دعا القادة العرب اليوم الخميس، إلى نشر قوات دولية "في الأرض الفلسطينية المحتلة" إلى حين تنفيذ حل الدولتين، في ختام القمة العربية الثالثة والثلاثين في البحرين التي هيمنت على أجوائها حرب غزة الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ أكثر من سبعة أشهر.
وطالبت القمة العربية بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة ووقف كافة محاولات التهجير القسري وإنهاء كافة صور الحصار والسماح بالنفاذ الكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية وانسحاب إسرائيل الفوري من رفح، حيث تكدس أكثر من 1.4 مليون شخص فروا من أماكن أخرى في القتال بسبب القصف المتواصل.
وأيّدت الدول العربية الـ22 في البيان الختامي دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى "عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين".
وتضمن "إعلان البحرين" الصادر عن القمة السنوية العادية للقادة العرب الدعوة "إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين".
ودعا البيان "كافة الفصائل الفلسطينية للانضواء تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية... الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
عباس يُهاجم "حماس"
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنّ الولايات المتحدة استخدمت الفيتو 4 مرات لمنع وقف الحرب وحصول فلسطين على عضوية أممية، مؤكدا أنّ على أميركا التوقف عن استخدام الفيتو ضد القتل الجماعي الدولي.
وأضاف: "جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة مستمرة منذ 7 أشهر... إسرائيل دمرت أكثر من 70 % من البنية التحتية في غزة".
كما ذكر أنّ الحكومة الفلسطينية الجديدة لم تتلق أي دعم مالي رغب الترحيب الدولي بها، مشيرا الى أنّ الوقت ملح لتفعيل شبكة الأمان العربية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
كذلك، أكد أنّ "حماس" هي التي ترفض إنهاء الانقسام الداخلي، وذكر أنّ هجوم "حماس" في 7 تشرين الاول (أكتوبر) وفر لإسرائيل مبررا للهجوم على غزة.
وقال عباس: "أولويتنا هي الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي"، مطالبا بالبدء الفوري لتنفيذ حل الدولتين.
وأضاف: "ما فعلته حماس كان قرارا منفردا وغير مسؤول"، مضيفا: "نرفض تهجير الفلسطينيين وتكرار مأساة النكبة".
وفي وقت لاحق اليوم، ردت "حماس" على تصريحات عباس قائلة: "نعرب عن أسفنا لتصريحات الرئيس محمود عباس أمام القمة العربية بشأن عملية طوفان الأقصى ومسار المصالحة، فالعدو الصهيوني لا ينتظر الذرائع لارتكاب جرائمه بحق شعبنا في جميع محطات النضال الوطني منذ عام 1948، وأكدنا مرارا حرصنا على إتمام الوحدة الوطنية وتحلينا بالمرونة في كل المحطات من أجل تمتين جبهتنا الداخلية".
ولي العهد السعودي
وقال بن سلمان إن السعودية تدعم إقامة دولة فلسطينية والاعتراف الدولي بها، مشيراً في المقابل إلى أن السعودية أولت اهتماما بالغاً في القضايا العربية، مشدداً على أن المملكة تؤكد أهمية الحفاظ على أمن منطقة البحر الأحمر، داعياً إلى وقف أي نشاط يؤثر على سلامة الملاحة البحرية.
وأشار الأمير محمد بن سلمان في سياق كلمته خلال أعمال القمة إلى أن السعودية كانت استضافت اجتماعاً أدان العدوان الإسرائيلي على غزة تحت أي ذريعة، مؤكداً أن الرياض دعمت جهود معالجة الأوضاع الإنسانية في غزة، كما طالب في كلمته المجتمع الدولي بدعم جهود وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف بن سلمان إن المملكة تدعو إلى حل النزاعات عبر الطرق السلمية، مشدداً في إطار كلمته إن على المجتمع الدولي وقف العدوان الغاشم على الأشقاء الفلسطينيين.
ملك البحرين
ودعا ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى "مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط".
وقال آل خليفة بعد تسلّمه رئاسة القمّة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان: "تتقدم مملكة البحرين بعدد من المبادرات للإسهام في خدمة القضايا الجوهرية لاستقرار المنطقة وتنميتها، وأولها الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة".
وأضاف: "في ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من إنكار لحقوقه المشروعة في الأمن والحرية وتقرير المصير، تزداد حاجتنا لبلورة موقف عربي ودولي مشترك وعاجل، يعتمد طريق التحاور والتضامن الجماعي لوقف نزف الحروب وإحلال السلام النهائي والعادل، كخيار لا بديل عنه".
واضاف: "قيام الدولة الفلسطينية المستقلة سيأتي بالخير على الجوار العربي بأكمله ليتجاوز أزماته ولتتلاقى الأيادي من أجل البناء التنموي المتصاعد دعماً للأشقاء الفلسطينيين جميعاً".
الأمين العام للجامعة العربية
وطالب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي، وخاصة أصدقاء إسرائيل، بمؤتمر دولي للسلام يجسد رؤية الدولتين إنقاذا لمستقبل الشعوب في المنطقة.
وشدد أبو الغيط على رفض التهجير القسري من قطاع غزة، مؤكدا أنه لن يمر. وقال: "نريد الانتقال إلى المستقبل، وليس العودة إلى ماض مأساوي".
وأعلن أبو الغيط أن "أزمات المنطقة العربية لا تزال مفتوحة، وفي السودان، أدعو الجميع لإسكان البنادق حفاظا على الدماء السودانية".
وأشار إلى أنه في اليمن وليبيا وسوريا تنشب أزمات أنهكت الشعوب، داعيا إلى ضرورة إيجاد حلول للأزمات العربية.
وذكر أن الدول العربية تسعى إلى علاقات مع حسن الجوار تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
الأمين العام للأمم المتحدة
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الحرب في غزة مروعة، مشيرا الى رفضه سياسة العقاب الجماعي للفلسطينيين.
وقال: "الهجوم على رفح غير مقبولا بأي شكل من الأشكال"، داعيا مجددا إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف: هناك نقص كبير في المساعدات الإنسانية في غزة، مشيرا الى أنّ اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على قوافل المساعدات خطيرة.
كما أشار الى أنّ حرب السودان تدمر البلد والشعب والمساعدات الإنسانية غير كافية، لافتا الى أنّ الحرب في السودان عرضت 18 مليون شخص لخطر المجاعة.
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي: "نواجه حربا شعواء على الشعب الفلسطيني"، مضيفا أنّ كل تأخير لحل الدولتين هو إسهام في تدمير جميع مقومات الحياة وإراقة الدماء.
ودعا فكي لتنشيط الشراكة العربية الأفريقية.
كما أكد أنّ حرب السودان يجب أن تتوقف بعيدا عن كل تدخل خارجي، مشددا على وجوب دعم المصالحة الوطنية بالسودان لتحقيق الاستقرار.
العاهل الاردني
وقال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن الحرب في غزة يجب أن تتوقف فورا، مشيرا إلى أنه يجب مساندة الحكومة الفلسطينية للقيام بمهامها.
وأضاف: "منطقتنا تشهد واقعا أليما وغير مسبوق بسبب ما يحدث في غزة".
وتابع بالقول إنه يجب أن يحصل الفلسطينيون على دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً بالقول: "نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وفصل غزة عن الضفة الغربية".
واختتم ملك الأردن بالقول: "نتصدى لعصابات إجرامية وميليشيات تهريب السلاح والمخدرات".
الرئيس المصري
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنّ القمة العربية تنعقد في ظرف دقيق وسط تحديات غير مسبوقة.
واضاف أنّ الحرب الإسرائيلية تفرض الاختيار بين مساري السلام أو الفوضى، مشيرا الى انها سجلت مأساة كبرى على المدنيين.
وقال: "نشهد عجزا دوليا إزاء ما يجري في غزة"، مضيفا أنّ إسرائيل أمعنت في القتل والانتقام وتهجير الفلسطينيين.
واكد السيسي أنّ إسرائيل تتهرب من مسؤولياتها لوقف إطلاق النار وتمشي قدما في الحملة العسكرية على رفح.
وشدد على رفض تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين، مضيفا: "لا نرى إرادة سياسية دولية حقيقة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وتابع بالقول: "مخطئ من يظن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تجلب السلام... الحلول العسكرية لا يمكن أن تفضي إلى الأمن".
الرئيس الموريتاني
وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: "نرفض ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة ممنهجة... مخطئ من يظن أنه بالتمادي في القتل والتدمير يمكنه تحقيق الأمن".
وطالب بوضع حلول مستدامة للنزاعات العربية.
وأضاف: "ظروف انعقاد القمة استثنائية وبالغة التعقيد والحساسية أمام إبادة شعب غزة".
الرئيس العراقي
وقال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد: "يرفض العراق الانتهاكات التي تستهدف سيادته واستخدام أراضيه ساحة لتصفية الحسابات".
وأضاف: "ندعم جميع الجهود لحل النزاعات والأزمات في الدول العربية".
رئيس المجلس الرئاسي الليبي
ونوه رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي بانضمام ليبيا لجنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي إنّ اليمن يجدد موقفه الثابت من الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، مطالبا بوقف كامل لإطلاق النار في غزة.
وأضاف: "حرب ميليشا الحوثي تعد من أكبر التحديات بتهديدها الملاحة الدولية"، وقال: "الحوثي لا يمتلك الرصيد الأخلاقي للحديث عن القضية الفلسطينية".
وتابع: "الحرب اليمنية التي أشعلتها مليشيات الحوثي بدعم إيران تبقى عائقا للاستقرار".
رئيس الوزراء اللبناني
وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتيك "علينا العمل لوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات لقطاع غزة وتطبيق حل الدولتين".
وأضاف: "لبنان تحمّل العبء الأكبر من اللاجئين السوريين ونأمل ببلورة آلية لعودتهم إلى بلادهم".
وتابع: "نجدد تمسكنا بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بلبنان".
رئيس الحكومة المغربية
وقال رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش: "التكامل والاندماج الاقتصادي بين دولنا لم يصل للمستوى المأمول".
وأضاف: "نرفض فرض واقع جديد في قطاع غزة وذلك لن يزيد إلا من تفاقم الأوضاع والعنف".
وجدد تأكيد دعم المغرب لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة.
رئيس الوزراء الكويتي
وقال رئيس الوزراء الكويتي أحمد عبد الله الأحمد الصباح إنّ العدوان الإسرائيلي في غزة يمثل انتهاكا صارخا لكل القوانين الدولية، مشددا على أنّ على المجتمع الدولي ومجلس الأمن فرض الوقف الفوري لعدوان إسرائيل على غزة.
وأضاف: "نرفض دعوات التهجير القسري لسكان غزة".
وتابع: "موقفنا تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين وإقامة دولتهم".
وأكد دعم بلاده لحرية الملاحة في المياه الدولية وضمان أمن وسلامة الملاحة.