أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت تحرير 4 أسرى أحياء من مخيم النصيرات في غزة، بعد عملية "استعدّ وتدرّب عليها جيداً"، وفق وسائل إعلام عبرية، في حين أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مقتل 210 فلسطينيين وإصابة 400 على الأقل في ضربات إسرائيلية على المخيم.
وقال، في بيان مشترك مع الشاباك والشرطة الإسرائيلية: "المختطفون الأربعة المحرّرون من النصيرات هم نوعا أرغماني (25 عاماً) وألموع مئير (21 عاماً) وأندري كوزلوف (27 عاماً) وشلومي زيف (40 عاماً)، وتم اختطافهم من قبل حماس من حفل النوفا في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وأضاف: "لقد تم تحرير المختطفين من قبل مقاتلي جهاز الشاباك والوحدة الشرطية الخاصة من منطقتيْن منفردتيْن في قلب النصيرات. إن وضع المختطفين الصحي جيد وتم نقلهم للفحوصات الطبية في مستشفى تل هاشومير".
وفي تعليق على العملية، اعتبرت عائلات الأسرى الإسرائيليين أن على الحكومة أن تتذكّر أن واجبها إعادة جميع المختطفين الـ120.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي إن "عملية استعادة المحتجزين الأربعة ستسجل في كتب التاريخ، ولم تكن دون ثمن".
وشدد على أن إسرائيل ستعيد كافة المحتجزين "بهذه الطريقة أو بأي طريقة أخرى"، وفق وصفه.
قبل ذلك، كان نتنياهو علق على العملية بالتشديد على أن "إسرائيل لا تستسلم للإرهاب وتعمل بإبداع وشجاعة لإعادة الأسرى.
وأضاف: "نحن ملتزمون بالقيام بذلك في المستقبل أيضاً. لن نهدأ حتى نكمل المهمّة ونعيد جميع الاسرى إلى وطنهم، سواء الأحياء منهم أو الأموات".
"حماس" تعلق
أمّا القيادي في "حماس" سامي أبو زهري فقال لـ"رويترز": "تحرير إسرائيل 4 أسرى بعد 9 أشهر دليل على الفشل وليس إنجازاً"، وذلك أن تعلن الحركة موقفها رسمياً عقب تحرير الأسرى، قائلة: "إن ما أعلنه جيش الاحتلال عن استعادة عدد من أسراه بعد أكثر من 8 أشهر من العدوان لن يغير فشله الإستراتيجي".
وأضافت أن "جيش الاحتلال أقدم على ارتكاب مجزرة مروعة بحق المدنيين الأبرياء في مخيم النصيرات وسط القطاع، مشيرة إلى أن المقاومة لا تزال تحتفظ بالعدد الأكبر من الأسرى وهي قادرة على زيادة غلتها".
وتابعت أن "مقاتلي المقاومة اشتبكوا مع جنود جيش الاحتلال لساعات طويلة في مخيم النصيرات وألحقوا بهم الخسائر"، مشددة على أن "مشاركة الولايات المتحدة في العملية التي نفذها الاحتلال في النصيرات يثبت تواطؤها على جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة، وعدم اهتمامها بحياة المدنيين".
من جهته، قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" إن "العدو تمكن عبر ارتكاب مجازر مروعة من تحرير بعض أسراه لكنه في نفس الوقت قتل بعضهم أثناء العملية"، مضيفاً أن "العملية ستشكل خطراً كبيراً على أسرى العدو وسيكون لها أثر سبلي على ظروفهم وحياتهم".
الرئاسة الفلسطينية
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) اليوم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي "لبحث تداعيات المجزرة الدموية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي" في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.
تفاصيل العملية...
أوضح المتحدّث العسكري الإسرائيلي أنه تم إنقاذ 4 مختطفين في عملية مشتركة لجيش الدفاع والشاباك وشرطة إسرائيل، وقال: "نفذنا العملية بناء على معلومات استخبارية وعمليات للشاباك واليمام".
وأضاف: "العملية انطوت على مخاطر كبيرة وانتهت باستعادة المختطفين الأربعة، فالقوات الإسرائيلية أنقذت المختطفين من أيدي حماس تحت إطلاق النار وإنقاذهم كان قيد التخطيط منذ أسابيع".
وأردف: "لا نزال نلاحق قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف، ولم يتم اغتياله".
وختم: "مصمّمون على إعادة المختطفين وسنقوم بذلك بكل الطرق وهذه رسالتنا للمفاوضات هذا الصباح".
