النهار

الاتحاد الأوروبي يتعهّد بمليار يورو دعماً للبنان ويحضّه على ضبط تهريب اللاجئين
المصدر: النهار العربي - أ ف ب
تابع: "خصصنا القسم الاكبر من الاجتماع لبحث ملف ‏النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية ‏والتعاون بين لبنان وقبرص ودول الاتحاد الاوروبي لمعالجة ‏هذا الملف وتداعياته المباشرة وغير المباشرة".‏
الاتحاد الأوروبي يتعهّد بمليار يورو دعماً للبنان ويحضّه على ضبط تهريب اللاجئين
ميقاتي خلال استقباله فون دير لاين والرئيس القبرصي
A+   A-
 
أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي رفض لبنان لأن ‏يتحوّل إلى وطن بديل، مطالباً بمعالجة ملف اللاجئين بشكل ‏فوري. كما طالب الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بالضغط ‏على إسرائيل لوقف هجماتها على جنوب لبنان".‏

وقال ميقاتي خلال مؤتمر صحافي عقب المحادثات مع رئيس ‏جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس، ورئيسة المفوضية ‏الاوروبية ارسولا فون دير لاين: "سعدنا هذا الصباح باستقبال ‏رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيسة ‏المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لاين، وعقدنا إجتماعا ‏مثمرا عرضنا في خلاله العلاقات الثنائية بين لبنان ودول ‏الاتحاد  الاوروبي لا سيما قبرص، والاوضاع في المنطقة ‏والوضع المأسوي في غزة والاعتداءات الاسرائيلية".‏

وأضاف: "جددت دعوتي الاتحاد الآوروبي والعالم الى ‏الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها المستمر على الشعب ‏الفلسطيني، والعمل على ارساء حل نهائي شامل وعادل ‏للقضية الفلسطينية. وكررنا دعوتنا المحتمع الدولي للضغط ‏على اسرائيل لوقف عدوانها المتمادي على جنوب لبنان".‏
 
 
وتابع: "خصصنا القسم الاكبر من الاجتماع لبحث ملف ‏النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية ‏والتعاون بين لبنان وقبرص ودول الاتحاد الاوروبي لمعالجة ‏هذا الملف وتداعياته المباشرة وغير المباشرة".‏

وأوضح ميقاتي أنه "في هذا الاطار عبرّنا أولا عن تقديرنا ‏لتفهّم بعض دول الاتحاد الاوروبي في اجتماعه الأخير لطلب ‏الحكومة اللبنانية، اعادة النظر في سياسات الاتحاد الاوروبي ‏المتعلقة بادارة ازمة النازحين السوريين في لبنان. وهذا ‏الموقف يترجم بزيارة فخامة الرئيس والسيدة رئيسة المفوضية ‏الأوروبية ".‏

ولفت الى أن "لبنان تحمّل، منذ اندلاع المعارك في سوريا عام ‏‏2011 ، العبء الأكبر بين دول المنطقة والعالم في موضوع ‏استضافة النازحين، مع ما شكله هذا الملف من ضغط كبير ‏على الشعب اللبناني برمته وعلى كل القطاعات اللبنانية. وكنا ‏حريصين دوما على التعاون مع مختلف الهيئات والمنظمات ‏الأوروبية والدولية في هذا الملف، الا أن الواقع الحالي لهذا ‏الموضوع بات أكبر من قدرة لبنان على التحمّل، خصوصا ‏وأن عدد النازحين بات يناهز ثلث عدد اللبنانيين، مع ما ‏يترتب على ذلك من أعباء وتحديات تضاعف من أزمة لبنان  ‏الاقتصادية والمالية وتهالك بناه التحتية".‏

ومضى قائلا: "والأخطر من ذلك تصاعد النفور بين النازحين ‏السوريين،  وبينهم وبين بعض  المجتمع اللبناني المضيف ‏نتيجة الاحداث والجرائم التي ارتفعت وتيرتها وباتت تهدد أمن ‏لبنان واللبنانيين واستقرار الأوضاع فيه". ‏

