قال البيت الأبيض مساء اليوم الاثنين، إن الرئيس الأميركي جو بايدن خضع لفحص طبي للأداء اللغوي على يد طبيبه اليوم الاثنين، مضيفا أن الرئيس يخضع لفحص طبي مرتين في الأسبوع.
وأضاف أن بايدن خضع لفحص طبي للأداء اللغوي بعد يومين من مناظرته مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب في 27 حزيران (يونيو) الماضي، مشيراً إلى أنه لا يعاني من الشلل أو الرعاش.
وتزايدت المخاوف من احتمال معاناة بايدن من مرض لم يُكشف عنه منذ تعثره في مناظرته مع ترامب.
ووفق البيت الأبيض، فإن بايدن يخضع لكشف طبيب أعصاب سنوياً في إطار فحص طبي.
وكانت تقارير أفادت بأن متخصصاً في الحالة زار مقر الرئاسة الأميركية ثماني مرات، إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار أجابت على أسئلة للصحافيين اليوم بعدم تلقي الرئيس علاجاً من داء باركنسون ولا يتناول أدوية خاصة بهذا الداء.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن سجلات زوار البيت الأبيض تظهر أن الدكتور كيفن كانارد، طبيب الأعصاب المتخصص في اضطرابات الحركة والذي نشر في الآونة الأخيرة بحثا عن مرض الشلل الرعاش، زار البيت الأبيض ثماني مرات منذ الصيف الماضي وحتى ربيع هذا العام.
أسبوع مهم...
يبدو أن هذا الأسبوع سيكون مهماً لبايدن الساعي الى إنقاذ حملته الانتخابية، في وقت تتزايد الشكوك بين الديموقراطيين في قدرته على منافسة ترامب ويحاولون الضغط عليه للتنحّي.
ومع أن عدداً صغيراً فقط من الديموقراطيين في مجلس النواب قد دعوا الرئيس علناً إلى إنهاء حملته الانتخابية، إلّا أن هناك قلقاً عميقاً داخل الحزب من احتمال أن بايدن، الذي أطاح دونالد ترامب من البيت الأبيض قبل 4 سنوات، قد يدمّر إرثه ولن ينجح في ردع الناخبين عن إعادة منافسه إلى المكتب البيضاوي بعد انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر).
وأفادت شبكة "سي أن أن" أن هناك إجماعاً بين عشرات المشرّعين في الحزب على ضرورة تنحّيه جانباً.
ومع ذلك، قال بايدن بإصرار في جولة انتخابية في بنسلفانيا يوم الأحد: "أنا مستعد لهذا المنصب!".
ويعزز الأداء الكارثي لبايدن خلال المناظرة ضدّ ترامب وإصراره على متابعة الترشح، حالة الذعر لدى الديموقراطيين حول فرصه في التغلّب على المرشح الجمهوري، ويثير أيضًا المزيد من التساؤلات حول صحته في ظلّ سعيه لولاية جديدة تنتهي عندما يبلغ من العمر 86 عامًا، وحول ما إذا كان يدرك خطورة محنته السياسية في ظل تأخّره عن ترامب في استطلاعات الرأي.
حتى أن ديموقراطيين بارزين في الكونغرس عبّروا في الأيام الأخيرة عن قلقهم علناً، ليس فقط بشأن أداء بايدن خلال المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، ولكن أيضًا بشأن مستوى الشفافية التي أظهرها فريقه بشأن لياقته العقلية، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وبالفعل، امتنع القادة الديموقراطيون في مجلسي النواب والشيوخ يوم الأربعاء عن حضّ أعضاء الحزب على الالتفاف حول بايدن، واستمعوا بدلاً من ذلك إلى شكاوى من الجناح الوسطي للحزب والتقدمي فيه، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وكانت الرسالة الخاصة من قادة الكونغرس، هي أن الأعضاء يجب أن يشعروا بالحرية في اتخاذ أي موقف بشأن ترشيح بايدن، والذي يشعرون أنه الأفضل لمناطقهم. بالنسبة للبعض، كان ذلك يعني الانضمام إلى عدد قليل من الديموقراطيين المنتخبين الذين انتقدوا أداء الرئيس الأميركي ودعوته إما للانسحاب أو اقترحوا عليه التفكير بجدّية في الأمر.
