أكّد شهود عيان، اليوم الثلثاء، أنّ دبابات إسرائيلية تمركزت وسط مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وسط أنباء عن قتال عنيف مع مقاتلي حركة "حماس".
وقال أحد شهود العيان: "آليات الاحتلال تتمركز في دوار العودة وسط مدينة رفح"، فيما أكد مصدر أمني أن "آليات الاحتلال موجودة الآن وسط وجنوب غرب رفح". وأشارت مصادر محلية إلى وقوع اشتباكات في المكان.
وفي وقت سابق، أكّد شهود عيان أنّ دبابات إسرائيلية عدّة وصلت إلى وسط رفح بعد ثلاثة أسابيع من بدء عملية برية في المدينة.
وذكر الشهود أنهم رأوا الدبابات بالقرب من مسجد العودة، وهو أحد المعالم الرئيسية بوسط رفح.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن مليون فلسطيني اضطروا إلى النزوح من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة خلال الأسابيع الـ3 الماضية.
وأضافت الوكالة عبر حسابها بمنصة "إكس" أنّ "نقص الغذاء والماء، وتكدس أكوام النفايات، والظروف المعيشية غير المناسبة، يجعل تقديم المساعدة شبه مستحيل يوما بعد يوم".
ضربات إسرائيلية على منطقة خيام غربي رفح
كذلك، قال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن 21 فلسطينيا قتلوا، 12 منهم على الأقل نساء، وأصيب عشرات في قصف إسرائيلي جديد على منطقة خيام يقيم فيها نازحون في غرب رفح اليوم.
وقال مسعفون وسكان إن القصف الإسرائيلي الجديد استهدف خيام عائلات نازحة في منطقة مخصصة للاحتياجات الإنسانية في المواصي بغرب رفح.
خروج المستشفيات في رفح عن الخدمة
إلى ذلك، أفادت وزارة الصحة في غزة بأنّ أكثر من 36,096 فلسطينيا قتلوا وأصيب 81,136 في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وتجدد القصف الإسرائيلي على تل السلطان، بعد أقل من يوم على مقتل عشرات باستهداف خيام للنازحين في المنطقة تفسها.
وقالت مصادر طبية لوكالة الانباء الفلسطينية "وفا" إنّ جميع المستشفيات في رفح خرجت عن الخدمة، باستثناء مستشفى تل السلطان للولادة "الذي يصارع من أجل البقاء والاستمرار في تقديم الخدمة للمرضى".
ولفتت المصادر إلى أنه منذ بدء الهجوم على رفح، خرجت 6 مستشفيات عن الخدمة، في ظل استمرار وتوسع التوغل الإسرائيلي، واستهدافه المتعمد للعديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية.
وأوضحت أن الهجمات أدت إلى خروج مستشفى أبو يوسف النجار، وعيادة أبو الوليد المركزية، ومستشفى رفح الميداني (2)، ومستشفى الكويت التخصصي، والمستشفى الميداني الإندونيسي، وعيادة تل السلطان، عن الخدمة.
وأضافت أن الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات والمراكز الطبية ألحقت أضرارا بالغة، وقتلت عدداً من الطواقم الصحية العاملة فيها، وزادت من صعوبة وصول المواطنين إليها.
إعادة تفعيل خدمات الإسعاف في مدينة غزة
من جهة ثانية، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إعادة تفعيل خدمات الإسعاف والطوارىء في مدينة غزة، المتوقفة منذ أربعة أشهر جراء استهداف الجيش الإسرائيلي لآخر مركبة تابعة لها.
وأوضحت أن طواقمها تمكنوا من إدخال 5 مركبات إسعاف من جنوب قطاع غزة إلى محافظة غزة، عبر تنسيق من مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وأشارت الجمعية إلى أنه منذ مقتل طاقمها محمد زينو ويوسف المدهون خلال مهمتهم الإنسانية في انقاذ الطفلة هند رجب ذات الخمسة أعوام قبل أربعة أشهر لم يعد لها مركبات تعمل في مدينة غزة.
ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي يستهدف بشكل مباشر الطواقم الطبية، إذ قُتل منهم نحو 500 منذ بداية العدوان.