أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان اليوم الثلاثاء، اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في هجوم في العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي، واتهمت إسرائيل باغتياله.
وقال البيان: "تعلن حركة المقاومة الإسلامية حماس عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للقائد الشهيد إسماعيل هنية رحمه الله".
ولا يزال يُعتقد أن السنوار يدير العمليات العسكرية ربما من مخابئ في شبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة، ويتخذ القرارات في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل للتوصل إلى هدنة وصفقة لتبادل الأسرى.
ويُعد السنوار، الذي انتُخب في شباط (فبراير) 2017 رئيسا لحركة حماس في قطاع غزة، من مؤيدي الخط المتشدد، وكان انضم إلى حركة حماس عند تأسيسها عام 1987 وهو العام الذي انطلقت فيه الانتفاضة الأولى، ليقوم بعدها بعدها بتأسيس "مجد"، جهاز الأمن الداخلي التابع للحركة.
والسنوار أيضا، هو قائد النخبة السابق في "كتائب القسام"، وهو مدرج على قائمة "الإرهابيين الدوليين" الأميركية، في حين يحيط تحركاته بمنتهى السرية. ولم يشاهَد علنا منذ اندلاع الحرب في غزة.
المطلوب الأول لإسرائيل...
وأصبح السنوار المولود عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين بقطاع غزة، بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، المطلوب الأول لدى إسرائيل، إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس.
كما أصبح التخلص من السنوار أهم الأهداف الاستراتيجية للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث يعتبره مسؤولون إسرائيليون العقل المدبر لهجوم "7 أكتوبر".
وسبق أن اعتقلت إسرائيل السنوار مرات عدة وحكمت عليه بأربع مؤبدات قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل أسرى عام 2011، وعاد إلى نشاطه في قيادة كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس)، ثم انتخب رئيسا للحركة في القطاع عام 2017 ومرة أخرى عام 2021.
من حياته...
بعد الخروج من السجن، انتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة سنة 2012، كما تولى مسؤولية الجناح العسكري كتائب "عز الدين القسام"، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة الكتائب.
وكان له دور كبير في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري في الحركة خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة عام 2014.
وأجرى السنوار بعد انتهاء هذا الهجوم تحقيقات وعمليات تقييم شاملة لأداء القيادات الميدانية، وهو ما نتج عنه إقالة قيادات بارزة.
عام 2015 عينته حركة حماس مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها، وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنهم مع إسرائيل، وفي السنة نفسها صنفته الولايات المتحدة الأميركية في قائمة "الإرهابيين الدوليين"، كما وضعته إسرائيل على لائحة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة.
وحاول في هذه الفترة إصلاح العلاقات بين حركة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في الضفة الغربية، وإنهاء حالة الانقسام السياسي في الأرضي الفلسطينية ضمن مصالحة وطنية، إلا أن هذه المحاولات انتهت بالفشل.
وعمل أيضا على تحسين العلاقات مع مصر، حيث التقى ضمن وفد قيادي وأمني مع قيادات من المخابرات المصرية بالقاهرة سنة 2017، وتم التوصل لاتفاقات حول الأوضاع المعيشية والأمنية والإنسانية والحدود.
وفي آذار (مارس) 2021، انتخب رئيسا لحركة حماس في غزة لولاية ثانية مدتها 4 سنوات في الانتخابات الداخلية للحركة.
وتعرض منزله للقصف عدة مرات، إذ قصفته طائرات إسرائيلية ودمرته بالكامل عام 2012، وخلال الهجوم على قطاع غزة عام 2014، ثم خلال غارات جوية إسرائيلية في أيار (مايو) 2021.
ويوصف السنوار بأنه شخصية حذرة، لا يتكلم كثيرا كما لا يظهر علنا إلا نادرا، كما أنه يمتلك مهارات قيادية عالية وله تأثير قوي على أعضاء الحركة.