وكان العديد من الديموقراطيين من المناطق ذات التنافسية السياسية العالية ينتظرون نتائج استطلاعات الرأي في دوائرهم الانتخابية، ليقرّروا ما إذا كانوا سينضمون إلى الدعوات لتنحّي الرئيس. ولكن سمع المسؤولون تحذيرات رهيبة. وأشار البعض إلى أنه من المستحيل أن يتمكن بايدن من هزيمة ترامب. وقال آخرون إن بايدن سيجرّ الديموقراطيين إلى الهاوية. فيما حضّ آخرون الديموقراطيين على الالتفاف حول نائبة الرئيس كامالا هاريس.
ويخشى المشرّعون من أن تؤدي نقاط ضعف بايدن إلى إضعاف حماسة الناخبين المحتملين، مما يخلق تأثيرًا مضاعفًا يضرّ بالديموقراطيين في محاولتهم الحفاظ على الأغلبية الضئيلة في مجلس الشيوخ واستعادة السيطرة على مجلس النواب.
وبعد ظهر يوم الأحد، عقد زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز اجتماعًا مع كبار المشرّعين الديموقراطيين، قيل إنه تضمن مناقشة ترشيح بايدن.
وقال أربعة ممن شاركوا في الاجتماع إنهم يعتقدون أن بايدن يجب أن ينسحب، وفقًا لشبكة "سي بي إس" الأميركية.
هل التمسك ببايدن أكثر خطورة... أم التخلّي عنه؟
كما أعرب عدد من كبار الشخصيات الديموقراطية عن مواقفهم في مقابلات تلفزيونية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بهدف الإجابة عن السؤال: هل التمسك ببايدن أكثر خطورة... أم التخلّي عنه؟
ويقول البعض إن الحزب قد يتجّه نحو الهزيمة أمام الحزب الجمهوري في تشرين الثاني (نوفمبر) إذا بقي بايدن في السباق، لكن آخرين يقولون إن استبداله ينطوي على الكثير من الأمور المجهولة، بحسب شبكة "بي بي سي".
يرى البعض أن هناك إمكانية لبداية جديدة. في خضم تداعيات الأداء الكارثي لبايدن في المناظرة، فإن مطالبته بالتنحّي قد تجلب بعض الراحة الفورية. وقال بعض الديموقراطيين، ومنهم المؤيّدون المعلنون للرئيس، نفس الشيء، مشيرين إلى أن المخاوف بشأن عمره وقدرته العقلية قد أصبح من الصعب التغلّب عليها.
أما آخرون في الحزب الديموقراطي فيقولون إن المجهول يمثل مخاطرة كبيرة للغاية. ورأوا أن أي فائدة من خسارة بايدن قد تتضاءل أمام المخاطر التي تلوح في الأفق. إذا تنحّى الرئيس جانباً، فإن معظم ما سيأتي بعد ذلك لا يزال غير واضح: من سيحل محله، وكيف؟ وكيف سيكون أداء هذا المرشح في مواجهة ترامب؟
وفي الأيام الأخيرة، شدّد العديد من حلفاء بايدن على مخاطر رسم مسار جديد، بحجة أن بايدن قد أثبت نجاحه.
وعلى الرغم من أنها لم تُظهر سوى الدعم المخلص لبايدن، إلّا أن فكرة أن تحل نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس (59 عاماً) محل بايدن قد اكتسبت زخماً في الأيام الأخيرة.
في وقت سابق من الأسبوع الماضي، طرح ممثل ولاية أوهايو السابق، تيم رايان، اسمها كبديل محتمل لبايدن.
وكتب في مقال افتتاحي لمجلة "نيوزويك": "أعتقد بقوة أن أفضل طريق لنا للمضي قدمًا هو كامالا هاريس".
وفي مقابلة أجراها آدم شيف صباح الأحد، قال عضو الكونغرس إن هاريس يمكن أن تفوز على ترامب "بأغلبية ساحقة".
وباعتبارها نائبة للرئيس ومنافسة ديموقراطية لعام 2020، يقول المؤيدون إنها تمّ اختبارها بالفعل خلال حملتها الانتخابية، وهي مألوفة لدى المؤسسة الديموقراطية وجامعي التبرعات التابعين لها.