قال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء الأربعاء إنه "يؤكد رسمياً اغتيال القيادي الكبير في حزب الله اللبناني فؤاد شكر"، مضيفاً أن مقاتلاته "شنت بناء على معلومات استخبارية غارة أدت إلى مقتل شكر"، مشيراً إلى أنه "القائد العسكري الأعلى في حزب الله ويعمل مساعداً لنصر الله وبمثابة اليد اليمنى له".
وكان الجيش قال في وقت سابق اليوم إنه هاجم "بشكل دقيق في بيروت القيادي المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس"، وسط تضارب في الأنباء بشأن مصيره ما إذا كان نجا أو اغتيل، في ما أشارت الوكالة اللبنانية للإعلام، إلى أن الهجوم أدى إلى "سقوط أكثر من شهيد و20 جريحاً حالة بعضهم حرجة، وتم نقل عدد من الجرحى إلى مستشفيات بهمن والساحل والرسول الأعظم".
ففي الوقت الذي كان أكد فيه مصدران أمنيان لـ"رويترز" أن الغارة فشلت باغتيال القيادي المستهدف، قال موقع "أكسيوس" الأميركي نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين اثنين، إن هناك مؤشرات متزايدة على مقتل القيادي المستهدف"، بينما لم يصدر حزب الله بعد أي بيان أو تعليق رسمي على الهجوم.
ووفق الوكالة اللبنانية أن الغارة استهدفت محيط مجلس شورى حزب الله في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية بـ3 صواريخ أطلقتها طائرة مسيرة، وأدت إلى تدمير مبان سكنية.
وتعيش العاصمة اللبنانية حالة من التوتر منذ أيام ترقباً لرد إسرائيلي متوقع على هجوم استهدف هضبة الجولان المحتلة وتسبب في مقتل 12 طفلا وفتى في مجدل شمس، حيث وحملت إسرائيل والولايات المتحدة حزب الله المسؤولية عن الهجوم، وهو ما نفاه الحزب.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على منصة إكس في أعقاب الغارة، إن حزب الله "تجاوز الخط الأحمر"، في ما نقلت القناة 12 العبرية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوعز لوزرائه بعدم التصريح أو التطرّق للغارة".
أما صحيفة "يسرائيل هيوم" فقالت إن "المعلومات الاستخباراتية تؤكد أن حزب الله سيرد على الهجوم في بيروت، وإن إسرائيل تستعد لذلك".
من هو فؤاد شكر؟..
ووفق ما ذكر موقع "واللاه نيوز" العبري، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، فإن "المستهدف في الغارة هو فؤاد شكر المعروف أيضا باسم الحاج محسن، وهو مستشار كبير للشؤون العسكرية للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والمسؤول عن جميع العمليات العسكرية لحزب الله".
وأضاف الموقع أن "شُكر مطلوب لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لتورطه في تفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983 والذي أسفر عن مقتل 241 جندياً أميركياً".
وفي 10 أيلول (سبتمبر) 2019، صنَّفت الخارجية الأميركية شكر، وهو من مواليد بلدة النبي شيت في بعلبك عام 1962، "إرهابياً عالمياً"، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بعدما صنفته الخزانة الأميركية في 21 تموز (يوليو) 2015 "إرهابياً ومطلوباً للعدالة بسبب عمله لصالح "حزب الله".
جلسة للحكومة اللبنانية...
أفاد مجلس الوزراء اللبناني بأنه سيعقد جلسة للحكومة صباح غد الأربعاء للبحث في المستجدات الطارئة بعد الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وندّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بـ"العدوان الاسرائيلي السافر"، قائلا: "لم تشبع آلة القتل الإسرائيلية من استهداف المناطق اللبنانية".
واعتبر أن "العمل الإجرامي الذي حصل الليلة هو حلقة في سلسلة العمليات العدوانية التي تحصد المدنيين في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي"، مضيفاً: "نحتفظ بحقنا الكامل بالقيام بكل الإجراءات التي تساهم بردع العدوان الإسرائيلي".
من جانبه، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، إنه يأمل في رد متناسب من حزب الله كي تتوقف ما وصفها بـ"موجة القتل هذه".
وأعرب عن استنكار الضربة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال إن لبنان يعتزم تقديم شكوى للأمم المتحدة.
أميركا تعلق...
وبعد الغارة الإسرائيلية، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة ستواصل المساعي الدبلوماسية لتجنب تصعيد الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل في إفادة صحافية: "نواصل العمل نحو التوصل لحل دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم والعيش في سلام وأمن. نريد بالتأكيد تجنب أي نوع من التصعيد".
كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير إن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن الحرب بين حزب الله وإسرائيل حتمية.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
