أعلن جهاز الشاباك والشرطة الإسرائيلية اليوم الخميس أن "اعتقال مواطن إسرائيلي خلال شهر آب (أغسطس) 2024 للاشتباه في ارتكابه مخالفات أمنية تتعلّق بالاتصال مع عناصر استخباراتية للنظام الإيراني".
وفي إطار التحقيق الذي أجراه الشاباك والجيش، تبيّن أن "المواطن كان رجل أعمال، وعاش في تركيا لفترة طويلة وكانت له علاقات تجارية واجتماعية مع أشخاص من أصل تركي وإيراني. وافق المواطن في نيسان (أبريل) 2024، عبر وساطة المسؤولين التركيين أندريه فاروق أصلان وجنيد أصلان، على لقاء رجل أعمال ثري يعيش في إيران يدعى إيدي، من أجل تعزيز النشاط التجاري".
وأضاف البيان: "من أجل تعزيز النشاط التجاري، وصل إلى مدينة سمنداغ في تركيا، حيث التقى بممثلين مرسلين نيابة عن إيدي وأجرى محادثة هاتفية مع إيدي، بعد أن لم يتمكن الأخير من مغادرة إيران".
وكشف التحقيق أيضاً عن أنّه "بعد ذلك، في أيار (مايو) 2024، ذهب إلى تركيا، حيث التقى بممثلي أندريه وجنيد وإدي، وبعد أن أصبح من الواضح أن إيدي لم يعد بإمكانه مغادرة إيران إلى تركيا. تم تهريب المواطن الإسرائيلي بالسيارة عبر معبر حدودي بري على الحدود التركية، بالقرب من مدينة فان الواقعة شرقي تركيا، إلى إيران، حيث التقى بإيدي ورجل آخر يدعى حجة، والذي تم تقديمه على أنه عميل لمصلحة جهاز الأمن الإيراني".
وتابع التحقيق: "توجّه الإسرائيلي والآخرون إلى منزل إيدي في إيران حيث عُقد اجتماع تم خلاله تقديمه كمواطن إسرائيلي. وكجزء من هذا اللقاء، اقترح إيدي على الإسرائيلي، القيام بمهام أمنية مختلفة داخل إسرائيل لمصلحة النظام الإيراني، بما في ذلك: نقل الأموال أو السلاح في نقاط محددة مسبقاً، وتصوير أماكن مختلفة من الدمار الشامل في إسرائيل وإرسالها إلى السلطات الإيرانية، وتهديد مواطنين إسرائيليين آخرين في إسرائيل نيابة عن النظام الإيراني ولم ينفذ المهام المطلوبة. وطلب المواطن الإسرائيلي النظر في الأمر".
وأردف: "خلال شهر آب 2024، دخل المواطن الإسرائيلي إلى إيران للمرة الثانية أثناء تهريبه عبر المعبر الحدودي مختبئاً في كابينة شاحنة. أثناء إقامته في منزل إيدي في إيران، التقى بمسؤولين آخرين في الاستخبارات الإيرانية، وطلب منه تنفيذ أنشطة إرهابية لمصلحة إيران على الأراضي الإسرائيلية، وفي هذه العملية الترويج لهجمات اغتيال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أو. وزير الدفاع يوآف غالانت أو رئيس جهاز الشاباك رونان بار".
وطلب مسؤولو المخابرات الإيرانية النظر في إمكانية اغتيال شخصيات بارزة أخرى مثل رئيس الوزراء الأسبق السيد نفتالي بينيت وشخصيات عامة أخرى، معتبرين أن ذلك "انتقام لاغتيال إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية في تموز (يوليو) 2024".