وأردف: "لا يفوتني في هذا اللقاء أن أذكّر  بما طرحته في كل ‏الاجتماعات واللقاءات الدولية التي اعقدها ، ولا سيما مع ‏الاتحاد الاوروبي، حيث كنت أحذر من ان كرة النار المرتبطة ‏بملف النازحين لن تنحصر تداعياتها في لبنان بل ستمتد الى ‏اوروبا لتتحول الى أزمة اقليمية ودولية. ونحن على قناعة ‏ثابتة بأن أمن لبنان من أمن دول اوروبا والعكس ، وان ‏تعاوننا الجدي والبنّاء لحل هذا الملف يشكل المدخل الحقيقي ‏لاستقرار الأوضاع ، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحترام ‏المتبادل والتعاون المثمر والوعي الأوروبي والدولي للحفاظ ‏على الخصوصية اللبنانية التي تشكل قيمة معنوية للشرق ‏والغرب".‏
 
 

 
اضاف: "إننا نرفض ان يتحوّل وطننا الى وطن بديل وندعو ‏اصدقاءنا في الاتحاد الأوروبي الى الحفاظ على قيمة لبنان ‏والمضي في حل هذا الملف جذريا وباسرع وقت، انطلاقا من ‏المعرفة المتبادلة بيننا وبين الاتحاد الاوروبي ودول العالم بأن ‏مدخل الحل سياسي بامتياز". ‏

وقال: "في رأينا، انطلاقا من واقع سوريا حاليا ، إن المطلوب ‏كمرحلة أولى الاقرار اوروبيا ودوليا بأن أغلب المناطق  ‏السورية بات آمنا ما يسهل عملية اعادة النازحين ، وفي ‏مرحلة أولى الذي دخلوا لبنان بعد العام 2016 ومعظمهم ‏نزح الى لبنان لاسباب اقتصادية بحتة ولا تنطبق عليهم صفة ‏النزوح".    ‏
‏ ‏
ومضى قائلا: "في هذه المناسبة نجدد مطالبة الاتحاد ‏الاوروبي، بما كررناه على الدوام، من ان المطلوب دعم ‏النازحين في بلادهم لتشجيعهم على العودة الطوعية ما يضمن ‏لهم عيشا كريما في وطنهم . واذا كنا نشدد على هذه المسالة ‏فمن منطلق تحذيرنا من تحوّل لبنان بلد عبور من سوريا الى ‏اوروبا، وما الاشكالات التي تحصل على الحدود القبرصية الا ‏عينة مما قد يحصل اذا لم تعالج هذه المسالة بشكل جذري".  ‏

وختم ميقاتي: "إن لبنان يقدّر للاتحاد الاوروبي موقفه الجديد ‏بدعم المؤسسات العسكرية والامنية في لبنان لتمكينها من ‏ضبط الحدود البحرية والبرية والقيام بواجباتها في منع الهجرة ‏غير الشرعية من لبنان واليه،ودعم المجتمعات اللبنانية ذات ‏الحاجة،  وفي الوقت ذاته تخصيص جزء من الدعم لتحفيز ‏العودة الطوعية للنازحين السوريين. مجددا الترحيب بضيوفنا ‏الكرام وباذن الله سيكون تعاوننا دائما ومستمرا لما فيه نهضة ‏بلداننا وأمنها واستقرارها ورفاهية شعوبها" . ‏
 

 
فون دير لايين
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ‏الخميس من بيروت عن مساعدات بقيمة مليار يورو دعماً ‏‏"لاستقرار" لبنان، معوّلة على "تعاون" السلطات لمكافحة ‏عمليات تهريب اللاجئين التي شهدت ازدياداً في الآونة ‏الأخيرة باتجاه قبرص‎.‎

وتأتي زيارة المسؤولة الأوروبية برفقة الرئيس القبرصي ‏نيكوس خريستودوليديس الى بيروت، في وقت أعادت نيقوسيا ‏في الفترة الأخيرة قوارب مهاجرين انطلقت بصورة غير ‏نظامية من لبنان، وعلى وقع تكرار بيروت مطالبة المجتمع ‏الدولي بإعادة اللاجئين السوريين الى بلدهم، بعد توقف ‏المعارك في محافظات سورية عدة‎.‎

