شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس على أن "النظام يجب أن يسود" في ظل الاحتجاجات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.
وقال بايدن الذي لزم الصمت طويلاً حيال هذه التحرّكات، في خطاب متلفز من البيت الأبيض، إن "لا مكان" لمعاداة السامية في الجامعات الأميركية، لكنّه أكد في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة "ليست أمة تُسكِت الناس"، موضحاً: "لسنا دولة مستبدة تكمم الأفواه ونسحق المعارضة... لكننا لسنا دولة بلا قانون. نحن مجتمع مدني. ولا بد أن يسود النظام".
وأكّد أن حرّية التعبير وسيادة القانون لا بد من احترامهما.
وفي رد على سؤال لأحد الصحافيين، قال بايدن إن احتجاجات الجامعات لم تدفعه إلى إعادة النظر في سياساته بشأن الشرق الأوسط.
دفع من ترامب؟
وأتى خطاب بايدن بعد ساعات من انتقادات وجّهها له دونالد ترامب، سلفه في البيت الأبيض ومنافسه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني (نوفمبر).
وقال ترامب لدى وصوله إلى محكمة في نيويورك الخميس: "إنّهم يساريون متطرّفون مجانين ويجب أن نوقفهم الآن لأنّ الأمر سيستمرّ ويزداد سوءاً".
هل وجد بايدن نفسه مضطرا للخروج عن صمته بشأن الاحتجاجات التي قد تقوّض حملته الانتخابية، ردّاً على ترامب؟
بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار، فالرئيس الأميركي "لا يحتاج الى أن يتبع أيا كان".
وانتقد خصوم جمهوريون لبايدن الخطاب.
وكتب النائب الجمهوري ريتشارد هدسون على منصة إكس "جو بايدن يخشى اليسار الراديكالي الى درجة يعجز معها حتى عن أن يدين بلا لبس الاضطهاد المعادي للسامية في الأحرام الجامعية".
بدورهم، انتقد المؤيدون للاحتجاجات دعوة بايدن الى إحلال "النظام". وكتبت الاستاذة في جامعة كولومبيا والكاتبة في صحيفة واشنطن بوست كارن عطايا "لدى بايدن الجرأة ليقول إن الاحتجاج يجب ألا يسبب الفوضى، بينما يعتزم التحدث خلال حفل تخرج مورهاوس، جامعة مارتن لوثر كينغ" في 19 أيار (مايو).
وأشارت الى أن المناضل من أجل حقوق السود في الولايات المتحدة "تحدّث عن هؤلاء المعتدلين البيض الذين يكرّسون أنفسهم للنظام أكثر من العدالة".
وكان أليكس كينا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا كومنولث يونيفرسيتي، قد أكد قبل خطاب الرئيس الأميركي، أن "الاحتجاجات وضعت بايدن في موقف حساس لأنه اعتمد كثيرا للفوز في عام 2020 على الشباب، وعلى المسلمين والأميركيين من أصل عربي".