أكّد وزير الخارجية الصيني وانغ يي الثلاثاء حصول اتّفاق بين 14 فصيلاً فلسطينياً لتشكيل "حكومة مصالحة وطنية موقتة" لإدارة غزة بعد الحرب.
بدوره، أعلن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موسى أبو مرزوق، أنّها وقّعت مع حركة فتح وفصائل أخرى، اتّفاقية لـ"الوحدة الوطنية" في ختام لقاء استضافته العاصمة الصينية.
وقال "اليوم نوقّع اتّفاقية للوحدة الوطنية، نقول إن الطريق من أجل استكمال هذا المشوار هو الوحدة الوطنية"، مضيفاً: "نحن نتمسّك بالوحدة الوطنية وندعو لها".
ويأتي هذا الاتّفاق في خضم الحرب المتواصلة منذ أكثر من تسعة أشهر بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.
وتسبّبت الحرب بأزمة إنسانية حادّة، ووضعت القطاع وسكّانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، على شفير المجاعة، وفق منظّمات إنسانية دولية.
ولفت التلفزيون الصيني المركزي إلى أن الفصائل وقّعت على إعلان بكين لـ"إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية"، لافتاً إلى أنّها أجرت حواراً للمصالحة في العاصمة الصينية في الفترة من 21 وحتى 23 تموز (تموز).
من جهته، شدّد وانغ يي على أن الاتّفاق يتطرّق الى "إدارة غزة بعد الحرب"، وهي إحدى النقاط التي يدور النقاش بشأنها من أطراف مختلفة منذ أشهر.
وقال وانغ خلال توقيع "إعلان بكين" من جانب الفصائل في بكين "أهم نقطة هي الاتّفاق على تشكيل حكومة مصالحة وطنية موقتة بشأن إدارة غزة بعد الحرب".
وشدّد على أن "المصالحة هي شأن داخلي بالنسبة الفصائل الفلسطينية، لكن في الوقت عينه، لا يمكن أن تتحقّق من دون دعم المجتمع الدولي".
من جانبه، رأى عضو المكتب السياسي لـ"حماس" حسام بدران أن أهم نقطة في إعلان بكين هي تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية لإدارة شؤون الفلسطينيين.
وعبّر بدران في بيان عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها الصين لاستضافة الحوار والتوصّل إلى مثل هذا الإعلان.
ونقل البيان عن بدران القول "هذا الإعلان يأتي في توقيت مهم حيث يتعرّض شعبنا لحرب إبادة خاصة في قطاع غزة".
وقال إن "إعلان بكين خطوة إيجابية إضافية على طريق تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وأشار إلى أن "أهم نقاط الاتفاق كانت على تشكيل حكومة توافق وطني فلسطيني تدير شؤون شعبنا في غزة والضفة، وتشرف على إعادة الإعمار، وتهيئ الظروف للانتخابات، وهذا كان موقف حماس الذي دعت إليه وعرضته منذ الأسابيع الأولى للمعركة".
وأكّد أن "هذا يضع سدّاً منيعاً أمام كل التدخّلات الإقليمية والدولية التي تسعى لفرض وقائع ضد مصالح شعبنا في إدارة الشأن الفلسطيني بعد الحرب".
وسيطرت "حماس" على غزة في 2007 بعد اشتباكات مع حركة "فتح" التي يتزعّمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، انتهت بطرد هذه الأخيرة من القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ ذلك الحين. وبدأت الأزمة بعد فوز "حماس" بانتخابات العام 2006 في القطاع.
وعلى رغم إبرام اتّفاقات عدّة بين الطرفين منذ ذلك الحين، لم تثمر محاولات المصالحة بشكل ملموس.
لكن الحرب في غزة أحيت الدعوات للحوار. واستضافت بكين لقاء بين "فتح" و"حماس" في نيسان (أبريل) عندما تم الاتّفاق على اجتماع آخر في حزيران (يونيو) قبل تأجيله.
وأعربت الخارجية الصينية حينها عن أملها في أن تتمكّن من الدفع نحو "المصالحة بين الفلسطينيين".
وشدّد وانغ يي الثلاثاء على أن الصين حريصة على "أداء دور بنّاء في حماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وأكّد أن بكين تدعو إلى "وقف لإطلاق النار يكون شاملاً ودائماً ومستداماً"، إضافة الى بذل الجهود لدعم الحكم الذاتي الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة.
ولطالما أبدت بكين تعاطفاً مع القضية الفلسطينية ودعمت حل الدولتين.