "فرانس برس" في مكان الفاجعة: "اليوم نريد البدء في فحص الحمض النووي".
وأعلن الرئيس وليام روتو الحداد لثلاثة أيام اعتبارا من الإثنين بعد ما وصفه بأنه "مأساة لا يمكن تفسيرها".
وقال الجمعة إن 14 طفلا أصيبوا بجروح ويتلقون العلاج في المستشفى.
وأكد روتو في بيان: "أتعهد أن تتم الإجابة على الأسئلة الصعبة التي طُرحت مثل كيف وقعت المأساة ولماذا لم تأت الاستجابة في الوقت المناسب، بشكل كامل ومن دون خوف أو محاباة".
وأضاف: "ستتم محاسبة جميع الأشخاص والهيئات المعنية وسنقوم بكل ما هو مطلوب حرصا قدر الإمكان على عدم تكرار مأساة كهذه".
"لا يمكن أن يكون مات"
قالت اللجنة الوطنية للمساواة بين الجنسين في كينيا إن التقارير الأولية تشير إلى أن المسكن كان "مكتظا، في انتهاك لمعايير السلامة".
وسلطت المأساة الضوء على مسألة السلامة في المدارس في كينيا بعد كوارث مماثلة في السنوات الماضية.
وقال البابا فرنسيس إنه "يشعر بحزن عميق" لموت فتية صغار مؤكدا "قربه الروحي من كل الذين طالتهم هذه الكارثة، وخاصة الجرحى والعائلات الحزينة".
وتصاعد التوتر الجمعة بين الأهالي الذين تجمعوا في المدرسة لمعرفة الأنباء عن أحبائهم المفقودين.
وانهار عدد كبير منهم بعدما أخذهم مسؤولون لمشاهدة الجثث المتفحمة في المهاجع المدمرة.
وقالت امرأة وهي تنتحب: "أرجوكم ابحثوا عن ابني. لا يمكن أن يكون مات. أريد طفلي".
دعم نفسي
وأعلنت جمعية الصليب الأحمر الكينية إنها تنشط على الأرض لمساعدة فريق استجابة من وكالات عدة وتقديم الدعم النفسي للتلاميذ والعائلات المصدومة.
وقال موشال كيهارا (56 عاما) إنه عثر على ابنه ستيفان غاتشينغي البالغ 12 عاما على قيد الحياة بعد أن هرع إلى المدرسة قرابة الواحدة بعد منتصف ليل الخميس الجمعة.
وصرح للوكالة: "لا يمكنني أن أتصور ما الذي مر به. أنا سعيد لأنه على قيد الحياة لكنه تعرض لبعض الإصابات في رأسه فيما أثّر الدخان على عينيه".
أضاف: "ما أريده هو أن يتلقى مساعدة نفسية لمعرفة ما إذا كان سيعود إلى حياته الطبيعية".
وكان الرجل يجلس مع ابنه على مقعد قرب خيمة للصليب الأحمر حيث تُقدم مساعدة نفسية للعائلات.
وسجلت حرائق عدة في مدارس كينيا وشرق إفريقيا.
ففي العام 2016 قضت تسع تلميذات في حريق في ثانوية للبنات في حي كيبيرا الفقير الشاسع في نيروبي.
وفي 2001 قُتل 67 تلميذا في حريق متعمد استهدف مهاجع في ثانوية منطقة ماشاكوس جنوب كينيا.
ووجهت اتهامات لتلميذين بالقتل، ودين مدير المدرسة ونائبه بالإهمال.
في العام 1994 قضت 40 تلميذة وأصيبت 47 في حريق دمر مدرسة للبنات في منطقة كليمنجارو بتنزانيا.
وفي 2022 دمر حريق مدرسة للمكفوفين في شرق أوغندا. وقضى 11 تلميذا بعدما حوصروا داخل غرفة نومهم المشتركة لأن المبنى كان محصنا ضد السرقة، حسبما قال وزراء في الحكومة آنذاك.