وقالت فون دير لايين خلال مؤتمر صحافي إثر لقائها ‏والرئيس القبرصي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ‏ميقاتي "أستطيع الإعلان عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو ‏للبنان، ستكون متاحة بدءاً من العام الجاري حتى 2027" من ‏أجل المساهمة في "الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي". ‏

وأضافت مخاطبة السلطات "نعوّل على تعاونكم الجيد لمنع ‏الهجرة غير النظامية ومكافحة تهريب المهاجرين"، في إشارة ‏الى قوراب الهجرة غير النظامية التي تنطلق من سواحل ‏لبنان‎.‎

وأكدت كذلك عزم الاتحاد الأوروبي على دعم الجيش والقوى ‏الأمنية اللبنانية عبر "توفير معدات وتدريب على إدارة ‏الحدود". ‏
 

 
ويستضيف لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية حادة منذ العام ‏‏2019، نحو مليونَي سوري، أقلّ من 800 ألف منهم مسجلون ‏لدى الأمم المتحدة، وهو أعلى عدد من اللاجئين في العالم ‏نسبة لعدد السكان‎.‎

ويعبر كثر من سوريا إلى لبنان عبر طرق التهريب البرية ‏أملاً في ركوب قوارب الهجرة غير القانونية التي أصبح ‏شمال لبنان نقطة انطلاق لها. ويبحث المهاجرون عن حياة ‏أفضل في دول أوروبية، وغالبا ما يتوجهون إلى قبرص، ‏الجزيرة المتوسطية التي تبعد أقل من 200 كيلومتر عن ‏لبنان‎.‎

وتقول قبرص إنها تشهد تدفقاً متزايداً للمهاجرين السوريين ‏من لبنان بشكل غير نظامي، خصوصاً منذ اندلاع الحرب بين ‏إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر). ‏وتعتبر أن التصعيد عند الحدود بين حزب الله وإسرائيل ‏أضعف جهود لبنان في مراقبة مياهه الإقليمية ومنع مغادرة ‏قوارب المهاجرين‎.‎

ومنذ مطلع العام حتى الرابع من نيسان (أبريل)، وصل ‏قبرص أكثر من أربعين قارباً على متنها نحو 2500 شخص، ‏وفق تقديرات مفوضية الأمم  المتحدة السامية لشؤون ‏اللاجئين، التي لم تحدد عدد القوارب التي انطلقت من لبنان ‏وتلك التي انطلقت من سوريا‎.‎
 
 
"مشكلة طال أمدها‎" ‎
وقال الرئيس القبرصي في المؤتمر الصحافي "لا يمكننا ‏الاستمرار في العمل كالمعتاد، ويجب معالجة المشكلة التي ‏طال أمدها بشكل فعال وحاسم" مشدداً على أن "الوضع الحالي ‏غير مستدام بالنسبة إلى لبنان وقبرص والاتحاد الأوروبي". ‏

وأعرب عن اعتقاده بأنّ حزمة المساعدات الأوروبية "ستعزز ‏قدرة السلطات اللبنانية على التعامل مع تحديات عدّة بما في ‏ذلك مراقبة الحدود البرية والبحرية (...) ومكافحة تهريب ‏الأشخاص". ‏

وفي الأسابيع الأخيرة، أعادت نيقوسيا عدداً من القوارب الى ‏لبنان، في عمليات تصر على أنها قانونية بموجب اتفاقية ثنائية ‏أُبرمت قبل سنوات مع بيروت بشأن إعادة المهاجرين غير ‏النظاميين‎.‎

وكان الرئيس القبرصي زار لبنان في الثامن من نيسان ‏‏(أبريل)، وبحث مع ميقاتي في مسألة اللاجئين وكيفية ضبط ‏تدفقهم باتجاه بلاده‎.‎

