النهار

هاريس: بناء طبقة متوسطة سيكون الهدف المحدد لرئاستي
المصدر: النهار العربي، رويترز
أعلنت كامالا هاريس نائبة الرئيس اليوم الثلاثاء، أنها حصلت على عدد المندوبين الكافي للظفر بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية
هاريس: بناء طبقة متوسطة سيكون الهدف المحدد لرئاستي
كامالا هاريس
A+   A-
هاجمت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس منافسها دونالد ترامب الثلاثاء في أول تجمع انتخابي لها منذ ترشحها عن الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية بدلا من الرئيس جو بايدن، بينما أظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس تقدمها بفارق ضئيل على مرشح الحزب الجمهوري.

وفي خطاب مدته 17 دقيقة هاجمت هاريس بقوة نقاط ضعف ترامب، وقارنت تاريخ عملها مدعية عامة سابقة بسجله باعتباره مجرم مدان.

وتحدثت هاريس عن قائمة من الأولويات الليبرالية قائلة إنها ستعمل في حال انتخابها على تعزيز القدرة على الإجهاض وتسهيل انضمام العمال إلى النقابات والتعامل مع العنف المسلح، مما يشكل تناقضا حادا مع سياسات ترامب.

وقالت أمام حشد من عدة آلاف في مدرسة ويست أليس سنترال الثانوية في إحدى ضواحي ميلووكي في ويسكونسن، وهي ولاية متأرجحة لها دور محوري في تحديد نتيجة الانتخابات، "يريد دونالد ترامب إعادة بلدنا إلى الوراء".

وتساءلت قائلة: "هل نريد العيش في بلد الحرية والتآزر وسيادة القانون، أم بلد الفوضى والخوف والكراهية؟".
 
وأعلنت هاريس أنها ستواصل العمل خلال الأسابيع المقبلة من أجل "توحيد الحزب"، وأن بناء طبقة متوسطة سيكون الهدف المحدد لرئاستها.
 
وكان التجمع صاخبا لدرجة تتناقض على نحو ملحوظ مع التجمعات الانتخابية الهادئة والأصغر حجما التي عقدها الرئيس الحالي، مما يعزز آمال الديموقراطيين في أن تتمكن هاريس (59 عاما) من إحياء حملة كانت متعثرة في أثناء ترشح بايدن (81 عاما).

وتقدمت هاريس على ترامب بنسبة 44‭ ‬ مقابل 42 بالمئة بين الناخبين المسجلين في استطلاع رويترز/إبسوس الذي أجري يومي الاثنين والثلاثاء بعد انسحاب بايدن من المنافسة يوم الأحد ودعم هاريس خلفا له.

وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس الأسبوع الماضي تراجع بايدن خلف ترامب بفارق نقطتين مئويتين.

وفي مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين الثلاثاء، عبر ترامب عن ثقته في قدرته على هزيمة هاريس.
 
وقال ترامب للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف إنه مستعد لإجراء أكثر من مناظرة مع هاريس.

صعود سريع
وأصبحت هاريس المرشحة المفترضة للحزب بعد انسحاب الرئيس بايدن من السباق الرئاسي يوم الأحد، بعد أسابيع من التوتر داخل الحزب وإظهار استطلاعات داخلية انهيار شعبيته في السباق أمام منافسه ترامب.

وأعلنت حملة هاريس أنه بعد أقل من 36 ساعة من تأييد بايدن لها، نجحت هاريس حتى الليلة الماضية في الحصول على دعم أغلبية من مندوبي الحزب الذين سيحددون المرشح عن الحزب.

وقالت في بيان في وقت متأخر من أمس الاثنين: "هذا المساء، أنا فخورة بحصولي على الدعم الواسع اللازم لأصبح مرشحة حزبنا... أتطلع إلى قبول الترشيح رسميا قريبا".

وأظهر استطلاع غير رسمي للمندوبين أجرته وكالة "أسوشيتد برس" أن هاريس حصلت على دعم أكثر من 2500 مندوب، أي أكثر بكثير من عدد 1976 مندوبا اللازم الحصول على أصواتهم للفوز بترشيح الحزب في الأسابيع المقبلة.

ولا يزال بإمكان المندوبين، من الناحية الفنية، تغيير رأيهم ولكن لم يحصل أي شخص آخر على أي أصوات في استطلاع أسوشيتد برس، فيما قال 54 مندوبا إنهم لم يقرروا بعد.

وتمثل رحلة ويسكونسن فرصة أخرى لهاريس التي شغلت منصب المدعي العام في كاليفورنيا في السابق لإعادة هيكلة مسار حملة الديموقراطيين وإثبات قدرتها على التغلب على ترامب.

وقدمت هاريس لمحة عن خططها لمهاجمة ترامب أمس الاثنين بحديثها عن ماضيها في ملاحقة "المعتدين" و"المحتالين" عندما كانت المدعي العام لسان فرانسيسكو والمدعي العام لكاليفورنيا.

وولاية ويسكونسن من بين ثلاث ولايات حاسمة يطلق عليها اسم حزام الصدأ، بالإضافة إلى ولايتي ميشيغان وبنسلفانيا، والتي تعتبر على نطاق واسع ولايات يجب أن يفوز بها أي مرشح، لكن بايدن كان متأخرا عن ترامب بها في استطلاعات الرأي.

وقال بول كيندريك المدير التنفيذي لمجموعة رست بيلت رايزينغ التابعة للحزب الديموقراطي في الولايات الثلاث: "هناك مستقلون وشباب لم تكن تعجبهم الخيارات، ولدى هاريس فرصة للفوز بهذه الأصوات". وتجري المجموعة استطلاعات روتينية في الولايات التي تشهد منافسة وحيث يمكن للأصوات التوجه لأي من الحزبين.

تبرعات غير متوقعة
ونجحت هاريس أيضا في جمع تبرعات هائلة لحملتها. وقالت حملتها أمس الاثنين إنها جمعت 81 مليون دولار منذ تنحي بايدن يوم الأحد، وهو ما يقترب من 95 مليون دولار جمعتها حملة بايدن بنهاية حزيران (يونيو).

وأنهى مانحون في هوليوود حملة حظر للتبرعات السياسية، بعد أن أعلن مقدمو تبرعات ومشاهير من مغنية الراب كاردي بي إلى الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار جيمي لي كيرتس والمنتجة التلفزيونية شوندا رايمز دعمهم لهاريس.

وفي الوقت نفسه، حاول ترامب وحلفاؤه ربط هاريس ببعض سياسات بايدن التي لا تحظى بشعبية مثل الهجرة.

وقال ستيفن تشيونغ المتحدث باسم ترامب: "سجل كاملا هاريس الضعيف هو سجل من الفشل التام وعدم الكفاءة المطلقة. سياساتها هي سياسات بايدن، والعكس صحيح".

ويظل السؤال هو ما إذا كانت قادرة على تغيير مسار استطلاعات الرأي في الولايات الرئيسية.

وقال ستة من الديموقراطيين البارزين في ولاية ويسكونسن في مقابلات إن هاريس توفر للحزب الفرصة لإعادة ترتيب الأوراق وتحفيز الناخبين الذين لم يكونوا متحمسين لبايدن أو ترامب.
  
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium