قال جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في بيان إن "إسرائيل تدرس رد حركة حماس على اقتراح يتضمن اتفاقاً على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وجاء في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نيابة عن الموساد: "الوسطاء في اتفاق الرهائن قدموا لفريق التفاوض رد حماس على الخطوط العريضة لصفقة الرهائن. إسرائيل تدرس الرد وسترد على الوسطاء".
وقال مصدر في " حماس " إن الحركة تبادلت "بعض الأفكار" مع الوسطاء لوقف الحرب في قطاع غزة، لكنه لم يخض في تفاصيل.
وأضاف المصدر: "تبادلنا بعض الأفكار مع الإخوة الوسطاء بهدف وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني".
ولاحقاً، قالت الحركة في بيان إن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية أجرى اتصالات مع الوسطاء في قطر ومصر، الاتصالات تمحورت حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم بهدف التوصل لاتفاق.
كما أشارت إلى أن "هنية تواصل مع مسؤولين في تركيا بشأن التطورات الأخيرة. وتعاملت الحركة بروح إيجابية مع فحوى المداولات الجارية".
من جهتها، أكدت القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة أنه "لأول مرة رد حماس يسمح بالتقدم وهناك أرضية للمفاوضات"، في حين ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أنه "من المتوقع أن يجري فريق المفاوضات الإسرائيلي في الأيام المقبلة مباحثات مع نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت لصياغة سياسة تجاه رد حماس واتخاذ قرار بشأن الدخول في مفاوضات تفصيلية في قطر أو مصر".
واليوم، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلاً عن مسؤولين، "أن قطر أرسلت أمس إلى حركة حماس تعديلات جديدة على المقترح الأميركي لصفقة التبادل".
كما نقلت قناة كان الإسرائيلية عن مصادر أن "حماس أضافت شرطا جديدا إلى المفاوضات، وهو انسحاب الجيش من محور فيلادلفيا".
ويحاول وسطاء من بينهم مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أشهر التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح 120 رهينة متبقين في غزة لكن جهودهم تعثرت.
وتقول " حماس " إن أي اتفاق يتعين أن ينهي الحرب ويؤدي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من غزة، في ما تقول إسرائيل إنها لن تقبل إلا بهدن في القتال لحين القضاء على " حماس ".
وتتضمن خطة وقف إطلاق النار المقترحة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية أيار (مايو)، إطلاق سراح تدريجي للرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية على مرحلتين.
وتقترح أيضاً إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، مع إعادة إعمار غزة وإعادة رفات الرهائن المتوفين في مرحلة ثالثة.
إلى ذلك، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: "إذا لم يقبل نتنياهو الصفقة مع حماس فإن الملايين سيخرجون إلى الشوارع. لن نسمح للحكومة بعرقلة التوصل إلى صفقة التبادل مرة أخرى".
الوضع الميداني...
بحث كثيرون من الفلسطينيين عن مأوى اليوم الأربعاء بعد فرارهم من منازلهم في جنوب قطاع غزة وشكوا من نقص المياه مع استمرار إسرائيل في هجومها العسكري على القطاع المكتظ بالسكان.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية شنت ضربات عسكرية جديدة في مدينة رفح بجنوب القطاع وسط قتال عنيف مع مسلحين فلسطينيين خلال الليلة الماضية. وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن 12 شخصا على الأقل قُتلوا في ضربات جديدة بوسط وشمال غزة.
ولا يزال القتال مستعرا في بعض مناطق قطاع غزة رغم قول مسؤولين إسرائيليين إن القوات على وشك إنهاء القتال الضاري مع حركة " حماس "، التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007، وستتحول قريبا إلى عمليات أكثر دقة في التركيز على الأهداف في إطار الحرب المستمرة منذ قرابة تسعة أشهر.
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مدينة خان يونس بجنوب القطاع أدت إلى مقتل حسن حمدان استشاري ورئيس قسم الحروق والتجميل في مجمع ناصر الطبي مع جميع أفراد أسرته.
وقال سكان في خان يونس إن العديد من العائلات لم تتمكن من العثور على خيام بسبب نقصها ونامت على جانب الطريق بعد أن أدت أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي إلى نزوح الآلاف ممن يعيشون شرقي المدينة.
وأُخلي مستشفى غزة الأوروبي، وهو آخر مستشفى يعمل في المنطقة، وكان يؤوي عائلات نازحة ومرضى.
وقال علي أبو أسمهان الذي أصيب بنيران إسرائيلية وكسور في الساقين والحوض: "إجانا اتصال أخلي الأوروبي... وجينا على ناصر لقينا المكان في ناصر... مليان".
وأضاف: "أنا قاعد هنا بنام في الشارع... بستنى يفضولي مكان ويقعدوني جوه (المستشفى)".
وذكر مسؤول دفاعي إسرائيلي أمس الثلاثاء أن الموظفين والمرضى أُبلغوا بإمكانية البقاء في مستشفى غزة الأوروبي رغم صدور أمر بإخلاء المنطقة التي يقع فيها.
زيادة التوتر...أضاف مسؤولو الصحة أن غارة جوية أخرى أصابت سيارة في مدينة دير البلح جنوب القطاع، مما أسفر عن مقتل ثلاثة.
وتكتظ دير البلح بمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين اضطروا للفرار من منازلهم في مناطق أخرى من غزة، ويشكو السكان من النقص الحاد في مياه الشرب وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير.
وقال شعبان (47 عاما)، وهو أب لخمسة أطفال: "مش موجود ميه صحية للشرب ومشان هيك بنضطر نشتري ميه مالحة أو مش نظيفة كتير وبسعر عالي".
وأضاف: "كتير من النازحين بيعانوا من أوجاع في البطن ومن أمراض مثل الوباء الكبدي بسبب المياه الغير صحية والأكل اللي غير مناسب والتلوث مع وجود مناطق مجاري ومستنقعات قرب مكان تواجدهم".