أفاد مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني لوكالة "رويترز"، اليوم الاثنين، بأن ثمانية فلسطينيين قُتلوا بنيران إسرائيلية في ظل انتظار تجار وحراس مدنيين وصول شاحنات تجارية بطول الطريق الشرقي في قطاع غزة، وهو الطريق المخصص لسير الشاحنات التجارية.
وأقدم الجيش الإسرائيلي على إحراق صالة المغادرين وعدد من مرافق الجانب الفلسطيني من المعبر البري جنوبي قطاع غزة، بحسب ما أعلن المكتب االإعلامي الحكومي في غزة التابع لحركة "حماس".
وأتى ذلك بعد مرور أكثر من شهر على سيطرة الجيش الاسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، وفيما تتواصل الدعوات الدولية والأممية من أجل فتحه.
وأظهرت صورة تداولتها حسابات فلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الإثنين، صالة المغادرين في المعبر وقد أحرقت بشكل كامل.
واعتبرت حركة "حماس" أن إقدام الجيش الإسرائيلي على إحراق مبنى المغادرة في معبر رفح "عمل إجرامي يأتي في إطار حرب الإبادة المتواصلة".
وفي مدينة رفح أيضاً تقدم عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية المتمركزة على محور صلاح الدين (فيلادلفي) على الحدود المصرية الفلسطينية تجاه وسط المدينة تحت غطاء ناري كثيف، بالتزامن مع توغل آخر في حي الزيتون جنوب غربي مدينة غزة.
أتى احراق صالة المغادرين على الرغم من تشديد العديد من المنظمات الأممية على ضرورة فتح المعبر من أجل ادخال المساعدت إلى القطاع الفلسطين المحاصر.
فقد أكدت منظمة الصحة العالمية مؤخراً على وجوب إعادة فتح معبر رفح في أسرع وقت ممكن أو إيجاد آلية بديلة لادخال الإغاثة إلى ملايين الفلسطينيين الذين بات قسم منهم على حافة الجوع.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين، أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 37,347 قتيلا و85,372 مصابا، منذ السابع من تشرين الاول (أكتوبر) الماضي.
ولفتت إلى أن الآلاف من الضحايا ما زالوا تحت الركام، وأن فرق الإسعاف والإنقاذ لا تستطيع الوصول إليهم.
وفي السياق، قال المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ"حماس" إن عدد القتلى من الصحافيين في القطاع ارتفع إلى 151 صحفياً وصحفيةً.
من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن "193 من زملائنا في الأونروا قتلوا منذ بداية الحرب وهو أعلى عدد من القتلى في تاريخ الأمم المتحدة".
القتال "مستمر" في رفح
وعلى الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي أمس الأحد عن وقف تكتيكي للعمليات للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، أكد فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) للصحفيين في أوسلو اليوم الاثنين إن الأعمال القتالية مستمرة في رفح وجنوب قطاع غزة.
وأمس أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سينفذ "وقفاً تكتيكياً يومياً" لعملياته وغاراته في أجزاء من جنوب غزة للسماح بتدفق المزيد من المساعدات إلى القطاع بعد أن حذرت منظمات الإغاثة الدولية من أزمة إنسانية متزايدة.
إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي عاد وأكد لاحقاً أنه "لا يوجد وقف للقتال في رفح، كما لا يوجد تغيير في إدخال البضائع إلى غزة"، وفق تعبيره. وأردف أن "الطريق الذي تمر من خلاله البضائع سيكون مفتوحًا خلال ساعات النهار بتعاون مع منظمات دولية لتمرير المساعدات الإنسانية فقط".
الجيش الاسرائيلي
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي في آخر إحصائية له اليوم الاثنين، أن 16 عسكريا، بين ضابط وجندي، أصيبوا في معارك غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن 3,848 ضابطا وجنديا أصيبوا منذ اندلاع الحرب، مشيرا إلى أن 1,942 منهم أصيبوا خلال العملية البرية.
كما أكد الجيش الإسرائيلي أن عدد القتلى من الضباط والجنود ارتفع إلى 662 قتيلا، منهم 582 أصيبوا بجروح بالغة منذ اندلاع الحرب.
وأضاف أن 241 عسكريا ما زالوا يتلقون العلاج بعد إصابتهم بمعارك غزة، جروح 28 خطيرة.
وكان الجيش الإسرائيلي أكد السبت الماضي، مقتل 8 من جنوده في في انفجار وقع بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
ولم يتطرق أدرعي، في تغريدة على منصة "إكس"، إلى تفاصيل الواقعة، لكن الجناح العسكري لحركة "حماس" قال في وقت سابق إنه قتل وأصاب عددا من الجنود الإسرائيليين في كمين لناقلة جند مدرعة في رفح بجنوب القطاع.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن 8 جنود لقوا حتفهم في "حادث خطير"، إثر اصطدام مركبتهم المدرعة بعبوة ناسفة بالقرب من مخيم تل السلطان للاجئين.
