أعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم الثلاثاء أن أكثر من 37,658 فلسطينيا قتلوا في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، فيما قالت "الانروا" إن الفوضى تعم القطاع مع تشكل عصابات للتهريب، مما يزيد من الصعوبات في إيصال المساعدات.
انعدام الامن الغذائي
من جهة ثانية، أظهرت تقديرات لمبادرة عالمية لمراقبة الجوع اليوم، أن خطر تفشي مجاعة سيظل قائما بشدة في أنحاء قطاع غزة طالما استمر القتال بين إسرائيل وحركة "حماس" والقيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ووفقا لتحديث من مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي فإن أكثر من 495 ألف شخص يواجهون مستويات "كارثية" توصف بأنها الأخطر من انعدام الأمن الغذائي.
وتراجعت التقديرات عن التحديث السابق قبل ثلاثة أشهر الذي أشار إلى أن العدد 1.1 مليون شخص، لكن العدد لا يزال أكبر من خُمس سكان القطاع.
وتعاني العائلات في ظل تصنيف انعدام الأمن الغذائي "الكارثي" من نقص حاد في الأغذية، مما يؤدي إلى سوء تغذية حاد بين الأطفال ووجود خطر وشيك لتفشي مجاعة وحدوث وفيات.
وأوضح تقييم المبادرة المنشور اليوم أنه من أجل شراء الطعام، اضطر أكثر من نصف عائلات غزة ممن شاركوا في مسح لبيع ملابسهم وأن ثلثهم جمعوا القمامة وباعوها. وأفاد أكثر من 20 بالمئة بإمضاء أيام وليال كاملة بلا طعام.
وجاء في التقييم أن زيادة عمليات توصيل الطعام والخدمات الغذائية إلى شمال قطاع غزة خلال شهري آذار (مارس) ونيسان (أبريل) بدت أنها خففت حدة الجوع في المنطقة التي توقعت المبادرة المدعومة من الأمم المتحدة حدوث مجاعة فيها.
وأضاف التقييم أن الهجوم الإسرائيلي في محيط مدينة رفح بجنوب القطاع منذ أوائل أيار (مايو) والأعمال القتالية الأخرى والنزوح، كل هذا أدى إلى تجدد التدهور في الأسابيع القليلة الماضية.
وورد في التقييم "تتضاءل باستمرار الآفاق المتاحة للمنظمات العاملة في المجال الإنساني والقدرة على تقديم المساعدات بأمان للسكان".
وقالت لجنة مراجعة المجاعة، وهي مجموعة من الخبراء الذين يراجعون نتائج المبادرة، في تقرير صادر اليوم أيضا إن هناك "معاناة إنسانية حادة" في غزة وإن خطر المجاعة لم ينقص.
أخطار الأوبئة
تسبب هجوم رفح في إغلاق المعبر على حدود غزة مع مصر، والذي كان طريقا رئيسيا لتوصيل المواد الغذائية والإمدادات الأخرى، إضافة إلى كونه نقطة إجلاء للمدنيين ممن يعانون من أمراض أو إصابات خطيرة.
ووفقا لتحديث المبادرة فإن هذا العامل، إلى جانب الاضطرابات عند معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي القريب، قلل من وصول المساعدات الإنسانية إلى زهاء مليوني شخص في جنوب غزة. ويغطي التحديث الفترة من الأول من أيار (مايو) وحتى 30 أيلول (سبتمبر).
وأضاف التحديث أن النزوح داخل غزة لمناطق فيها مياه أقل وخدمات صحية أقل "يزيد من خطر تفشي الأمراض التي سيكون لها آثار كارثية على الحالة الغذائية والصحية لشرائح كبيرة من السكان".
والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مبادرة تتضمن منظمات من الأمم المتحدة وحكومات ومنظمات إغاثة تحدد المعيار العالمي لقياس الأزمات الغذائية.