ومنذ استعادة الجيش السوري السيطرة على الجزء الأكبر من ‏مساحة البلاد، تمارس بعض الدول المضيفة للاجئين بينها ‏لبنان ضغوطاً لترحيل اللاجئين من أراضيها بحجة تراجع حدّة ‏المعارك. لكن ذلك لا يعني، وفق منظمات حقوقية ودولية، أن ‏عودة اللاجئين باتت آمنة في ظل بنى تحتية متداعية وظروف ‏اقتصادية صعبة وملاحقات أمنية تشمل اعتقالات تعسفية ‏وتعذيبا‎.‎

ومنذ سنوات، يتعرض اللاجئون السوريون في لبنان لضغوط ‏متنوعة، من حظر تجول في أوقات معينة وتوقيفات وترحيل ‏قسري إلى مداهمات وفرض قيود على معاملات الإقامة. ‏وتنظر السلطات إلى ملف اللاجئين بوصفه عبئاً وتعتبر أن ‏وجودهم ساهم في تسريع ومفاقمة الانهيار الاقتصادي ‏المتواصل منذ 2019‏‎.‎

الشهر الماضي، أجّج مقتل مسؤول في حزب القوات اللبنانية ‏الذي يتزعمه سمير جعجع، وتوقيف الأجهزة الأمنية سبعة ‏سوريين متورطين في الجريمة، الخطاب المناهض للاجئين ‏السوريين. ودعا مسؤولون أمنيون ودينيون إثر الجريمة إلى ‏التشدد "في تطبيق القوانين" بحق اللاجئين وإيجاد "حل نهائي" ‏لوجودهم.‏
 
 
 
 
كذلك، استقبل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري رئيسة ‏المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين ورئيس جمهورية ‏قبرص نيكوس خريستودوليدس والوفد المرافق لهما.‏

وتم خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة ‏على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة ‏وأزمة النازحين السوريين وتداعياتها.‏
‏ ‏
وشكر بري لأوروبا "مساهمتها ومشاركتها في إطار قوات ‏‏"اليونيفيل" في البر والبحر مقدرا لرئيسة المفوضية الاوروبية ‏أرسولا فاندر لاين ولرئيس جمهورية قبرص زيارتهما العملية ‏التي تتسم بأهمية كبرى في هذه المرحلة الراهنة التي يمر بها ‏لبنان والمنطقة"، مشددا أمام ضيفيه "أن لبنان لا يريد الحرب ‏وهو منذ لحظة بدء العدوان عليه لا يزال ملتزما بقواعد ‏الإشتباك التي تتمادى إسرائيل بخرقها مستهدفة عمق لبنان ‏وقراه وبلداته الحدودية الجنوبية وهي (أي اسرائيل) لم توفر ‏في عدوانها المدنيين والاعلاميين والمساحات الزراعية ‏وسيارات الاسعاف مستخدمة أسلحة محرمة دوليا".‏
‏ ‏
وأكد "أن لبنان في إنتظار نجاح المساعي الدولية لوقف ‏العدوان على قطاع غزة والذي حتما سينعكس على لبنان ‏والمنطقة وسيكون عندها جاهزا لمتابعة المباحثات حول ‏تطبيق القرار الأممي رقم 1701، الذي كان لبنان ولا يزال ‏ملتزما ومتمسكا به".‏
‏ ‏
وأثار بري أيضا أهمية دور "الأونروا"، مطالبا الدول التي ‏أوقفت تمويلها للمنظمة "بإعادة النظر في قرارها نظرا لأهمية ‏الدور الذي تؤديه تجاه اللاجئين الفلسطينيين".‏
‏ ‏
وعن النازحين السوريين، إعتبر الرئيس بري "ان اللقاء اليوم ‏كان عمليا بإمتياز"، مقترحا "تشكيل لجنة بين لبنان والإتحاد ‏الاوروبي لمتابعة الزيارة والإجتماعات التي واكبتها".‏

وقد لاقى الإقتراح ترحيبا من رئيسة المفوضية الاوروبية.‏
‏ ‏
وجدد رئيس مجلس النواب اللبناني التأكيد على "أهمية ‏التواصل من سائر الأطراف المعنية بمقاربة ملف النازحين ‏مع الحكومة السورية التي بات حضورها على معظم ‏أراضيها".‏

 
 

اقرأ في النهار Premium