أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في قطاع غزة الإثنين أن حصيلة قتلى الحرب بين إسرائيل والحركة التي دخلت شهرها العاشر، ارتفعت إلى 38,193 على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات "40 شهيدًا و75 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة" حتى صباح الإثنين. وأشارت إلى أن إجمالي عدد الجرحى "بلغ 87,903 إصابة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".
واليوم، اقتحمت القوات الإسرائيلية عدة أحياء في مدينة غزة على متن دبابات وقصفتها بشكل مكثف، ما دفع مرة أخرى آلاف الفلسطينيين إلى الفرار، في الشهر العاشر من الحرب المدمرة.
على الأرض، تواصلت المعارك في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر. وشمال القطاع، قال شهود عيان والدفاع المدني والمكتب الإعلامي لحكومة حماس إن الجنود الإسرائيليين اجتاحوا عدة أحياء في مدينة غزة ومن بينها الدرج والتفاح والصبرة وتل الهوى ما دفع آلاف إلى الفرار مرة اخرى.
وأعلن الدفاع المدني في غزة: "تلقي بلاغات بوجود عشرات الشهداء والمصابين"، مشيرا إلى أن طواقمه لا تستطيع الوصول إليهم "في ظل القصف العنيف".
وأشار إلى أن "قوات الاحتلال تحاصر عشرات العائلات".
وافاد الشهود أن الجيش الإسرائيلي يطلب من السكان عبر مكبرات الصوت إخلاء حي الدرج وحي التفاح.
ولفتوا إلى أن الدبابات تمركزت في عدة أحياء، بينما تتقدم في مناطق اخرى بمساعدة غارات جوية وطائرات مسيرة.
وبعد عشرة أشهر على بدء الحرب، تواصل القوات الإسرائيلية خوض معارك في مناطق عدة كانت قد أعلنت السيطرة عليها في السابق، مثل حي الشجاعية في شرق مدينة غزة حيث قال الجيش إنه قتل "عشرات الإرهابيين".
وجنوب القطاع، أعلن الجيش أنه قتل "أكثر من 30 إرهابيا" في رفح وضرب مواقع إطلاق صواريخ في خانيونس.
وفي 7 أيار (مايو)، شن الجيش الإسرائيلي عملية برية في رفح المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر وُصفت بأنها المرحلة الأخيرة من الحرب ضد الحركة الإسلامية، ما دفع مليون فلسطيني إلى الفرار، وفقا للأمم المتحدة.
لكن في الأسابيع الأخيرة، اشتد القتال مجددا في العديد من المناطق التي كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن السيطرة عليها، وخاصة في الشمال، بينما يتواصل الهجوم في رفح.
وذكر سكان أن أحياء مدينة غزة تعرضت للقصف خلال ساعات الليل وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم. وأضافوا أن القصف دمر عددا من البنايات متعددة الطوابق.
وقال الدفاع المدني في غزة إنه يعتقد أن عشرات الفلسطينيين قتلوا لكن فرق الطوارئ لم تتمكن حتى الآن من الوصول إليهم بسبب استمرار الهجمات على أحياء الدرج والتفاح في شرق المدينة وتل الهوى والصبرة والرمال إلى الغرب.
وذكر سكان في غزة أن الدبابات تقدمت من ثلاثة اتجاهات على الأقل اليوم الاثنين ووصلت إلى وسط المدينة مدعومة بنيران كثيفة من الجو والبر. وأضافوا أن هذا الهجوم أجبر آلافا على ترك منازلهم بحثا عن ملاذ آمن وهو ما بات مستحيلا بالنسبة لكثيرين واضطر بعضهم لافتراش الأرض والنوم في الطرق.
وأفاد سكان بأن دبابة دفعت الناس للاتجاه غربا إلى طريق بالقرب من ساحل البحر المتوسط.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه يشن عملية تستهدف البنية التحتية للمسلحين في قطاع غزة وإن القوات "قضت" على أكثر من 30 مسلحا.
وفي وقت لاحق من اليوم، أصدر الجيش أوامر إخلاء جديدة لسكان أحياء الصبرة والرمال وتل الهوى والدرج.
وقال الجيش في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "من أجل أمنكم، عليكم الإخلاء بشكل فوري إلى أماكن الإيواء في المنطقة الإنسانية بدير البلح"، في إشارة إلى منطقة في وسط غزة.
وأفاد مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة بأن الطواقم الطبية والمسعفين في مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة اضطروا إلى إجلاء المرضى إلى المستشفى الإندونيسي المزدحم بالفعل والذي يعاني من نقص التجهيزات في شمال القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيفتح ممرا لخروج المدنيين من المناطق المتضررة. وأضاف أن مسلحين من "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي" يختبئون داخل بنى تحتية مدنية لمهاجمة القوات الإسرائيلية.
وأعلنت "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح" انها أطلقت قذائف مورتر على قوات الجيش الإسرائيلي خلال العملية في جنوب غرب مدينة غزة.