أعلنت هيئة الانتخابات التونسية مساء اليوم السبت، أنها قبلت 3 مترشحين فقط للانتخابات الرئاسية المتوقعة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وهم الرئيس الحالي قيس سعيد والأمين العام لـ"حركة الشعب" زهير المغزاوي والسياسي العياشي زمّال.، مضيفة أنها رفضت ملفات 14 مترشحا.
وقال رئيس الهيئة فاروق بوعسكر في مؤتمر صحافي إن "رفض بقية الملفات سببه إما نقص عدد تواقيع التزكيات وإما عدم احترامها شرط التوزيع حول الجهات، ولم يرفض أي طلب بسبب بطاقة السجلات العدلية".
وقبل أيام، أعلن سياسيون ومحامون أن محكمة تونسية قضت بسجن 4 مترشّحين محتملين للانتخابات الرئاسية لمدّة ثمانية أشهر، مع منعهم من الترشّح مدى الحياة بتهمة "شراء تزكيات"، في خطوة قالوا إنّها تهدف إلى إقصاء منافسين جدّيين للرئيس قيس سعيد.
ويعزّز الحكم القضائي مخاوف أحزاب المعارضة ومترشّحين وجماعات حقوقية اتّهموا السلطات باستخدام "القيود التعسّفية" والترهيب لتمهيد الطريق نحو إعادة انتخاب سعيد في تصويت مقرّر في السادس من تشرين الأول (أكتوبر).
وشمل الحكم السياسي البارز عبد اللطيف المكي والناشط نزار الشعري والقاضي مراد مسعودي والمترشّح عادل الدو.
وقال أحمد النفاتي مدير حملة المكي إن حملته ستمضي قدماً في قرار تقديم ملف ترشّح المكي غداً الثلاثاء.
وأضاف: "القرار جائر ويهدف إلى استبعاد منافس جدّي من السباق.. هذا لن يمنعنا من تقديم ملف ترشّحه غداً".
وقال الشعري: "إنّه حكم صادم، يهدف إلى إبعادنا عن الترشّح للسباق".
وذكرت إذاعة "موزاييك" المحلية أن محكمة أخرى قضت أيضاً بالسجن عامين على المعارضة البارزة عبير موسي بتهمة الإساءة لهيئة الانتخابات.
والشهر الماضي، قرّر قاضٍ سجن لطفي المرايحي، وهو مترشّح محتمل للانتخابات الرئاسية ومنتقد شرس لسعيد، ثمانية أشهر بتهمة شراء أصوات. وقرّر منعه من الترشّح في الانتخابات الرئاسية.
وأعلن سعيد ترشّحه رسمياً لولاية أخرى مدّتها خمس سنوات.
وانتخب سعيد في عام 2019، وحلّ البرلمان في عام 2021 وبدأ الحكم بالمراسيم في خطوة وصفتها المعارضة بأنّها انقلاب. وقال إنّه لن يسلّم السلطة لمن يسمّيهم "غير الوطنيين".
وتتّهم أحزاب المعارضة، التي يقبع العديد من قادتها في السجن، حكومة سعيد بالضغط على القضاء لقمع منافسيه في انتخابات 2024 وتمهيد الطريق له للفوز بولاية ثانية.
لكن سعيد نفى أي تضييق على المترشّحين، وقال للصحافيين بعد تقديم ملف ترشّحه: "لا توجد قيود على المترشّحين المحتملين للانتخابات الرئاسية... هذا هراء وأكاذيب".