وتابع البيان الإسرائيلي: "في اليوم التالي، عقد الإسرائيلي اجتماعاً آخر مع مسؤولي المخابرات الإيرانية، كرروا فيه اقتراحهم باغتيال كبار المسؤولين، وبحثوا في إمكانية قيامه بإيداع أموال في نقاط الثالوث الإسرائيلية لمصلحة آخرين، والعمل على تحديد أماكن المسؤولين الروس والأميركيين بهدف القضاء على معارضي النظام الإيراني في أوروبا والولايات المتحدة، وتجنيد رجل الموساد الذي سيصبح عميلاً مزدوجاً. وخلال هذا اللقاء أيضاً، طالب الإسرائيلي بمقدمة قدرها مليون دولار، إلا أن العملاء الإيرانيين رفضوا طلبه وأبلغوه أنهم سيتصلون به مستقبلاً. قبل مغادرته إيران حصل على 5000 يورو من عدي ومندوب المخابرات الإيرانية مقابل مشاركته في الاجتماعات. وبتاريخ 19/09/2024 تم تقديم لائحة اتهام أمنية خطيرة ضده في قضيته".
في السياق، رأى مسؤول كبير في الشاباك إلى أن "هذا أمر خطير للغاية وهو مثال على الجهود الكبيرة التي تبذلها وكالات الاستخبارات الإيرانية لتجنيد مواطنين إسرائيليين من أجل تعزيز الأنشطة الإرهابية في إسرائيل. تقدير المسؤولين الأمنيين هو أن الإيرانيين سيواصلون جهودهم لتجنيد عملاء في إسرائيل بغرض جمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ مهام إرهابية في إسرائيل، مع اللجوء أيضًا، من بين أمور أخرى، إلى عناصر ذات خلفية إجرامية من أجل تنفيذ المهام في الوقت الذي تخوض فيه دولة إسرائيل حرباً على جبهات عدّة، يذهب مواطن إسرائيلي إلى دولة معادية في مناسبتين مختلفتين، ويلتقي بعملاء المخابرات الإيرانية ويعرب عن استعداده لتنفيذ أعمال إرهابية خطيرة على الأراضي الإسرائيلية. أفعاله وساعدت إيران وعملاء مخابراتها في حملتهم ضد إسرائيل".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن محامي المتّهم: "تلقّينا للتو لائحة الاتهام أوامر الاعتقال حتى نهاية التحقيق. الحديث عن رجل له مساهمات كبيرة في أمن إسرائيل وأبناءه يخدمون في أذرع الأمن وفي إطار أعماله أساء التقدير".
لائحة الاتّهام
بدورها، أشارت "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى معلومات جديدة من لائحة الاتهام ضد رجل الأعمال موتي ميمان (73 عاماً) من عسقلان الذي التقى على الأراضي الإيرانية مع عملاء الاستخبارات الإيرانية.
قال المتّهم: "لا أعرف ماذا كان سيحدث لو أحضروا لي أموالاً أكثر مليون دولار مثلاً".
وأضاف أثناء استجوابه بسبب السلفة المالية التي طلبها من العملاء الإيرانيين الذين التقى بهم: "ما كنت سأفعله، نحن مجرد بشر".
ووفقاً للائحة الاتهام، التي قدّمها المحامي ميخائيل كوهين من مكتب المدعي العام لمنطقة تل أبيب، كان مامان على اتصال على الأراضي الإيرانية مع عملاء محليّين يعملون نيابة عن وكالات الاستخبارات في الجمهورية الإسلامية.
ووفقا للائحة، دخل مامان إيران مرتين. وناقش خلال اللقاءات مع العملاء الإيرانيين إمكانية "تنفيذ عمليات إرهابية في أراضي إسرائيل"، من بين أمور أخرى على خلفية رغبة النظام الإيراني في الانتقام لاغتيال إسماعيل هنية في طهران.
وأشارت أيضاً إلى أن العملاء الإيرانيين ناقشوا في اجتماعات مع الإسرائيلي إمكانية قيامه باغتيال مسؤولين رفيعي المستوى مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس جهاز الشاباك رونين بار ورئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت أو رؤساء بلديات.