اقترح المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركيّة دونالد ترامب الخميس على منافسته الديموقراطيّة كامالا هاريس إجراء ثلاث مناظرات تلفزيونيّة في أيلول (سبتمبر)، بينها واحدة باتت مؤكّدة، في محاولة منه لاستعادة السيطرة على الحملة الانتخابيّة، في وقت تستفيد نائبة الرئيس من موجة حماسة وتجول على عدد من الولايات الرئيسيّة.
وردّت هاريس الخميس قائلة "علمت أن دونالد ترامب التزم أخيراً (إجراء) مناظرة معي في 10 أيلول". وأضافت "أنا أتطلّع إلى ذلك"، من دون أن تُعلّق على موعدَي المناظرتين الأخريين اللتين اقترحهما الرئيس السابق في 4 و25 أيلول.
وخلال مؤتمر صحافي نادر عقده في مقرّ إقامته الفاخر في مارالاغو، وعد الرئيس الجمهوري السابق أيضاً بأن تجري عمليّة نقل السلطة "سلمياً" شرط أن تكون الانتخابات المقرّرة في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) "نزيهة".
وفي مواجهة الزخم الذي تستفيد منه هاريس، عرض ترامب على منافسه ثلاث مناظرات تلفزيونيّة في أيلول عبر قنوات "فوكس نيوز" و"أيه بي سي" و"أن بي سي".
وذكرت قناة "أيه بي سي" عبر منصّة "إكس" أنّ هاريس وترامب "أكّدا كلاهما أنّهما سيُشاركان في المناظرة" عبر شاشتها في 10 أيلول.
ولا يزال يتعيّن تأكيد المناظرتين الأخريَين في 4 و25 أيلول.
واستغلّ رجل الأعمال البالغ 78 عاماً جزءاً كبيراً من مؤتمره الصحافي للتشكيك في "الحماسة" التي أثارها دخول هاريس إلى السباق الرئاسي، في وقت تعقد المرشّحة الديموقراطيّة منذ الثلاثاء عدداً من التجمّعات، ويرافقها تيم وولز الذي اختارته لشغل منصب نائب الرئيس في حال فوزها.
وقال ترامب بتهكّم "كان لديّ 107 آلاف شخص في نيوجيرسي (...) كم كان لديها أمس (في ويسكونسن)؟ 2000 شخص. كان لديّ مؤخرا 25 ألف شخص في ميشيغان".
وأضاف أنّ الديموقراطيّين "يتحدّثون عن حماسة. أنا أخبركم بأنّ الحماسة هي للحزب الجمهوري ولي أنا بوصفي مرشّحاً".
"انتقال سلمي"
ويعمل ترامب جاهداً في مواجهة زخم هاريس (59 عاماً) وحاكم ولاية مينيسوتا وولز (60 عاماً) اللذين كانا يومي الثلاثاء والأربعاء في بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان، وهي الولايات المتأرجحة التي يمكن أن تقرّر مصير الانتخابات الرئاسية.
وعلى العكس من ذلك، لم يعقد ترامب تجمّعاً حاشداً هذا الأسبوع. وكان مؤتمره الصحافي أول ظهور علني له منذ أن اختارت هاريس وولز.
أما بالنسبة إلى الرئيس جو بايدن الذي تخلّى في 21 حزيران (يوليو) عن خوض السباق الرئاسي، فقد عبّر عن قلقه من إقدام ترامب على الطعن في نتيجة انتخابات 5 تشرين الثاني في حال خسارته، وذلك بحسب مقتطفات من مقابلة ستبثها الأحد محطة "سي بي أس".
وردّ ترامب قائلاً "بالطبع سيكون هناك انتقال سلمي (للسلطة) كما كانت الحال في المرّة السابقة (...) آمل فقط في أن تكون لدينا انتخابات نزيهة"، من دون أن يأتي على ذكر اقتحام أنصار له مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني (يناير) 2021.
استطلاعات جيّدة لهاريس
من المقرّر أن يعود ترامب إلى المُدرّجات ويُخاطب أنصاره الجمعة في ولاية مونتانا المؤيدة للجمهوريّين.
وحذّرت هاريس ليل الأربعاء من فوز خصمها الذي قال بسخرية إنّه سيكون ديكتاتوراً "ليوم واحد" في حال انتخابه.
وبقي الثنائي الديموقراطي في ميشيغان الخميس وشاركا في تجمّع حاشد إلى جانب رئيس الاتحاد الأميركي للعاملين في صناعة السيارات (يو أيه دبليو).
وقالت هاريس أمام حشد صغير من نحو مئة شخص "نحن نؤمن بالجماعة. نحن لا نقع في فخ من يسعون إلى تقسيمنا".
والجمعة ستكون هاريس إلى جانب وولز في ولايتي أريزونا ونيفادا الرئيسيتين.
في استطلاعات الرأي تمكّنت هاريس من تقليص الفارق مع الرئيس الجمهوري السابق وحتى تقدّمت عليه بعد تراجع بايدن. وجمع التبرّعات آخذ في الارتفاع.
بحسب الصحافة الأميركية فإن ترامب منزعج من هذا التقدم الديموقراطي الجديد والتغطية الإعلامية التي يحظى بها الحزب.
وقال لأحد المقرّبين منه خلال مكالمة هاتفية "من غير العادل أن أكون هزمته وأن أضطر الآن أن أهزمها أيضاً" في إشارة إلى بايدن وهاريس، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
وأبدى جمهوريون وجهّات مانحة قلقهم للرئيس السابق.
تتعثّر حملة ترامب الانتخابية ولاسيما بسبب جاي دي فانس الذي اختاره ليصبح نائبه إذا تم انتخابه.
وتراجعت شعبية السناتور البالغ 40 عاماً في الأسابيع الأخيرة بسبب عودة ظهور عدد من مقاطع الفيديو المثيرة للجدل.
في إحداها يسخر فانس "من النساء التعيسات" في إشارة إلى الأشخاص الذين يختارون العيش بلا شريك أو طفل.
وسرعان ما انتقد عدد من الأميركيين هذه التعليقات.