وتابعت: "وقعت الكارثة في حدود الساعة الخامسة صباحا.. أنهت القوة الإسرائيلية نشاطها وكانت في طريق العودة على متن مركبة مدرعة، حين وقع الانفجار الكبير، مما أدى إلى اشتعال النيران".
ملف الرهائن...
في سياق منفصل، صرّح مفاوض إسرائيلي كبير لوكالة "فرانس برس" الاثنين أن عشرات الرهائن المحتجزين في غزة ما زالوا على قيد الحياة على نحو مؤكد وأن إسرائيل لا يمكنها قبول وقف الحرب حتى يتم إطلاق سراحهم كلهم في إطار اتفاق.
وتم احتجاز 251 رهينة أثناء هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، تعتقد إسرائيل أن 116 منهم ما زالوا في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته لأنه غير مخول الحديث علناً عن هذه القضية، إنَّ "العشرات (من الرهائن) ما زالوا أحياء على وجه التأكيد".
وأضاف: "لا يمكننا أن نتركهم هناك لفترة طويلة، فسوف يموتون"، لافتاً إلى أن الغالبية العظمى منهم محتجزون لدى حماس.
كشف الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية الشهر الماضي عن مقترح إسرائيلي من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب في غزة. وقال بايدن إنَّ المرحلة الأولى تشمل "وقفا تاما وكاملا لإطلاق النار" يستمر ستة أسابيع، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من "جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة".
وشدد المسؤول الإسرائيلي أن بلاده لا تستطيع إنهاء الحرب مع حماس في القطاع الفلسطيني قبل اتفاق للإفراج عن الرهائن لأن الحركة قد "تنتهك التزامها... وتطيل أمد المفاوضات لمدة 10 سنوات" أو أكثر.
وأضاف المسؤول: "لا يمكننا في هذا الوقت- قبل التوقيع على الاتفاق- الالتزام بإنهاء الحرب"، مردفاً: "لأنه خلال المرحلة الأولى، هناك بند يقضي بإجراء مفاوضات حول المرحلة الثانية. المرحلة الثانية تنص على إطلاق سراح الرجال والجنود الرهائن".
وتابع المسؤول الإسرائيلي "نحن نتوقع وننتظر أن تقول حماس نعم"، علماً أن الحكومة الإسرائيلية لم تعلن الموافقة على خطة بايدن حتى الآن.
ولفت إلى أنه "في حال لم نتوصل إلى اتفاق مع حماس، فإن الجيش الإسرائيلي سيواصل القتال في قطاع غزة بطريقة لا تقل كثافة عن القتال الآن"، مضيفا "بطريقة مختلفة، ولكن بطريقة مكثف
هدوء نسبي
واليوم، شنّت إسرائيل ضربات على شمال قطاع غزة وأشار شهود إلى انفجارات في الجنوب لكن الوضع هناك يشهد هدوءا نسبيا لليوم الثاني على التوالي بعد إعلان الجيش عن هدنة في جنوب القطاع.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها في رفح وفي وسط غزة وتخوض "قتالا من مسافة قريبة" مع مسلّحين، مضيفا أن الجيش دمر عددا من المنشآت العسكرية التي كانت تشكل تهديدا للقوات.
وأشار أطباء في المستشفى المعمداني في مدينة غزة في الشمال الى سقوط خمسة قتلى والعديد من الجرحى في ضربتين جويتين.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس: "الجيش الإسرائيلي على نحو الثانية فجر اليوم الإثنين وعبر طائراته شن غارتين على شقة سكنية ومنزل في مدينة غزة بمنطقة الزرقة (...) نجم عنه شهداء بينهم طفل ورجل مسن وجرحى انتشلناهم ونقلناهم إلى مستشفى المعمداني".
وأوضح: "باقي المناطق في قطاع غزة هادئة نوعا ما، مع تحركات لآليات الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق نار ومدفعية في المناطق الشرقية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة وإطلاق نار شرق مخيم البريج وسط القطاع".
وبحسب مسؤولين محليين، أطلقت دبابات نيرانها على مناطق في شرق رفح وجنوبها. وأشار شهود الى انفجارات في المدينة.
من جانب آخر، أفاد سكان ان وسط القطاع استهدف بضربة جوية في مخيم البريج.
إزالة القيود...
في سياق آخر، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مسؤول أمني قوله إنَّ "كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يحذرون من انهيار السلطة الفلسطينية".
وأشار إلى أن "خطوات سموتريتش ضد السلطة الفلسطينية ستؤدي إلى مزيد من الإرهاب وزيادة نفوذ حماس".
من جهتها، قالت أجهزة الأمن إنَّ فرض عقوبات مشددة على السلطة ستخلق فوضى في الضفة كفيلة بوقف حرب غزة، وفق ما ذكرت "القناة 12".
إلى ذلك، ذكرت القناة أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تعهد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإزالة القيود على تزويد إسرائيل بالأسلحة قريباً.