حقّق حزب العمّال البريطاني انتصاراً ساحقاً في الانتخابات التشريعية لينهي بذلك 14 عاماً متتالية من حكم المحافظين ويفتح أبواب داونينغ ستريت أمام زعيمه كير ستارمر.
وقد حصل حزب العمّال على 411 مقعداً مقابل 120 للمحافظين، مع انتهاء عملية الفرز.
وضمّن الحزب أكثر من 326 مقعداً، أي أكثر من المقاعد الضرورية للحصول على الغالبية المطلقة والتمكن من تشكيل الحكومة البريطانية المقبلة بمفرده.
"تجدّد"
تعهّد ستارمر حصول "تجدّد وطني" في المملكة المتحدة بعد فوز حزبه وعودته إلى السلطة. وقال في خطاب النصر في لندن بعدما ضمن حزبه الغالبية المطلقة في البرلمان "اليوم نبدأ فصلاً جديداً، نبدأ مهمة التغيير، مهمّة التجدّد الوطني ونباشر إعادة بناء بلدنا".
ووكان ستارمر قد سارع إلى شكر ناخبيه. وقال "إلى جميع من قاموا بحملات لحزب العمّال في هذه الانتخابات، إلى جميع من صوّتوا لنا ووثقوا في حزب العمّال الجديد، شكراً لكم".
وسيتبوّأ هذا المحامي السابق منصب رئيس الوزراء بعد تسع سنوات فقط على دخوله عالم السياسة وأربع سنوات على تولّيه منصب زعيم حزب العمّال.
وقال ستارمر إن المملكة المتحدة "مستعدة للتغيير". وأضاف في خطاب ألقاه بعد إعادة انتخابه في دائرته الانتخابية في شمال لندن "الناخبون هنا وفي كل أنحاء البلاد قالوا كلمتهم وهم مستعدون للتغيير ولإنهاء سياسة الاستعراض، وللعودة إلى السياسة بوصفها خدمة للجمهور".
أمّا مكتب ريشي سوناك فقال في بيان إن سوناك سيدلي ببيان في مقر الحكومة في داوننج ستريت في حوالي الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش قبل الاجتماع مع الملك تشارلز لتقديم استقالته رسمياً.
وجاء في البيان أن رئيس الوزراء المنتخب حديثاً كير ستارمر سيلتقي الملك تشارلز في قصر بكنغهام قبل أن يُلقي كلمة في داوننج ستريت في حوالي الساعة 11:20 بتوقيت غرينتش.
أبرز النتائج...
أعيد انتخاب رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته ريشي سوناك نائباً في البرلمان، وقال: "حزب العمّال فاز وحزبنا يواجه خسارة ساحقة. لقد اتّصلت بستارمر وهنّأته".
وقال بعد إعادة انتخابه في دائرته الانتخابيّة في ريتشموند بشمال إنكلترا إنّ "الشعب البريطاني أصدر حكماً واضحاً الليلة (...) وأنا أتحمّل مسؤولية" هذه الهزيمة.
أضاف "اليوم سيتم تداول السلطة بطريقة سلمية ومنظّمة وبحسن نية من جميع الأطراف. وهذا أمر ينبغي أن يمنحنا الثقة جميعا في استقرار بلادنا ومستقبلها".
وخسرت ليز تراس، التي تولّت رئاسة وزراء بريطانيا من قبل لأقصر فترة على الإطلاق، مقعدها البرلماني.
وحصلت على 11217 صوتاً في دائرتها الانتخابية في ساوث ويست نورفولك في شرق إنجلترا لكن تيري جيرمي مرشّح حزب العمال تفوّق عليها بالحصول على 11847 صوتاً.
وفاز الزعيم السابق لحزب العمّال البريطاني جيريمي كوربين، اليساريّ المُخضرم الذي عَلّق الحزب عضويّته بعد فضيحة تتّصل بمعاداة السامية، بعضويّة البرلمان الجمعة بصفته مرشحا مستقلا.
وفاز كوربين البالغ 75 عاماً والذي مثّل دائرة إزلينغتون الشماليّة أكثر من 40 عاماً، بالمقعد في شكل مريح ولكن للمرّة الأولى دون الانتماء إلى حزب العمّال.
وأشاد كوربين بفوزه في الساعات الأولى يوم الجمعة، وقال إنها "رسالة مدوية" بأن ناخبيه "يريدون شيئاً مختلفاً".
في المقابل، هُزم وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس في دائرته الانتخابية في الانتخابات العامة التي جرت الخميس، ليصبح أول شخصية من حكومة المحافظين يخسر مقعده في البرلمان.
إلى ذلك، فاز نايجل فاراج زعيم حزب الإصلاح المناهض للهجرة بانتخابات البرلمان الجمعة، في ثامن محاولة له. وقال فاراج الذي قاد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "خطتي هي بناء حركة وطنية جماهيرية على مدار السنوات القليلة المقبلة".
بدورها، حذّرت راشيل ريفيس التي من المقرر أن تصبح أول وزيرة للمال في تاريخ المملكة المتحدة، الجمعة من أن حكومة حزب العمال الجديدة التي ستشكّل بعد الانتخابات سيتعين عليها اتخاذ "خيارات صعبة" في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد.
وقالت ريفيس، وهي خبيرة اقتصادية سابقة في بنك إنكلترا تبلغ 45 عاماً وأعيد انتخابها نائبة في دائرتها الانتخابية "الطريق الواجب سلوكه لن يكون سهلاً. لا يوجد حل سحري، وهناك خيارات صعبة تنتظرنا. نحن لسنا واهمين بشأن حجم التحدي الذي نواجهه أو شدة الصعوبات التي سنرثها من المحافظين".
وحافظ وزير المالية البريطاني جيرمي هانت، على مقعده أيضاً في المجلس، كذلك وزيرة الداخلية البريطانية السابقة سويلا بريفرمان.
وخسر السياسي اليساري المخضرم جورج غالاوي مقعده بالبرلمان بعد هزيمته أمام مرشح حزب العمال في بلدة روتشديل بشمال إنجلترا.
وتمتّع غالاوي بالمقعد البرلماني لأربعة أشهر فقط بعد فوزه في الانتخابات الفرعية التي جرت في أعقاب وفاة النائب السابق عن المدينة.
من جهّتهم، خسر الانفصاليون الأسكتلنديون معظم مقاعدهم في البرلمان البريطاني في الانتخابات التي جرت الخميس، في انتكاسة أخرى لمعركتهم من أجل تقرير المصير التي وصلت إلى طريق مسدود أكثر من أي وقت مضى.
ووفقاً لاستطلاع الخروج من مراكز الاقتراع الذي بثته التلفزة البريطانية، تراجع الحزب الوطني الأسكتلندي الذي هيمن على السياسة المحلية على مدى السنوات الـ15 الماضية، من المركز الثالث إلى المركز الخامس في برلمان ويستمنستر، حيث حصل على 10 مقاعد من أصل 57 مقعداً تمثّل أسكتلندا، مقارنة بـ48 مقعداً في السابق.
وقالت رئيسة الوزراء السابقة نيكولا ستورجون "إنها ليست ليلة جيدة للحزب الوطني الاسكتلندي. إنه نجاح كبير لـ(زعيم حزب العمال) كير ستارمر".
ويبدو أن حزب العمّال قد بات في طريقه لاستعادة هيمنته في أسكتلندا، وهي المنطقة التي كان يسيطر عليها في السابق.