النهار

لبنان تحت مجهر العالم... وتيرة الدعوات لمغادرته تتزايد خشية "تدهور سريع"
المصدر: النهار العربي
أميركا دعت رعاياها إلى حجز أي بطاقة سفر متاحة ومغادرة لبنان، وكذلك فعلت بريطانيا التي قالت إن التوترات مرتفعة والوضع مرشح للتدهور السريع ودعت هي الأخرى إلى مغادرته في الحال.
لبنان تحت مجهر العالم... وتيرة الدعوات لمغادرته تتزايد خشية "تدهور سريع"
مهد من مطار بيروت (أرشيفية)
A+   A-
تتزايد المخاوف اليوم السبت، من اشتعال الوضع في الشرق الأوسط، لا سيما في لبنان، وذلك مع توالي دعوات الدول لمغادرته خشية حدوث تدهور باندلاع حرب واسعة بين حزب الله وإسرائيل، بينما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري بالمنطقة، في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، وقبله القيادي البارز في "حزب الله" فؤاد شكر، وسط توعّد إيران والمجموعات المدعومة منها بالردّ.  
 
واليوم، حثّت السفارة الأميركية في لبنان رعاياها إلى "حجز أي بطاقة سفر متاحة" لهم لمغادرة البلاد، قائلة في بيان نشر على موقعها الإكتروني: "نحضّ الراغبين بمغادرة لبنان إلى حجز أي بطاقة سفر متاحة لهم، حتى ولو كانت الرحلة لا تغادر على الفور، أو لا تتبّع الطريق الذي يشكّل الخيار الأوّل بالنسبة لهم"، مشيرةً إلى أنه على الرغم من تعليق وإلغاء العديد من الرحلات إلّا أن "خيارات النقل التجارية لمغادرة لبنان لا تزال متوفرة".
 
كما حثّت الحكومة البريطانية اليوم مواطنيها في لبنان على مغادرة البلاد فورا، حيث قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان: "التوترات مرتفعة والوضع مرشح للتدهور السريع. وبينما نعمل على مدار الساعة لتعزيز وجودنا القنصلي في لبنان فإن رسالتي للمواطنين البريطانيين هناك واضحة وهي: غادروا في الحال".
 
وأعلنت السويد اليوم أيضا، إغلاق سفارتها في بيروت بعدما نصحت الآلاف من رعاياها بمغادرة البلد.

وفي مؤشر إلى تزايد المخاوف، تنتشر شائعات في لبنان عن إلغاء رحلات إلى بيروت، وهو ما نفاه الطيران المدني. لكن شركتي "إير فرانس" و"ترانسافيا فرانس" مددتا تعليق رحلاتهما إلى بيروت حتى 6 آب (أغسطس) على الأقل "بسبب الوضع الأمني".
 
بالإضافة إلى "إير فرانس" و"ترانسافيا"، علّقت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت بما فيها "لوفتهانزا" الألمانية التي سيبقى قرارها ساريا حتى 12 آب (أغسطس). كما أعلنت الشركة ومجموعة "إيتا" الإيطالية الخميس تعليق رحلاتهما إلى تل أبيب لأيام عدة.

وأعلنت الخطوط الجوية الكويتية اليوم تعليق رحلاتها من بيروت وإليها، اعتباراً من الاثنين المقبل إلى أجل غير مسمّى.

ودعت فرنسا رعاياها الذين يزورون إيران إلى المغادرة "في أسرع وقت".
 
جنود أميركان (أرشيفية)
 
"تعديلات على الموقف العسكري الأميركي"
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أنه على ضوء "احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها"، أمر وزير الدفاع لويد أوستن "بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة".

وأعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من السفن الحربية التي "تحمل صواريخ بالستية دفاعية" و"سربا إضافيا من الطائرات الحربية" لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.

ووري هنية الثرى الجمعة في مقبرة في مدينة لوسيل شمال الدوحة، بعدما شارك الآلاف في الصلاة عليه في العاصمة القطرية حيث كان يقيم في المنفى.

واتهمت إيران و"حماس" و"حزب الله" إسرائيل باغتياله، بعد ساعات على الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن قتل فؤاد شكر المسؤول عن إدارة عمليات "حزب الله" في جنوب لبنان، في معقل الحزب بضاحية بيروت الجنوبية.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان السبت أن هنية قتل بواسطة "مقذوف قصير المدى" أطلق على مقر إقامته.

وذكر الحرس الثوري في البيان الذي نشرته وكالة "إرنا" الرسمية أنه "بحسب التحقيقات، فإن هذه العملية الإرهابية نفذت بمقذوف قصير المدى يزن رأسه حوالى 7 كلغ أطلق من خارج مكان إيواء المدعوين"، متسببا في "انفجار قوي".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية ذكرت أن الانفجار نتج عن عبوة زُرعت في غرفة هنية قبل أشهر، الأمر الذي نفاه بشدة الإعلام الإيراني.

وتوعّدت إيران وحزب الله بـ"الثأر".

ضربات في "عمق" إسرائيل 
وتوقّعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة السبت أن يردّ "حزب الله" بضربات "في عمق" إسرائيل و"لا يكتفي بأهداف عسكرية".

ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية عن البعثة قولها إن "حزب الله والكيان (الإسرائيلي) كانا يلزمان خطوطا تجاوزها الهجوم" يوم الثلاثاء.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق للحركة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) على الدولة العبرية، يتبادل "حزب الله" والجيش الإسرائيلي إطلاق نار بشكل يومي عبر حدود لبنان الجنوبية.

وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، كان هنية "في إحدى الإقامات المخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران عندما استُشهد بمقذوف جوي" بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني.

غير أن الجيش الإسرائيلي أكد أن الضربة الوحيدة التي نفذها في تلك الليلة في الشرق الأوسط كانت الضربة التي أودت بفؤاد شكر وحارسه الشخصي وخمسة مدنيين.

وتوعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بإنزال "أشدّ العقاب" بإسرائيل بعد اغتيال هنية، فيما أكد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله أن "الردّ آت حتماً" بعد اغتيال شكر.

وكتبت صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة المتشدّدة السبت أن تل أبيب وحيفا "بين الأهداف"، متوقعة "خسائر بشرية أليمة".

وبحسب مصدر في "حزب الله"، فإن إيران وحلفاءها يبحثون احتمالين للردّ على إسرائيل، ما بين "الردّ بالتوازي، بمعنى أن تقصف إيران وحزب الله والحوثيون أهدافا إسرائيلية في الوقت ذاته، أو أن يرد كلّ طرف بمفرده إنما بشكل منسّق".

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل في حال جهوزية "عالية" من الاستعدادات لأي سيناريو كان "سواء دفاعي أو هجومي".

وشنت طهران في 13 نيسان (أبريل) هجوما غير مسبوق بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل ردا على ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان (أبريل)، ونسبت إلى إسرائيل. لكن تم اعتراض معظم الصواريخ والمسيرات من جانب إسرائيل والقوات الأميركية والحليفة المنتشرة في المنطقة. ولم يسجّل سقوط ضحايا.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium