غمرت مياه الفيضانات الأحد الأحياء المنخفضة في العاصمة النيبالية كاتماندو بعد هطول أمطار موسمية غزيرة، ما أدّى بحسب الشرطة إلى مقتل نحو مئة شخص على الأقل.
وتعد الكوارث المرتبطة بالأمطار شائعة في جنوب آسيا خلال موسم الرياح الموسمية من حزيران (يونيو) إلى أيلول (سبتمبر)، لكن الخبراء يقولون إن تغيّر المناخ يزيد من شدّتها.
وغمرت المياه مساحات واسعة من النيبال منذ الجمعة،مما دفع سلطات الكوارث إلى التحذير من احتمال حدوث فيضانات مفاجئة في العديد من الأنهار.
وقال الناطق باسم الشرطة دان باهادور كاركي لوكالة "فرانس برس": "ارتفعت حصيلة القتلى إلى 101، وهناك 64 شخصا في عداد المفقودين".
وأضاف "من المرجّح أن ترتفع حصيلة القتلى مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ في المناطق المتضررة".
فاضت الأنهار حول العاصمة كاتماندو، ما أدى إلى غمر المنازل القريبة.
وقال محمد شهاب الدين (34 عاماً) الذي يعمل على تصليح دراجات نارية في المدينة بالقرب من نهر باغماتي المتضخم إنّه "أمر مخيف. لم أر مثل هذا الدمار في حياتي من قبل".
ووقف ناجون على أسطح المباني واضطر آخرون للخوض في المياه العكرة للوصول إلى مكان آمن.
وروى سائق شاحنة يدعى هاري ملاه (49 عاماً) لوكالة "فرانس برس": "عندما خرجت في منتصف الليل، وصل ارتفاع المياه إلى كتفي ... شاحنتي غارقة بالكامل في الماء".
قال المتحدّث باسم الهيئة الوطنية للحد من مخاطر الكوارث وإدارتها باسانتا أديكاري إن السلطات تعمل على إنقاذ المتضررين من الفيضانات وتقديم الإغاثة لهم.
تم نشر أكثر من 3000 فرد من أفراد الأمن للمساعدة في جهود الإنقاذ بطائرات الهليكوبتر والقوارب الآلية.
وقامت فرق الإنقاذ باستخدام الطوافات لسحب الناجين إلى بر الأمان.
وتسبّبت الانزلاقات الأرضية في إغلاق العديد من الطرق السريعة، ما أدّى إلى تقطع السبل بمئات المسافرين.
وقال ضابط شرطة المرور في كاتماندو بيشواراج خادكا "لدينا حوالي ثمانية مواقع إيواء، تم إغلاقها جميعا بسبب الانهيارات الأرضية في أقسام مختلفة من الطريق".
وتم إلغاء جميع الرحلات الداخلية من كاتماندو اعتباراً من مساء الجمعة، بما يشمل أكثر من 150 رحلة مغادرة.
إلى ذلك، لفت مسؤولون إلى إغلاق المدارس لثلاثة أيام.
وذكرت السلطات أن الطلبة وأولياء أمورهم يواجهون صعوبات جمة في ظل الأضرار التي لحقت ببنايات الكليات والمدارس بسبب الأمطار.
وقال متحدّث باسم وزارة التعليم لرويترز "طالبنا السلطات المعنية بإغلاق المدارس في المناطق المتضررة لثلاثة أيام".
وتتسبّب الأمطار الموسمية من حزيران إلى أيلول في حدوث وفيات ودمار واسع النطاق كل عام في جميع أنحاء جنوب آسيا، لكن أعداد الفيضانات والانهيارات الأرضية المميتة زادت في السنوات الأخيرة.
وأدى انزلاق أرضي ضرب طريقا في منطقة تشيتوان في تموز إلى دفع حافلتين على متنهما 59 راكباً إلى النهر.
وتمكّن ثلاثة أشخاص من النجاة، وانتشلت السلطات 20 جثة فقط بسبب مياه الفيضانات الهائجة التي أعاقت عمليات البحث.
ولقي أكثر من 220 شخصاً حتفهم في النيبال في كوارث مرتبطة بالأمطار هذا العام.