النهار

بلينكن: دعم الصين لروسيا يهدّد الأمن الأوروبي... شي: علينا أن نكون شركاء
المصدر: أ ف ب، رويترز، النهار العربي
أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أنّه أثار مخاوف مع الصين بشأن دعم موسكو، معتبراً أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا يعتمد على دعم بكين.
بلينكن: دعم الصين لروسيا يهدّد الأمن الأوروبي... شي: علينا أن نكون شركاء
شي وبلينكن (ا ف ب)
A+   A-
أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أنّه أثار مخاوف مع الصين بشأن دعم موسكو، معتبراً أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا يعتمد على دعم بكين.

وقال بلينكن للصحافيين بعد لقاءاته مع كبار المسؤولين في بكين، إنّ "روسيا ستواجه صعوبات في مواصلة هجومها على أوكرانيا من دون دعم الصين".
 
وأضاف: "قلت للصينيين إن دعمهم العسكري لروسيا يهدّد الأمن الأوروبي".
 
وأردف: "بوسع الصين أن تضطلع بدور بناء في الأزمات العالمية بما يتضمن إقناع إيران ووكلائها بعدم توسيع نطاق الصراع في الشرق الأوسط"، ، مضيفاً أنّ نظيره الصيني وانغ يي وافق على البقاء على اتّصال بشأن الشرق الأوسط.
 
إلى ذلك، أشار بلينكن إلى أنّه دعا الصين إلى التراجع عن التجارة غير العادلة وعدم إغراق السوق بالمنتجات، وقال: "لن نسمح بخسارة شركاتنا وتجارتنا بسبب الممارسات الصينية غير العادلة".
 
تفاصيل اللقاء
قال الرئيس الصيني شي جينبينغ لبلينكن الجمعة، إنّ أكبر اقتصادين في العالم يجب أن يكونا "شريكَين وليس خصمَين"، حتى لو كان لا يزال هناك "العديد من القضايا" التي يجب حلّها في إطار علاقاتهما.

وأفادت قناة "سي سي تي في" الرسمية بأنّ شي قال خلال لقائه بلينكن، إنّ البلدَين "حقّقا تقدّماً إيجابياً" منذ نهاية العام 2023.

وأضاف: "العديد من المشاكل لا تزال بحاجة إلى حل، ولا يزال من الممكن بذل مزيد من الجهود".
 

وتابع الرئيس الصيني: "اقترحت ثلاثة مبادئ أساسية (بشأن العلاقات الثنائية): الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين".

وقال: "لقد قلت في مناسبات عدّة من قبل، الأرض كبيرة بما يكفي لتتمكّن كل من الصين والولايات المتحدة من التطوّر والازدهار".

ويقوم بلينكن منذ الأربعاء بزيارته الثانية إلى الصين في أقل من عام، في سياق التقارب الدبلوماسي بين البلدين على الرغم من التوترات المستمرّة بشأن تايوان والتجارة وبحر الصين الجنوبي.

وأكد شي لوزير الخارجية الأميركي أنّ "الصين ستكون سعيدة برؤية الولايات المتحدة واثقة ومنفتحة ومزدهرة ومتطوّرة".

وأضاف: "نأمل في أن تتمكّن الولايات المتحدة أيضاً من تبنّي نظرة إيجابية حيال تطوّر الصين"، مؤكداً أنّه "عندما يتمّ حلّ هذه المشكلة الأساسية... يمكن أن تستقرّ العلاقات حقّاً وتتحسّن وتتقدّم".
 
 
ولا تمد بكين موسكو مباشرة بأسلحة، إلا أن واشنطن اتّهمتها في الأسابيع الأخيرة بتزويدها مواد وتكنولوجيات ذات استخدام مزدوج، يمكن أن تساعدها في جهودها لتوسيع إمكاناتها العسكرية، في أكبر عملية إعادة تسلّح تشهدها روسيا منذ الحقبة السوفياتية.

في المقابل، تنتقد الصين الضغوط المتعدّدة التي تمارسها الولايات المتحدة عليها، خصوصاً في ما يتعلّق ببحر الصين الجنوبي وتايوان والتجارة وعلاقاتها مع روسيا التي تعزّزت منذ غزو أوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.

كذلك، تُثار خلافات بين البلدين في ظلّ القيود الأميركية المفروضة على صادرات التكنولوجيا المتطورة ومن ضمنها أشباه الموصلات إلى الصين.

وتبرز شبكة التواصل الاجتماعي "تيك توك" ضمن أحدث المواضيع الخلافية بين القوتين الاقتصاديتين، لاسيما أنّ هذا التطبيق مهدّد بالحظر في الولايات المتحدة ما لم يقطع علاقاته مع شركته الأم الصينية "بايتدانس".

وتشتبه واشنطن بأن بكين تستخدم "تيك توك" للتجسّس على الأميركيين وجمع بيانات شخصية ونشر الدعاية الصينية. غير أنّ شبكة التواصل الاجتماعي تنفي هذه الاتهامات بصورة قاطعة، في ما أبلغت الشركة الام "بايتدانس" أنها لا تعتزم بيع التطبيق.
 
وتشير زيارة بلينكن التي تنتهي الجمعة إلى تراجع التوتر بين الصين والولايات المتحدة بعدما وصل إلى ذروته في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يتوعد مجددا باعتماد نهج حازم حيال بكين في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر).

ويبقي الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على بكين مع سعيه إلى إرساء استقرار في العلاقات الثنائية.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium