أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الأحد، أنه قرر التنحي عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في الخامس تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
كما أعلن بايدن أنه يؤيد ترشيح نائبته كامالا هاريس للانتخابات، قائلاً عبر منصة إكس: "اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام".
وأضاف بايدن أنه سيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق هذا الأسبوع بشأن قراره الانسحاب من السباق في منافسة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وقال: "أعتقد أنه من مصلحة حزبي والدولة أن أتنحى وأن أركز فقط على أداء واجباتي كرئيس للفترة المتبقية من ولايتي. كان لي عظيم الشرف في حياتي أن أخدم كرئيس لكم".
وواجه بايدن في الفترة الأخيرة دعوات متزايدة للانسحاب من سباق الرئاسة وإنهاء محاولته لإعادة انتخابه بعد أدائه الضعيف في مناظرة أمام ترامب الشهر الماضي، وتساؤلات عن قدراته الذهنية والبدنية.
وكان من المفترض أن يتم ترشيح بايدن رسميا في مؤتمر الحزب الديموقراطي في منتصف آب (أغسطس) في شيكاغو، في ما تعد نائبته هاريس خيارا طبيعيا، ولكنه ليس تلقائيا، لتصبح المرشحة الديموقراطية، إذ إن الكلمة الفصل برسم مندوبي الحزب الديموقراطي، وهم 3900 شخص من خلفيات متنوعة للغاية وأغلبهم غير معروفين تماما لعامة الناس.
وقالت هاريس: "سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديموقراطي وتوحيد أمتنا لهزيمة ترامب. يشرفني أن أنال تأييد الرئيس وسأسعى للفوز بالترشح للرئاسة".
بايدن وترامب
بماذا علق ترامب؟
من جهته، قال ترامب إن بايدن "لم يكن مؤهلا لأي يكون مرشحا" و"بالتأكيد غير مناسب للخدمة".
وأورد ترامب في منشور على شبكته الاجتماعية تروث سوشيال بعيد إعلان الرئيس، أن "جو بايدن لم يكن مؤهلا لأن يكون مرشحا للرئاسة، وبالتأكيد ليس مناسبا للخدمة - ولم يكن كذلك أبدا... سنعاني كثيرا بسبب رئاسته، لكننا سنعالج الضرر الذي أحدثه بسرعة كبيرة. لنجعل أميركا عظيمة مجددا".
ووفق ما نقلت عنه شبكة "سي إن إن"، اعتبر ترامب أن هزيمة هاريس أسهل من هزيمة بايدن.
إلى ذلك، اعتبر رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري مايك جونسون أنه يتعين على بايدن الاستقالة "فورا".
وجاء في بيان لجونسون: "إذا كان جو بايدن غير مؤهل للترشح للرئاسة، فهو غير مؤهل لكي يكون رئيسا. عليه أن يستقيل فورا".
الديموقراطيون أمام "مقامرة تاريخية"
وسيكون الحزب الديموقراطي أمام مقامرة تاريخية إذا لجأ إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس لخوض سباق الرئاسة بدلا من بايدن، مراهنا بذلك على قدرة هاريس ذات البشرة السوداء على التغلب على العنصرية والتمييز الجنسي وأخطائها السياسية لهزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
فعلى مدار تاريخ الديموقراطية في بلادهم الذي يعود لأكثر من قرنين، لم ينتخب الأميركيون سوى رئيس أسود واحد فقط ولم ينتخبوا امرأة ذات بشرة سوداء قط، وهو ما يجعل حتى بعض الناخبين السود يتساءلون عما إذا كانت هاريس قادرة على تجاوز أصعب سقف في السياسة الأميركية.
وقالت لاتوشا براون، خبيرة الشؤون السياسية والمؤسس المشارك لصندوق بلاك لايفز ماتر فاند: "هل سيكون عرقها وجنسها مشكلة؟ بالتأكيد".
وسوف تواجه هاريس تحديات كبيرة أخرى حال فوزها بترشيح الحزب الديموقراطي، فلن يكون أمامها سوى ثلاثة أشهر تقريبا للانتهاء من حملتها الانتخابية وتوحيد الحزب والمانحين خلفها.
إلا أن عددا كبيرا من الديموقراطيين متحمسون لفرصها.
وكان نحو 30 مشرعا ديموقراطيا عبروا عن مخاوفهم من خسارة بايدن (81 عاما) في الانتخابات لافتقاره إلى القدرة العقلية والبدنية التي تؤهله للفوز في الانتخابات والبقاء في السلطة لأربع سنوات أخرى.
ويخشى كثيرون من سيطرة ترامب والجمهوريين ليس فقط على البيت الأبيض وإنما على مجلسي النواب والشيوخ أيضا.
كامالا هاريس
هاريس (59 عاما) أصغر من ترامب بنحو عشرين عاما وهي أحد قادة الحزب فيما يتعلق بحقوق الإجهاض، وهي قضية تلقى صدى لدى الناخبين الأصغر سنا وقاعدة الديمقراطيين من التقدميين.
ويقول مؤيدو هاريس إنها ستشعل حماس هؤلاء الناخبين وستعزز دعم السود وسوف تكون مناظراتها قوية مع ترامب.
وقالت براون إن ترشح هاريس سيأتي على النقيض تماما من المرشح الجمهوري ترامب ونائبه لمنصب نائب الرئيس السناتور جاي دي فانس، وهما من أصحاب البشرة البيضاء.
وأضافت براون: "هذا بالنسبة لي يعكس ماضي أميركا. في حين أنها (هاريس) تعكس حاضر أميركا ومستقبلها".
ورغم الثناء عليها في الأسابيع القليلة الماضية لدفاعها القوي عن بايدن، لا يزال بعض الديموقراطيين يشعرون بالقلق إزاء أداء هاريس الضعيف في أول عامين لها في المنصب والأهم من ذلك كله التاريخ الحافل بالتمييز العنصري والجنسي في الولايات المتحدة.
وفي منافسة افتراضية، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس في 15 و16 يوليو تموز تعادل هاريس وترامب بحصول كل منهما على تأييد 44 بالمئة من الناخبين.
وأجري هذا الاستطلاع بعد محاولة اغتيال ترامب. وتقدم ترامب على بايدن بواقع 43 بالمئة مقابل 41 بالمئة في الاستطلاع نفسه.
ورغم تراجع شعبية هاريس، فإنها أعلى من معدلات تأييد بايدن. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (فايف ثيرتي إيت) حصول هاريس على تأييد 38.6 بالمئة من الأميركيين بينما عارضها 50.4 بالمئة. في المقابل، حصل بايدن على تأييد 38.5 بالمئة وعارضه 56.2 بالمئة.