قصف الجيش الإسرائيلي الجمعة قطاع غزة المحاصر والمدمر فيما لم يُحرز أي تقدم في المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وحركة "حماس" رغم الجهود الدولية.
مرة جديدة، تراجعت الآمال بالتوصل الى وقف اطلاق نار في الحرب التي اندلعت اثر هجوم دام غير مسبوق شنته "حماس" على اسرائيل في 7 تشرين الاول (اكتوبر) حيث يصر الطرفان على مواقفهما الثابتة.
يركز الجيش خصوصا عملياته على رفح بجنوب القطاع حيث أطلق في 7 أيار (مايو) هجومه البري بهدف القضاء على "حماس"، لكن عمليات القصف والمعارك تستمر في أماكن أخرى في قطاع غزة.
وقال شهود عيان إن مروحيات إسرائيلية كانت تطلق النار على أحياء في وسط وغرب مدينة رفح. وأفادت الذراع العسكرية لحركة "حماس" أن "كتائب القسام تدك قوات العدو المتوغلة جنوب غرب حي تل السلطان بمدينة رفح بقذائف الهاون".
الجيش قال من جانبه إن قواته قتلت مقاتلين وعثرت على "كميات كبرى من الأسلحة وفتحات أنفاق"، و"دمرت بنى تحتية لحماس". وقال إن في وسط وشمال غزة استهدفت مقاتلات إسرائيلية بنى تحتية كذلك لـ"حماس".
مقتل رهينتين في غزة
من جهتها، أعلنت حركة "حماس"، في فيديو موجه للإسرائيليين اليوم الجمعة، عن مقتل اثنين من المحتجزين لديها بقصف للجيش الإسرائيلي على مدينة رفح.
وقالت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في الفيديو: "حكومتكم لا تريد أن تستعيد الأسرى إلا في توابيت".
وكانت "حماس" قالت في وقت سابق، إثر العملية الإسرائيلية لتحرير الأسرى في مخيم النصيرات، إن إسرائيل قتلت 3 من الأسرى لديها، رغم نجاحها في تحرير 4 أسرى.
"كفى!"
وقال الجريح أنور حرز الذي يعالج في مستشفى الأهلي لوكالة فرانس برس: "كنا نتناول الطعام، وفجأة انهار المنزل فوقنا". وأضاف حرز الذي أصيب بضربة ليلية اسرائيلية على مدينة غزة: "كفى، كفى حربا وتدميرا".
نقل عدة فلسطينيين مصابين بينهم أطفال الى هذا المستشفى، احد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل بالحد الادنى في القطاع. وفي مشرحة المستشفى صُف العديد من الجثث التي لفت بأغطية على الأرض.
في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح في الوسط، كان أفراد من عائلة حجازي يبكون إياد (10 سنوات) الذي قالوا إنه توفي بسبب سوء التغذية، وعرضوا صورة شقيقته وهي تحتضن جثته الهزيلة.
تقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من ثمانية آلاف طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعالجون في غزة بسبب سوء التغذية الحاد "بينهم 1600 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد".
وأوضح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "لقد سجّلت 32 وفاة بسبب سوء التغذية، بما فيها 28 تعود إلى أطفال دون سن الخامسة".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة الجمعة أن حصيلة قتلى الحرب بين إسرائيل والحركة المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، ارتفعت إلى 37,266 على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان وصل إلى المستشفيات "34 شهيدًا و71 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة" حتى صباح الجمعة.
وأشارت إلى أن إجمالي عدد المصابين في الحرب "بلغ 85,102 إصابة منذ السابع من تشرين الأول".
هذا وقُتل خمسة فلسطينيين، اليوم الجمعة، في قصف متواصل للجيش الإسرائيلي على جنوب ووسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، بأن الزوارق الحربية الاسرائيلية أطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة قبالة سواحل بحر خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لمقتل صيادين اثنين.
وأضافت أن القوات الاسرائيلية المتوغلة في المناطق الشرقية لمدينة رفح، أطلقت النار على فلسطينيين في بلدة الشوكة شرق رفح، ما أدى لمقتل فلسطينيين وإصابة آخرين، بالتزامن مع إطلاق المروحيات الحربية النار من الأسلحة الرشاشة على المناطق الغربية للمدينة.
ووسط القطاع، قصفت الطائرات الحربية منزلا في دير البلح ما أدى لمقتل فلسطيني وإصابة آخرين.
كما قصفت المدفعية الاسرائيلية شارع السكة شرق حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، بالتزامن مع استهداف مدفعية الجيش الاسرائيلي محيط مجمع المدارس في شارع المنصورة وسط حي الشجاعية شرقا.
وأفادت مصادر طبية، بمقتل 20 فلسطينيا على الأقل في غارات للجيش الاسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم.
بايدن يلوم "حماس"
وتسعى الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق يستند إلى خطة كشف عنها بايدن وتنص في مرحلة أولى على وقف إطلاق نار على ستة أسابيع يترافق مع انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والافراج عن رهائن وفلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية.
وعرض بايدن الخطة على أنها مقترح إسرائيلي. لكن نتنياهو اعتبرها غير كاملة مجددا تأكيد عزمه على القضاء على "حماس" وتحرير كل الرهائن.
أما "حماس" فقد سلمت دول الوساطة ردها على المقترح من دون أن يُعلن عنه. وأفاد مصدر مطلع على المباحثات بأن الرد يتضمن "تعديلات" تقترحها الحركة الفلسطينية "أبرزها جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة".
وعلى هامش قمة السبع المنعقدة في إيطاليا اتهم الرئيس الأميركي حركة "حماس" بتعطيل التوصل إلى اتفاق هدنة.
وقال: "قدمت اقتراحا وافق عليه مجلس الأمن ومجموعة السبع والاسرائيليون، والعائق الأكبر حتى الآن هو حماس التي ترفض التوقيع رغم أنهم اقترحوا شيئا مماثلا".