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل ضابط من القوات الخاصة خلال العملية.
في وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن القصف الإسرائيلي المدفعي توقّف في النصريات بعدما نفّذت قوّات إسرائيلية خاصّة عملية في منطقة مخيّم النصيرات وسط قصف جوي ومدفعي عنيف والدفع بتعزيزات عسكرية.
ولفتت إلى سقوط قتلى وجرحى في مكان العملية الإسرائيلية بمخيم النصيرات"، مضيفة: "المقاومة تشتبك بشراسة مع القوات الخاصة والتعزيزات العسكرية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي قصف البنية التحتية لمسلّحين في منطقة النصيرات.
من جهّتها، قالت وزارة الصحة بغزة إن "مستشفى شهداء الأقصى يواجه صعوبة بالتعامل مع أعداد المصابين إثر التصعيد الصهيوني".
بدورها، ذكرت القناة "12" الإسرائيلية أن عدداً كبيراً من الطائرات الحربية يشارك في قصف وهجوم استثنائي على منطقة مخيّم النصيرات.
بلباس مدني...
إلى ذلك، لفت إعلام عبري إلى أن "القوّات الإسرائيلية التي أنقذت المختطفين دخلت النصيرات بشاحنة كانت تحمل أثاثاً للنازحين يقودها جندي بملابس مدنيّة".
وفق المعلومات، "دخلت قوّات أخرى بملابس مدنيّة بسيارات تحمل لوحات ترخيص فلسطينية، وعند اكتشافها هرعت الدبابات وبدأ القصف الجنوني في سوق النصيرات".
وشارك في العملية 1000 جندي من مختلف وحدات الجيش الخاصة والشرطة، وكان الرصيف العائم مقر قيادة العملية للمسؤول الأميركي والإسرائيلي ووحدة المختطفين الخاصّة.
وذكرت يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أنّه "خلال عملية تحرير الأسرى الأربعة، علقت سيارة تقل جنوداً من الجيش الإسرائيلي برفقة 3 أسرى في قلب المخيم، وجرى تبادل كثيف لإطلاق النار مع المسلّحين الفلسطينيين".
وأضافت إذاعة الجيش الاسرائيلي: "تم إطلاق النار على سيارة المختطفين الثلاثة وتعطيلها، وانطلقت قوّة إنقاذ كانت تنتظر خارج المخيّم وانضمت إلى القوّات الأخرى. وصلوا إلى مهبط طائرات الهليكوبتر بعد معركة استمرت أكثر من 45 دقيقة".
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "في نشاط عملياتي بطولي تمكن مقاتلونا من تحرير 4 أسرى".
وأضاف غالانت "تابعت من غرفة القيادة عملية تحرير المختطفين تحت إطلاق نار كثيف ونفذت المهمة بشجاعة".
وتابع: "عملية التحرير تمت بعد تبادل كثيف للنار مع مقاتلي حماس، وسنواصل عمليّاتنا للإفراج عن 120 مختطفاً لدى الحركة".
وأردف: "إطلاق سراح المختطفين لا يشكّل نجاحاً عملياتياً فحسب بل فرصة لتحقيق أهداف الحرب".
غانتس يتراجع!
بعد العملية الإسرائيلية، أرجأ الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس مؤتمره الصحافي اليوم، إذ كان من المتوقّع أن يعلن فيه استقالته.
ولفت إعلام عبري إلى أن غانتس أرجأ البت باستقالته بعد تحرير المحتجزين من غزة.
متابعة أميركية؟
في الموازاة، كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن أن "مسؤولاً أميركياً كبيراً وصل يوم أمس لمتابعة العملية، ويبدو أن أميركا كان لها دور أساسي في توفير المعلومات الاستخباراتية للجيش الإسرائيلي وكان المسؤول ينتظر في الرصيف المائي التي تم إنشاءه في لحظة تنفيذ العملية".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين أن "خلية إنقاذ الأسرى الأميركية في إسرائيل دعمت جهود إنقاذ الأسرى".
ولفتت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن الكابنيت صادق على العملية في النصيرات يوم الخميس الماضي.
وكشف إعلام إسرائيلي عن أن "نتنياهو و غالانت صادقا على عملية تحرير الأسرى الخميس بدون إعلام غانتس".
وذكرت قواة "كان" أن العملية تأجّلت 3 مرّات لدواعي عملياتية.