النهار

القصف متواصل... بلبلة في إسرائيل بعد إعلان "هدنة تكتيكية" بجنوب غزة
المصدر: النهار العربي
قصف طيران الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الأحد مناطق في مدينة غزة وفي رفح، في حين أعلن "هدنة تكتيكية" في جنوب القطاع للسماح بدخول المساعدات ولكن أكّد لاحقاً أن القتال في رفح متواصل.
القصف متواصل... بلبلة في إسرائيل بعد إعلان "هدنة تكتيكية" بجنوب غزة
أطفال فلسطينيون وسط الدمار. (أ ف ب)
A+   A-
قصف طيران الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الأحد مناطق في مدينة غزة وفي رفح، في حين أعلن "هدنة تكتيكية" في جنوب القطاع للسماح بدخول المساعدات ولكن أكّد لاحقاً أن القتال في رفح متواصل.
 

 
غارات فجراً...
نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر محلية إن "عدداً من المواطنين أصيبوا بجروح مختلفة بعد استهداف طيران الاحتلال لمنزل في حي تل السلطان في رفح".

وشن الطيران الإسرائيلي غارة عنيفة على منزل غرب ميدان شهداء الشاطئ في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. ونسف جيش عدداً من المباني السكنية في بلدة المغراقة شمال مخيّم النصيرات وسط القطاع.
 
واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي شرقي خان يونس.
 
وقتل شخصان بنيران الجيش الإسرائيلي في حي تل السلطان غربي رفح. 
 
في السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابطين من اللواء الثامن في معارك شمال القطاع.
 
وقالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي": "أوقعنا قوة صهيونية متوغلة بالحي السعودي برفح في كمين محكم وفجرنا آلية وقتلنا أفرادها".
 
ولاحقا، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي من الفرقة 601 من سلاح المهندسين خلال المعارك في قطاع غزة.
 
"هدنة تكتيكيّة"
إلى ذلك، أعلن الجيش "هدنة تكتيكية" لهجومه في جنوب قطاع غزة للسماح بإيصال كميّات متزايدة من المساعدات الإنسانية.
 
وأوضح الجيش في بيان أن "هدنة تكتيكية محلية في الأنشطة العسكرية لأهداف إنسانية ستطبّق من الساعة 8,00 إلى الساعة 19,00 كل يوم وحتّى إشعار آخر" انطلاقاً من معبر كرم أبو سالم وحتى طريق صلاح الدين ومن ثم شمالاً.
 
إلا أنّه لاحقاً، أعلن الجيش في بيان أن التهدئة المعلنة لا تشمل رفح وأن القتال فيها مستمر.

وأضاف البيان أنّه لا يوجد تغيير في إدخال السلع والمساعدات إلى القطاع، وأن "الطريق الذي تمر من خلاله البضائع سيكون مفتوحاً خلال ساعات النهار بالتعاون مع منظمات دولية لتمرير المساعدات الإنسانية فقط".
 
وأفادت أيضاً صحيفة "إسرائيل اليوم" بأن نتنياهو انتقد القرار ، إلاّ أن الجيش أبلغه أنه لم يحدث تغيير في سياسته وأن القتال في رفح مستمر كما هو مخطط له.

وأوضحت إذاعة الجيش أن وزير الدفاع يوآف غالانت لم يعرف مسبقاً بالهدنة التكتيكية، واضطر الجيش لإصدار بيان توضيحي.
 
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي ينفي أن يكون قرار ساعات التهدئة في جنوب قطاع غزة مخالفا لموقف المستوى السياسي.

ونقلت الصحيفة عن الجيش قوله إن التهدئة التكتيكية قرار عسكري يخضع لسلطة قائد القيادة الجنوبية.
 
وتهدف هذه الهدنة إلى السماح لشاحنات المساعدات بالوصول إلى معبر كرم أبو سالم القريب الذي تسيطر عليه إسرائيل، وهو نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات، والانتقال بأمان إلى طريق صلاح الدين السريع، وهو طريق رئيسي يربط بين الشمال والجنوب، لتوصيل الإمدادات إلى المناطق الأخرى. بالإضافة إلى أجزاء من غزة. 
 
وذكر أن وقف إطلاق النار يجري بالتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية.

وفي الفترة من 6 أيار (مايو) حتى 6 حزيران (يونيو)، تلقّت الأمم المتحدة ما متوسّطه 68 شاحنة مساعدات يومياً، وفقاً للأرقام الصادرة عن مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، والمعروف باسم "أوتشا". ويمثّل ذلك انخفاضاً من 168 شاحنة يومياً في نيسان (ابريل) وأقل بكثير من 500 شاحنة يومياً التي تقول جماعات الإغاثة إنها ضرورية.
 
وانخفض تدفّق المساعدات في جنوب غزة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية. وقد فرّ أكثر من مليون فلسطيني، العديد منهم قد نزحوا بالفعل، من رفح بعد الغزو، واحتشدوا في أجزاء أخرى من جنوب ووسط غزة. ويعيش معظمهم الآن في مخيّمات متداعية تستخدم الخنادق كمراحيض، وتنتشر مياه الصرف الصحّي في الشوارع.
 

 
وتعليقاً على القرار، أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن قرار تطبيق هدنة في رفح لم يعرض على مجلس الوزراء، مضيفاً: "من قرر تطبيق هدنة في رفح يجب ألا يبقى في منصبه".
 
قيود... لا قيود؟
من جانبها، أكّدت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على توزيع المساعدات في غزة، أنه لا توجد قيود على دخول الشاحنات. 
 
وأوضحت أن أكثر من 8600 شاحنة من جميع الأنواع، سواء كانت مساعدات أو تجارية، دخلت غزة من جميع المعابر في الفترة من 2 أيار إلى 13 حزيران، بمعدّل 201 شاحنة يوميا لكن الكثير من تلك المساعدات تراكمت عند المعابر ولم تصل إلى وجهتها النهائية.
 
ورأى المتحدّث باسم مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق شيمون فريدمان أن خطأ الأمم المتحدة هو تكدّس شحناتها على جانب معبر كرم أبو سالم في غزة، مشيراً إلى أن الوكالات لديها "مشاكل لوجستية أساسية لم يتم حلّها"، وخاصة نقص الشاحنات.
 
من جانبها، نفت الأمم المتحدة مثل هذه الاتّهامات، موضحة أن القتال بين إسرائيل وحركة "حماس" غالباً ما يجعل من الخطير للغاية بالنسبة لشاحنات الأمم المتحدة داخل غزة أن تتّجه إلى المعبر.

وأشارت إلى أن وتيرة التسليم تباطأت لأن الجيش الإسرائيلي يجب أن يسمح للسائقين بالسفر إلى الموقع، وهو نظام تقول إسرائيل إنّه مصمّم لسلامة السائقين. وبسبب انعدام الأمن، تعرّضت شاحنات المساعدات في بعض الحالات للنهب من قبل الحشود أثناء تحرّكها على طرق غزة.
 
ويهدف الترتيب الجديد إلى تقليل الحاجة إلى تنسيق عمليات التسليم من خلال توفير نافذة متواصلة لمدة 11 ساعة يومياً للشاحنات للدخول والخروج من المعبر.

ولم يتضح على الفور ما إذا كان الجيش سيوفّر الأمن لحماية شاحنات المساعدات أثناء تحرّكها على الطريق السريع.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium