حركة المرور الرهيبة والطقس القاسي وعدد من الأشياء الأخرى تجعلنا نتمنّى، مرارًا وتكرارًا، لو أن السفر عبر الزمن كان شيئًا من الحاضر.
إن التواجد لتجربة أفضل ما في العالمين هو أمر مثير للغاية حين التفكير فيه. ولكن عندما يصبح ذلك ممكنًا، وتقرّر السفر إلى الوراء قرونًا، فتأكد من الاحتفاظ ببعض الأشياء في متناول يدك، لأن أسلافنا كانوا مليئين بالغرابة وبالقذارة، بكلّ ما للكلمة من معنى.
إليك بعض الأسباب:
اعتادوا على الاستحمام بشكل أقلّ بانتظام، في كثير من الأحيان مع مجموعة من الناس
تخيّل بركة قذرة للغاية، حيث لا يتمّ إعادة تدوير المياه. كان ذلك بالضبط. لفترة طويلة، كانت الحمّامات العامة بمياه الاستحمام المشتركة تحظى بشعبيّة كبيرة. ولكن بعد ذلك بدأ هذا في الخروج عن الموضة، لأن بعض شرائح المجتمع بدأت تعتقد أن التعرّي هو شرّ. تخيّل ذلك! حتى أصبح الاستحمام شيئًا ذا مكانة اجتماعيّة حيث لا يستحمّ إلا الأثرياء بانتظام في منازلهم، بينما يكتفي البعض الآخر بغسل الأجزاء المرئيّة من الجسم مثل اليدين والساقين والوجه والرقبة في المنزل.
كان مفهوم الغسيل موجودًا، لكن رائحته لم تكن جميلة جدًا
ربما كان مفهوم الصابون موجودًا منذ ما يقرب من 3000 عام حتى الآن، وظلّ إلى حدّ كبير كما هو طوال هذه السنوات. لكن طريقة غسل الملابس تغيّرت، إذ كان المزيج الأصلي لغسيل الملابس: الغسول والكبريت والفحم والرماد، وانتظروا البول! أمّا اليوم، فالمنظفات التي نستخدمها ضارّة بشكل لا يصدّق للإنسان والبيئة بأكثر من طريقة. لكن على الأقلّ رائحتها لطيفة، على ما أعتقد.
عند الحديث عن البول، كان من المعتاد أن يكون معاداً تدويره
أعتقد أنه من الواضح جدًا أنّهم اعتادوا استخدام البول في الكثير من الأمور، إذ كانوا يستخدمونه في اإنتاج البارود وكغسول للوجه، كما استخدمه الرومان أيضاً لتبييض أسنانهم.
كان هناك الكثير من البقّ
كانت الطفيليات منتشرة في تلك الأيام. كان بقّ الفراش والقمل والبراغيث تعيث فوضى لدرجة أنّها أدّت إلى أوبئة مثل الطاعون. أكثر من ذلك، في الموتيلات كان يُمكن للمسافرين مشاركة الأسرة. إلى جانب نظافتها، ستكون هذه الأماكن سيّئة السمعة لمثل هذه الأمراض.
كان الكيّ مشهداً مألوفا
أمرٌ آخر لا يزال يُمارس اليوم، وإن بوتيرة قليلة، لكنّه حقًا مهمّ جدًا. لسدّ الجرح المفتوح من العدوى، كان يتمّ تسخين قطعة معدنيّة وضغطها على الجرح، ممّا يؤدّي إلى حرق الجرح. مؤلم بشكل لا يُصدق، لكنّه فعّال بنفس القدر. حتّى أنّ الكيّ قتل فيروس داء الكلب عند تطبيقه على لدغات الحيوانات.