بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع وزير خارجية مصر سامح شكري في "خطر اتّساع رقعة التوتّر والصراع في المنطقة مع استمرار الهجمات الإسرائيلية ضدّ الشعب الفلسطيني"، مؤكّداً "أهمية الحد من التوتر الإسرائيلي - الإيراني من أجل منع انجرار المنطقة إلى دوامة الصراع"، وفق ما ذكرت الرئاسة التركية.
من جهّته، أفاد المتحدّث باسم الخارجية المصرية بأن "الجانبين تبادلا وجهات النظر بشأن عدد من الملّفات الإقليمية والدولية والتي جاءت في صدارتها الحرب في غزة وما يرتبط بها من تداعيات إنسانية خطيرة يواجهها الفلسطينيون بالقطاع، مع التأكيد على ضرورة التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية بدون أية عوائق، فضلاً عن إعادة التحذير من مغبة الإقدام على أية عملية عسكرية في رفح الفلسطينية، لما سيكون لتلك الخطوة من تبعات خطيرة للغاية، بالإضافة إلى أهمية مواصلة التنسيق المستمر والعمل المشترك بين القاهرة وأنقرة للحيلولة دون إتساع رقعة الصراع في المنطقة".
وأشاد وزير الخارجية المصري بحجم المساعدات الإنسانية التي تقدّمها تركيا إلى فلسطين بالتعاون مع الجهات المعنية من مصر، مشدّداً على "أهمية التعاون لتحقيق المصالحة الفلسطينية واستئناف عملية السلام، وصولاً إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش بسلام في المنطقة على حدود ما قبل 5 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
ليبيا
إلى ذلك، أوضح المتحدّث باسم الخارجية المصرية أن الطرفين أكّدا "أهمية التنسيق بين مصر وتركيا بشأن الوضع في ليبيا لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بحل الأزمة".
سوريا
وتبادل أردوغان وشكري الرؤى بشأن التطوّرات المتعلقة بالأزمة السورية، حيث أشار وزير الخارجية المصري إلى موقف القاهرة الثابت من الأزمة السورية، والقائم على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية بموجب قرار 2254، وبما يضمن تحقيق سيادة سوريا، وأمنها واستقرارها.
السودان
وكذلك استعرض شكري خلال اللقاء الجهود التي تقوم بها مصر لاستعادة الاستقرار في السودان تجنّباً لانهيار الدولة ومؤسساتها سواء في إطار ثنائي أو في إطار مسار دول الجوار أو من خلال التنسيق مع كافة المبادرات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الازمة.
وذكر المتحدّث باسم الرئاسة المصرية أنّه تم التطرق إلى ملفات مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي، والوضع فى القرن الإفريقي والصومال والساحل والصحراء.
زيارة السيسي
في السياق، نقل شكري "خالص تحيّات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إردوغان، وأشاد بوتيرة الزيارات السياسية الرفيعة بين البلدين بعد إعادة العلاقات الثنائية إلى مستواها الطبيعي بعد أكثر من 10 سنوات. ونقل إردوغان بدوره خالص تحياته وتقديره للرئيس المصري، مبدياً تطلّعه لاستقبال السيسي في تركيا في أقرب وقت ممكن".
وأوضح شكري خلال اللقاء أن هذه الزيارة تأتي في إطار الإعداد لزيارة السيسي إلى تركيا تلبية لدعوة الرئيس التركي لعقد الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.
وأكّد "الأهمية التي توليها مصر لتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي وصل لما يقرب من 7 مليارات دولار عام 2023 مبديا تطلع الجانب المصري للوصول بحجم التجارة المتبادلة إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة، فضلاً عن الاهتمام بالعمل على مواصلة تعزيز الاستثمارات التركية في مصر".
لقاء هاكان - شكري
في وقت سابق، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم السبت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري، "أننا ناقشنا قضية غزة وننسق بشكل كامل مع مصر لإيصال المساعدات للقطاع".
وقال: "نحذر من التداعيات السلبية للتوتر بين إسرائيل وإيران"، مشيراً إلى أن "السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو عدم اكتراث الغرب بالاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف فيدان أن "أولويتنا هي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتأسيس الدولة الفلسطينية"، متابعاً "إن لم يتم احتواء الأزمة في المنطقة فستنتقل إلى شوارع الدول الغربية وبقية دول العالم".
وأردف: واثقون جداً أن دماء الشهداء في غزة ستكون رمز أمل لجميع الشعوب المظلومة لنيل حقوقها"، لافتاً إلى أن "ما يحدث بفلسطين يثير زلازل بمناطق أخرى ورأينا كيف أثرت الأزمة على وصول البضائع وعلى الأوضاع شرقاً وغرباً".
"آثار مدمرة"
بدوره، أشار شكري إلى "أننا ناقشنا القضايا الإقليمية والحرب القائمة على غزة وآثارها المدمرة على الفلسطينيين"، معتبراً أنه "ينبغي إيجاد مسار سياسي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية".
وقال: "يجب التعامل بجدية مع استمرار الحرب دون توفير مساعدات كافية ودون التوصل لوقف لإطلاق النار"، مشدداً على "أننا نقوم بجهد مضن لإيصال المساعدات لغزة وتعرضنا لإعاقات إسرائيلية كثيرة منها قصف معبر رفح".
وأضاف شكري: "غير راضين عن حجم المساعدات الإنسانية أو دخولها إلى غزة بشكل كاف"، قائلاً: "على المجتمع الدولي التكاتف لإيصال المساعدات الكافية إلى قطاع غزة".
وأعرب عن قلقه "من التصعيد القائم في المنطقة وحذرنا منذ البداية من اتساع رقعة الصراع"، مطالباً "بحل المشاكل دائماً عبر الحوار وفي إطار الشرعية الدولية".
وأردف شكري: "علينا تجنب أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير الشعب الفلسطيني". وأكد أن "الدوحة تلعب دوراً مهماً مع القاهرة وواشنطن في إطار المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار".