أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء أنّه بدأ بشنّ "عملية برية محدّدة الهدف والدقة" في المنطقة القريبة من الحدود داخل الأراضي اللبنانية، بموجب موافقة وقرار من القيادة السياسية.
وقال في بيان إنّ هذا التوغل البري بدأ "قبل ساعات قليلة" بإسناد جوي ومدفعي وهو يستهدف "أهدافاً وبنى تحتية إرهابية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان"، مشيراً إلى أنّ "هذه الأهداف تقع في قرى قريبة من الحدود ينطلق منها تهديد فوري وحقيقي للبلدات الإسرائيلية في الحدود الشمالية".
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن العملية بدأت قبل ساعات عدة ولا يُعرف متى تحديداً لأسباب عملياتية، وأنه لن يُكشف متى تخطى الجيش الإسرائيلي الشريط الحدودي أو إلى أين وصل.
وأفاد سكّان محلّيون في بلدة عيتا الشعب الحدودية اللبنانية بوقوع قصف عنيف وبسماع أزيز طائرات هليكوبتر ومسيّرة في السماء. وأطلقت قنابل ضوئية بشكل متكرّر فوق بلدة رميش الحدودية اللبنانية خلال الليل.
بدوره، قال "حزب الله" في بيان إنّ مقاتليه استهدفوا "تحركات لجنود العدو الإسرائيلي في البساتين المقابلة لبلدتي العديسة وكفركلا بالأسلحة المناسبة وحقّقوا فيهم إصابات مؤكدة".
وأكد مصدر مقرب من الحزب أن تلك التحركات كانت "عند الحدود" مع لبنان.
وفي بيان ثان، قال الحزب إنه استهدف "بالقذائف المدفعية (...) قوة لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة شتولا" الحدودية.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط 95 قتيلاً في غارات إسرائيلية على لبنان الإثنين.
وفي ما يتعلق بالمعلومات حول تحركات لقوات إسرائيلية على طول الحدود اللبنانية، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء الإثنين "يجري تداول معلومات حول نشاطات الجيش على الحدود اللبنانية. من أجل سلامة قواتنا، التزموا فقط المعلومات الرسمية ولا تنشروا شائعات غير مسؤولة".
غارات على الضاحية
وسبق الإعلان عن الهجوم البري سلسلة غارات جوية نفذتها طائرات حربية إسرائيلية على مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد أقل من ساعة على إنذار الجيش الإسرائيلي لسكانها بإخلائها بذريعة وجود مخازن سلاح لـ"حزب الله" فيها.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجمات استهدفت ثمانية مبان.
وشملت الغارات مناطق الرويس وبئر العبد والليلكي وحي ماضي والمريجة.
منطقة عسكرية
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن "منطقة عسكرية مغلقة" في أجزاء من حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان الإثنين في ظل الحديث عن عمليات بريّة محتملة.
وقال الجيش في بيان إنه تم إعلان "مناطق المطلة ومسكفعام وكفر جلعادي في شمال إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة. يمنع الدخول إلى هذه المنطقة".
وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من تحدّث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن إمكان بدء عمليات برية على الأراضي اللبنانية.
لاحقاً، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قذائف عدة أطلقت من جنوب لبنان سقطت في مسكفعام التي أعلنها الجيش الإسرائيلي منطقة عسكرية مغلقة.
وأضاف غالانت خلال زيارته جنوداً من وحدة مدرّعة منتشرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية "سنستخدم كلّ القدرات المتوافرة لدينا، وإذا لم يفهم أيّ شخص على الجانب الآخر ما تنطوي عليه تلك القدرات، فإنّنا نعني كل القدرات، وأنتم جزء من هذا الجهد".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن العملية البرّية "مركزة ومحدودة ولا تهدف إلى احتلال جنوب لبنان".
موقف واشنطن
إلى ذلك، ذكر "أكسيوس" أن تل أبيب أكدت لواشنطن أن الجيش الإسرائيلي لن يبقى في لبنان بعد "العملية البرية".
وأعلنت الخارجية الأميركية الإثنين أنّ إسرائيل "تنفّذ حالياً" عمليات محدودة تستهدف "حزب الله" داخل الأراضي اللبنانية.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لصحافيين "هذا ما أبلغوني به، بأنهم ينفّذون حاليا عمليات محدودة تستهدف بنى تحتية تابعة لحزب الله قرب الحدود".
في الموازاة، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مجلس الأمن القومي الأميركي أن "عمليات إسرائيل المحدودة في لبنان تندرج ضمن حقّها في الدفاع عن النفس، التوسع في المهمة قد يكون خطيراً وسنبحث ذلك مع الإسرائيليين".
إلى ذلك، نقل "بوليتيكو" عن مسؤولين أميركيين إن "شخصيات بارزة في البيت الأبيض أبلغت إسرائيل سرّاً أن الولايات المتحدة ستدعم قرارها بزيادة الضغط العسكري على حزب الله".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن "إسرائيل أبلغت واشنطن أن العملية البرّية في لبنان لن تطول".
وتواصل...
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الوزير لويد أوستن تحدّث إلى غالانت أمس الإثنين.
وأضافت الوزارة في بيان "اتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية على امتداد الحدود لضمان عدم تمكن حزب الله من شن هجمات على غرار هجمات السابع من تشرين الأول (أكتوبر) على البلدات الشمالية في إسرائيل".
وأفادت الوزارة بأن أوستن أكد ضرورة إيجاد حل دبلوماسي لضمان عودة المدنيين بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود.
وحذّر من طهران من "تداعيات خطرة" إذا ما شنّت هجوماً عسكرياً مباشراً على إسرائيل.
وأضاف أنّ الولايات المتحدة قادرة على الدفاع عن مواطنيها ومصالحها و"شركائها وحلفائها في مواجهة تهديدات مصدرها إيران ومنظمات إرهابية مدعومة من إيران، وهي عازمة على منع أيّ طرف من استغلال التوتّرات أو توسيع نطاق النزاع".