ويمكن إعلان مجاعة إذا كان 20 بالمئة على الأقل من السكان في منطقة ما يعانون من نقص حاد في الغذاء مع معاناة 30 بالمئة على الأقل من الأطفال من سوء التغذية الحاد ووفاة شخصين من بين كل 10 آلاف شخص يوميا جراء الجوع أو سوء التغذية والمرض.
الأونروا
هذا وأعلن المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني أن الحرب الدائرة في قطاع غزة تؤدي إلى فقدان 10 أطفال بالمعدل ساقا أو ساقين كل يوم.
وقال لازاريني للصحافيين في جنيف: "بصورة أساسية، لدينا كل يوم 10 أطفال يفقدون ساقا أو ساقين بالمعدل". وأوضح أن هذه الأرقام لا تشمل الأطفال الذين خسروا أيدي أو أذرعا.
وذكر لازاريني إن الفوضى تعم قطاع غزة مع تشكل عصابات للتهريب، مما يزيد من الصعوبات في إيصال المساعدات.
وأضاف في حديث للصحافيين: "مبدئيا، نواجه في هذه الأيام انهيارا شبه كامل للقانون والنظام"، محملا عصابات متورطة في تهريب السجائر بعض المسؤولية عن ذلك.
وقال: "صار (إيصال المساعدات) أكثر تعقيدا".
وحذر من أن تمويل الوكالة سينفد بعد نهاية آب (اغسطس).
نقص حاد في الأدوية
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم إن المستشفيات والمراكز الطبية في القطاع تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب العمليات الإسرائيلية المستمرة وسيطرة إسرائيل وإغلاقها جميع المعابر واستهدافها القطاع الصحي في غزة.
وذكرت الوزارة في بيان أن هناك نقصا لا سيما في الأدوية اللازمة لعلاج حالات الطوارئ والتخدير والعناية المركزة والعمليات.
إسرائيل تتوغل في غرب مدينة رفح
ميدانيا، قال فلسطينيون من مسؤولي الصحة إن القوات الإسرائيلية قتلت 24 فلسطينيا على الأقل في ثلاث ضربات جوية منفصلة على مدينة غزة في وقت مبكر من اليوم، وإن من بين القتلى شقيقة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأفاد سكان بأن الدبابات الإسرائيلية واصلت التوغل في غرب مدينة رفح بجنوب قطاع غزة خلال الليل ونسفت منازل.
وقال مسعفون إن ضربتين أصابتا مدرستين في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل 14 على الأقل. وأدت غارة أخرى على منزل في مخيم الشاطئ، أحد المخيمات الثمانية التاريخية للاجئين في القطاع، إلى مقتل 10 آخرين.
وأكد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل عشرة من أقارب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، المقيم في قطر، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت صباح الثلاثاء مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس "لا زال عدد من الشهداء تحت الركام"، مشيرا إلى أن شقيقة هنية قتلت مع تسعة آخرين في الغارة.
وقال أقارب ومسعفون إن المنزل المستهدف في مخيم الشاطئ مملوك لعائلة هنية، المقيم في قطر، وإن قصف المنزل أدى إلى مقتل إحدى شقيقات هنية وأقارب آخرين.
وفقد هنية عددا من أفراد عائلته جراء ضربات جوية إسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول ومن بينهم ثلاثة من أبنائه.
وبشكل منفصل، قالت الذراعان المسلحتان لحركتي " حماس " و " الجهاد الإسلامي " في بيان مشترك إن مقاتليهما أطلقوا قذائف هاون خلال الليل على قوات إسرائيلية في حي يبنا في رفح.
وفي خان يونس المجاورة، قال مسعفون إن ضربات الدبابات الإسرائيلية أدت إلى إصابة عدة أشخاص في مخيم في غرب المدينة.
ومنذ أوائل أيار (مايو)، يتركز القتال في مدينة رفح الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث نزح نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بعد الفرار من مناطق أخرى.