قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلاً عن مصادر مطلعة اليوم السبت، إن "الأيام المقبلة مصيرية في ما يتعلق بهدنة في غزة وصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس".
وأضافت أن "حماس زعمت أنها تلقت من الوسطاء تعديلات طفيفة على بنود الاقتراح الإسرائيلي الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن"، مشيرة إلى أن "هناك ضغوطا كبيرة على الحركة، وسيحاول الوسطاء الحصول على رد إيجابي من زعيمها يحيى السنوار في النهاية".
وتحدثت مصادر للصحيفة عن "أيام حاسمة ستمارس فيها الولايات المتحدة والوسطاء ضغوطا كبيرة لانتزاع رد إيجابي من السنوار"، لكن المصادر أوضحت أنه "لا أحد يعرف ماذا سيجيب السنوار".
ووفق الصحيفة، "تأتي هذه المحاولة الإضافية في ظل تقدم الجيش الإسرائيلي في رفح والانتقال المتوقع إلى المرحلة الثالثة من العملية العسكرية التي يقال إنها ستمنع الحرب مع حزب الله في الشمال".
وفشلت جهود الوسيطين قطر ومصر، المدعومة من الولايات المتحدة، حتى الآن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن ينص على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى وقف مؤقت للقتال حتى تقضي على حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007.
لا تقدم...
ومساء اليوم، قال أسامة حمدان القيادي في الحركة إنه لم يتم إحراز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل بشأن حرب غزة.
وأضاف حمدان في مؤتمر صحافي في بيروت: "نؤكد مجددا أننا في حركة حماس جاهزون للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا شاملا من قطاع غزة، وصفقة تبادل حقيقية".
كما اتهم حمدان الولايات المتحدة بممارسة الضغط على حماس لقبول الشروط الإسرائيلية.
وقال: "ما يُنقل عن الإدارة الأمريكية يأتي في سياق ممارسة الضغوط المختلفة على الحركة حتى توافق على الورقة الإسرائيلية كما هي دون تعديل عليها".
وأضاف: "نتابع بأسف موقف الإدارة الأمريكية التي تصر على تحميل حماس مسؤولية تعطيل التوصل لاتفاق، على الرغم من ترحيب حماس بما ورد في خطاب بايدن من تأكيد على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل والإعمار والتبادل"، في إشارة إلى تبادل محتمل للرهائن المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح محتجزين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وتعليقاً على تصريحات حمدان، نقلت القناة 13 العبرية عن المحلل العسكري ألون بن دافيد قوله إن "الجواب الرسمي من قبل حركة حماس على آخر مقترح قُدِّم لها بتاريخ 24 من الشهر الحالي، جاء على لسان أسامة حمدان، بأن المقترح لا يحقّق مطالب الحركة وبدون قيمة، وأنه لا تراجع إطلاقاً عن مواقف الحركة الثابتة بنقطتي وقف الحرب بشكل كامل، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة".
وأضاف بن دافيد: "لا يبدو من صيغة كلامه (حمدان) أي تغيير أو ليونة أو تعاط مختلف".
أميركا تغير لهجتها...
إلى ذلك، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر وصفها بالمطلعة أن الإدارة الأميركية غيرت لهجتها بشأن بعض أجزاء مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة، في مسعى لسد الفجوات بين حركة حماس وإسرائيل.
وكشف الموقع عن أن الجهود الجديدة التي تبذلها واشنطن مع وسطاء قطريين ومصريين تركز على المادة الثامنة من المقترح، في حين ذكرت المصادر أن مسؤولين أميركيين صاغوا المادة الثامنة بلغة جديدة، ويدفعون الوسطاء للضغط على حماس لقبول المقترح الجديد.
كما نقل الموقع عن مصدر وصفه بالمطلع أن واشنطن تعمل بشكل مكثف لإيجاد صيغة تسمح بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وأشار المصدر إلى إنه إذا وافقت حماس على اللغة الجديدة، فسيسمح ذلك بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ارتفاع حصيلة الضحايا
واليوم، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ" حماس " في قطاع غزة، أن حصيلة ضحايا الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر ارتفعت إلى 37834 قتيلاً.
وقالت الوزارة في بيان إنَّ ما لا يقل عن 69 شخصاً قتلوا في الـ48 ساعة الماضية، مضيفةً أن 86858 شخصا أصيبوا منذ بدء الحرب.
وبحسب البيان: "لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم".
رد الفصائل الفلسطينية...
على مقلبٍ آخر، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بانفجار صاروخين أُطلقا من غزة قرب كيبوتس كرم أبو سالم بغلاف غزة من دون إطلاق صفارات الإنذار.
وأعلنت "القناة 13" الإسرائيلية أن الجيش ينفذ هجمات واسعة النطاق شمال غزة في أعقاب إطلاق صواريخ باتجاه الغلاف.
وأشارت "سرايا القدس"- الجناح العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي"- إلى أنها قصفت بقذائف الهاون النظامي عيار 60 "مركز قيادة العدو لعمليات التوغل في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة".
وتواصل إسرائيل حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.