النهار

النهار

إسرائيل ترد على الحوثيين بسلسلة غارات عنيفة داخل اليمن (فيديو)
المصدر: النهار العربي
رئيس الوزراء الإسرائيلي يقول إن الغارات التي وقعت على بعد حوالي 1800 كيلومتر من إسرائيل، هي تذكير "للأعداء بأنه لا يوجد مكان لا يمكن لإسرائيل الوصول إليه".
إسرائيل ترد على الحوثيين بسلسلة غارات عنيفة داخل اليمن (فيديو)
نيران ضخمة تشتعل جراء إحدى الغارات
A+   A-
شنت إسرائيل اليوم السبت، سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية في اليمن، استهدفت محطة توليد كهرباء ومنشآت تخزين النفط بمدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، وأدت إلى سقوط 80 جريحاً معظمهم بحروق شديدة.
 
وتأتي الغارات رداً على انفجار المسيّرة التي أطلقها الحوثيون على تل أبيب صباح أمس الجمعة، ومقتل مدني جراء ذلك، وإصابة 4 أشخاص بجروح طفيفة.
 
ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن القصف في اليمن تم باستخدام 12 طائرة من طراز F-35، بينما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن "الهجوم كان على محطة لتوليد الكهرباء ومنشأة نفطية، وهي المرة الأولى التي تختار فيها إسرائيل الرد بشكل مباشر على الحوثيين"، مشيرة إلى أن "هذه العملية ستعيد الردع، لكن في الوقت ذاته ينتظر الإسرائيليون رد الحوثيين".
 
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الميناء الذي قصفته طائرات مقاتلة إسرائيلية في اليمن تستخدمه جماعة الحوثي في إدخال أسلحة إيرانية.

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الغارة، التي وقعت على بعد حوالي 1800 كيلومتر من إسرائيل، هي تذكير "للأعداء بأنه لا يوجد مكان لا يمكن لإسرائيل الوصول إليه".
 
أما وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فدعا إلى تحرك دولي أوسع لتشديد العقوبات على إيران التي قال إنها تدعم جهود الحوثيين لتعطيل حرية الملاحة وطرق التجارة.

وقال على منصة إكس "إيران رأس الأفعى ويجب إيقافها الآن".

 ووفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول عبري كبير أن "الهجوم في اليمن عمل إسرائيلي خالص، ولم تشارك فيه القوات الأميركية والبريطانية التي كانت تنفذ غارات ضد أهداف تابعة للحوثيين باليمن في الشهور الأخيرة"، مضيفا أن "الغارات نفذت بالتنسيق مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي لمواجهة هجمات الحوثيين".
 
 
وأظهر مقطع فيديو قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي من غرفة العمليات، بمتابعة الهجوم الإسرائيلي في اليمن.
 
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن إسرائيل قصفت الحوثيين في اليمن لتوجيه رسالة معينة بعد أن ألحقوا الضرر بمواطن إسرائيلي.

وقال غالانت في بيان: "إن النيران المشتعلة حاليا في الحديدة يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط والمغزى واضح".

وتابع: "الحوثيون هاجمونا أكثر من 200 مرة. وفي المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، قمنا بقصفهم. وسنفعل ذلك في أي مكان إذا اقتضت الضرورة".
 
إسرائيل "ستدفع الثمن"
إلى ذلك، توعد أحد قادة الحوثيين بأن الغارات الإسرائيلية "ستُقابل بالتصعيد"، مؤكدا أن أسرائيل "ستدفع ثمن" هذه الضربات.

وقال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للحوثيين عبر منصة إكس إن "الكيان الصهيوني سيدفع ثمن استهداف منشأة مدنية وسنقابل التصعيد بالتصعيد".
 
وأكدت القناة الـ12 العبرية، أن قطاعات سلاح الجو بأنحاء إسرائيل في حالة تأهب تحسباً لرد من الحوثيين بعد قصف ميناء الحديدة.
 
 
 
وقي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية تابعة له، شنت غارات ضد "أهداف لنظام الحوثي الإرهابي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن"، مضيفاً: "لقد جاءت الغارات ردا على مئات الهجمات ضد دولة إسرائيل طيلة الأشهر الأخيرة".
 
وأكد الجيش: "لا يوجد تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية وإذا طرأ أي تغيير سنعلن عنه". 
 
 
ويوم أمس، أعلن الحوثيون المتحالفون مع إيران مسؤوليتهم عن الهجوم الذي وقع بعد ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي أنه قتل قائدا كبيرا في جماعة حزب الله المدعومة أيضا من إيران في جنوب لبنان.
 
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين أمس إن الحركة أطلقت طائرة مسيرة على تل أبيب التي ستظل "هدفا أساسيا في مرمى أسلحتنا".
 
ومنذ تشرين الثاني (نوفمبر)، يشنّ الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، مؤكدين أن ذلك يأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
 
وأدت الهجمات التي وقعت في البحر الأحمر وخليج عدن، وهي مناطق ملاحة بحرية رئيسية للتجارة العالمية، إلى ارتفاع تكاليف التأمين، مما دفع العديد من شركات الشحن إلى العبور من الطرف الجنوبي لأفريقيا، وهو طريق أطول بكثير.
 
وفي كانون الأول (ديسمبر)، شكلت واشنطن، حليفة إسرائيل، تحالفا بحريا دوليا بهدف "حماية" الملاحة البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12 بالمئة من التجارة العالمية.
 
وتشنّ القوات الأميركية والبريطانية منذ 12 كانون الثاني (يناير) ضربات على مواقع للحوثيين.
 
"هجوم استعراضي"...
وفي تحليله للهجوم، قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقا عيران عتيصيون، إنه "هجوم استعراضي، تم تنفيذه عمدا في وضح النهار، وتم كشف الطائرات وهي في طريقها إلى وجهتها، ومن ناحية أخرى، هو هجوم على هدف في البنية التحتية الاستراتيجية، وهو مصفاة ومحطة نفط مركزية في ميناء مركزي، ما يعني أن  إسرائيل تعرض نفسها لهجوم على منشآتها النفطية ومصافيها وموانئها وبنيتها التحتية الاستراتيجية".  

وأضاف: "حتى الآن، كانت مثل هذه البنى التحتية خارج الحدود، والآن أدخلتهم إسرائيل إلى قواعد اللعبة بيديها".
 
وقال عتيصيون إن "هناك احتمالات كبيرة بأن هذا الهجوم لن يردع الحوثيين فحسب، بل سيعطيهم مبررا للتصعيد، وربما ليس هم فقط، فهذه خطوة خطيرة، في وقت حساس بشكل خاص، سواء في سياق صفقة الأسرى مع حماس أو في سياق الساحة السياسية الأميركية".