تعرّضت شركة السكك الحديد الفرنسية "أس أن سي أف" ليل الخميس الجمعة لـ"هجوم ضخم واسع النطاق يهدف إلى شل" شبكتها للقطارات السريعة التي تشهد "بلبلة كبيرة"، على ما أعلنت المجموعة لوكالة " فرانس برس " قبل ساعات من بدء حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس.
وأوضحت الشركة في بيان "سنحوّل مسار بعض القطارات إلى الخط التقليدي لكنّنا سنضطر إلى إلغاء عدد كبير" من المسارات، مشيرة إلى أن "هذا الوضع قد يستمر طوال عطلة نهاية الأسبوع على أقل تقدير إلى حين يتسنّى لنا إجراء الإصلاحات".
وتابعت: "نشرنا مئات المختصين لإصلاح الضرر في شبكة القطارات ونحتاج ليومين على الأقل لعودة الحركة لطبيعتها".
بدوره، أفاد مصدر مطّلع على الملف لوكالة "فرانس برس" بأن شبكة القطارات السريعة التابعة لشركة السكك الحديد الفرنسية تعرّضت لأعمال "تخريب" منسقة على ما يبدو تسبببت بالاضطرابات الشديدة.
وقال المصدر إن أعمال التخريب كانت "منسقة بشكل واضح".
وقالت شركة السكك الحديد في بيان إن "العديد من الأعمال الخبيثة المتزامنة" أثّرت على خطوطها الأطلسية والشمالية والشرقية، موضحة أن "حرائق متعمّدة أضرمت بهدف الإضرار" بمنشآت الخطوط السرعة.
وأوضحت الشركة أن خط القطار السريع الجنوبي الشرقي "لم يتأثر".
وأفاد إعلام فرنسي بأنّه تم العثور على مواد حارقة بمحيط أحد خطوط القطار السريع.
من جانبها، قالت شركة " يوروستار " إن خدماتها لتسيير القطارات بين لندن وباريس تعطّلت بسبب أفعال تخريب في فرنسا، ما أسفر عن إلغاء رحلات عدّة واستغراق أخرى وقتاً أطول.
وأضافت في بيان "بسبب أفعال تخريب منسّقة في فرنسا تؤثّر في الخط فائق السرعة بين باريس وليل، يجري تحويل جميع القطارات فائقة السرعة المتوجّهة إلى باريس والقادمة منها إلى الخط الكلاسيكي اليوم الجمعة 26 تموز (يوليو). وسيطيل هذا زمن الرحلة بحوالي ساعة ونصف الساعة".
وتابعت "أُلغيت قطارات عدّة".
ونصحت الشركة بعدم السفر اليوم.
تعليقاً على ما حصل، قال رئيس وزراء فرنسا غبريال أتال إن "أجهزة الاستخبارات مستنفرة للعثور على المخربين والأفعال معدّة ومنسّقة وعواقبها خطيرة".
اخلاء مطار
وأعلن مطار بازل-مولوز على الحدود الفرنسية السويسرية استئناف حركة الملاحة بعد تعليقها مؤقتا بسبب إنذار بوجود قنبلة أدى إلى إخلائه.
وأفاد مطار "يورو إيربورت" على موقعه الإلكتروني أنه عاود العمل وأن الرحلات الجوية تستأنف تدريجيا.
وكان مطار بازل-مولوز عند الحدود الفرنسية السويسرية قد أخلي "لأسباب أمنية" الجمعة فيما تعرضت شبكة السكك الحديد الفرنسية لهجوم كبير تسبب باضطربات كبيرة في حركة القطارات السريعة.
وأوضح المطار السويسري الفرنسي: "لأسباب أمنية أخلي المطار وهو مغلق الآن. سنوافيكم بمعلومات وافية أكثر في وقت لاحق".
800 ألف راكب
في السياق، أعلن رئيس مجلس إدارة شركة السكك الحديد الفرنسية جان بيار فاراندو خلال مؤتمر صحافي أن "الهجوم الضخم" على شبكة القطارات السريعة يطال 800 ألف راكب.
وقال: "ما حدث اليوم هو هجوم على فرنسا، وأفسد الاحتفال بافتتاح الأولمبياد وهدفه إلحاق الضرر الجسيم بالفرنسيين".
وندّد الوزير المنتدب للنقل باتريس فيرغريت بـ"عمل إجرامي مشين" محذّراً من "عواقب بالغة جدّاً" بالنسبة لحركة القطارات.
وأوضح أن أعمالاً تخريبية منسّقة استهدفت خطوط القطار السريع، مشيراً إلى أن الهجوم سيعطّل الحركة حتى نهاية الأسبوع.
وقال: "نعمل على إعادة خدمة القطار السريع في أقرب وقت"، متابعاً: "الأدلة تشير إلى أن الهجمات على القطار السريع متعمّدة".
ولفت إلى أن محطّة قطار مونبارناس بباريس هي الأكثر تضرّراً بالأعمال التخريبية، مشيراً إلى أن الهجوم حدث عند الرابعة صباحاً.
بدورها، وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا أن الهجوم على القطار السريع هو هجوم على فرنسا.
وأعلن قائد شرطة باريس "أنّنا سنرسل تعزيزات أمنية إلى محطات القطارات المزدحمة، والتحقيقات جارية".
خارج فرنسا
في انعكاسات الهجوم، أكّدت السكك الحديدية السويسرية أن حركة القطارات إلى فرنسا لم تتأثّر حتى الآن.
أما شركة السكك الحديدية البلجيكية فلفتت إلى أن القطارات من باريس ستتأخر لنحو 90 دقيقة طوال اليوم.
وأعلنت السكك الحديدية الألمانية إلغاء وتأخير بالرحلات بين فرنسا وألمانيا بسببما حصل.
توجه نحو الحافلات
في محطة مونبارناس في باريس التي تخدمها قطارات الغرب والجنوب غرب السريعة، يتابع المسافرون شاشات العرض التي تعلن تأخير القطارات المغادرة لمدة تصل إلى ساعتين، ولمدة اطول للقطارات القادمة للمحطة.
وقال أرنو وهو مسافر يبلغ 33 عاما لوكالة فرانس برس: "آمل أن أتمكن من المغادرة. الحركة بطيئة جدا". وقال فيكتور: "آمل خصوصا أن أتمكن من العودة يوم الأحد" بعد حضور مناسبة عائلية.
يبدو الارتباك على سائحتين يابانيتين، هما أم وابنتها لا تتحدثان الفرنسية ولا الإنكليزية، فيما يحاول موظف في شركة القطارات أن يشرح لهما أن عليهما تغيير تذكرتيهما إلى رينس إلى شمال غرب العاصمة.
وفي بوردو (جنوب غرب)، كان على الصحافي الرياضي بابتيست ليدوك (26 عاما) إبلاغ إدارته أنه سيتغيب عن افتتاح الألعاب الأولمبية بسبب تأخير قطاره ثلاث ساعات وعشرين دقيقة، ومع ذلك فهو يبحث عن حل بديل مع "توجه الجميع نحو الحافلات".
على المحور الشرقي، توقفت الحركة تقريباً منذ الخامسة صباحا على الخط السريع، أيضا بسبب "عمل تخريبي" قرب باني-سور-موزيل (شرق). وقالت شركة السكك الحديد "من المقرر استئناف الحركة بشكل طبيعي في 27 تموز (يوليو)".
وعلى المحور الشمالي، استهدف التخريب منطقة أراس، حسبما أشارت الشركة الوطنية للسكك الحديد، ومن المقرر استئناف النشاط في 29 تموز (يوليو).