لم تكن جميع الحروب التي اندلعت عبر التاريخ لأسباب سياسية ونزاعات على الأرض، فالكثير من الأسباب الأخرى – بعضها بسيط وتافه – أدّت إلى إشعال شرارة الحرب بين الأمم. أحد أسباب اندلاع بعض الحروب في التاريخ كان الطعام!
عندما نقول إن الطعام كان سببًا في اندلاع الحروب، فنحن لا نقصد بذلك الجوع، إنما لأسباب هزليّة غير ضارّة! معظم حروب الطعام كانت بسبب سوء فهم. وفي حالاتٍ أخرى، تم استخدام الطعام كعذر مناسب في النزاعات الإقليميّة.
حرب الحكومة الأوسترالية على طيور الإيمو بسبب تناولهم المحاصيل
في الثلاثينيات من القرن الماضي، أدّت زيادة عدد طيور الإيمو إلى تدمير حقول المحاصيل في غرب أوستراليا. كان المزارعون في المنطقة من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الأولى، ومنحتهم الحكومة الأرض مقابل خدماتهم. وفي سبيل تجنّب الكارثة، أعلنت الحكومة الأوسترالية الحرب على الطيور التي لا تطير.
فقد جمعت الحكومة الأوسترالية جيشها قرب بيرث، وتواجه الجيش مع الطيور في ساحة المعركة. وبسبب اندفاع الطيور بطريقة عشوائية، لم يقتل الجيش سوى 10 – 12 طيرًا من سرب تعداده 1000. تناولت الصحافة آنذاك الخبر بطريقة هزلية. وفي النهاية عاد الجيش خائبًا تاركًا ذخيرته بين أيدي المزارعين ليتمكّنوا من إطلاق النار على الطيور بأنفسهم.
حرب المعجنات
بعد استقلال المكسيك عن إسبانيا، كانت البلاد في حالة فوضوية. أدى انتشار النهب وأعمال الشغب إلى إتلاف العديد من الشركات، بما في ذلك أعمال طاهي المعجنات الفرنسي ريمونتل، في العام 1838.
طلب ريمونتل من الحكومة المكسيكية تعويضه، ورفع قضيته إلى الحكومة الفرنسية. استخدمت فرنسا ريمونتل كنقطة انطلاق للمطالبة بـ600000 بيزو من المكسيك كتعويض لمتجر المعجنات، لكن الحكومة المكسيكية لم تدفع قرشًا واحدًا. حاصرت فرنسا الموانئ المكسيكية بالسفن الحربية وداهمت مدينة فيراكروز. وأعلنت المكسيك الحرب على فرنسا وجنّدت جيشًا. في النهاية، توسّط البريطانيون وعقدوا هدنة بين البلدين، ودفعت المكسيك لفرنسا 600000 بيزو.
غزو روما لمصر من أجل الحبوب
في سنة 30 قبل الميلاد، ماتت كليوباترا، وكانت أحوال مصر غير مستقرّة ويُمكن الاستيلاء عليها. فعل الرومان ذلك بالضبط، حين احتلّوا المملكة واستخدموها كوسيلة للحصول على الحبوب والخبز لعدّة قرون. حتى أن المنطقة كانت تسمّى "سلة الخبز" بسبب ثروتها من الحبوب.
حرب الملح التي قتلت البابا
في العام 1482، بدأت حرب في إيطاليا تسمّى حرب فيرارا، والمعروفة أيضًا باسم حرب الملح. دارت حرب فيرارا على تجارة الملح التي كانت مقتصرة على البندقية، وفقًا لاتفاق تجاري. انتهك رجل يدعى إركول هذا الاتفاق ببيع الملح في فيرارا. كان البابا سيكستوس الرابع متحمسًا بشأن ذلك، وأعلن مع حلفائه من البندقية الحرب على إركول. انتهت الحرب عندما تفاوض إركول على معاهدة مع البندقية، من دون مساعدة من سيكستوس. كان البابا غاضبًا لدرجة أنه مات بسبب قصور في القلب.
حرب سيوكس الأولى بسبب موت بقرة
في العام 1854، كان هناك اتفاق سلام بين المستوطنين المهاجرين البيض (كثير منهم كان من المورمون) وقبيلة سيوكس الأصلية في إقليم نبراسكا. لكن السّلام لم يدم.
في ما يعرف الآن بولاية وايومنغ، تجوّلت بقرة تنتمي إلى مسافرين من طائفة المورمون بعيدًا عن القطيع، فقتلها أحد السكّان المحليّين. كان الرّد الأميركي مدمّرًا، إذ ذهب الجنود لإلقاء القبض على سيوكس المسؤول، وانتهى بهم الأمر بقتل زعيم القبيلة. وردًّا على ذلك، قتلت القبيلة 27 جنديًا، وهو عمل وصفته الصحافة بأنه مذبحة. تلا ذلك حروب سيوكس، كل ذلك لأن المورمون لم يستطيعوا السيطرة على بعض الأبقار.
نزاع كوريا الشمالية والجنوبية على سرطان البحر الأزرق
لم تتمتّع كوريا الشمالية والجنوبية بعلاقة صحيّة منذ تقسيمهما في العام 1945. تقاتلت الكوريتان على السرطانات الزرقاء التي تعيش في المياه التي تنازعت السيادة عليها الدولتان. لم تكن حربًا بحدّ ذاتها، ولكنّها صراع عنيف على شيء لا يُذكر.
وشهد البحر الأصفر، الذي يقع بين الكوريتين والصين، اشتباكيْن دموييْن في عامي 1999 و2002 بسبب سرطان البحر. في كلتا الحالتين، شوهد صيّادون من الدول المتعارضة وهم ينقلون السرطانات في مناطق محظورة عليهم. تبع ذلك أعمال عنف. بطبيعة الحال، فإن الكفاح من أجل السرطانات يشير إلى مشكلة أعمق بكثير، وهي الخلافات الحدودية ومطالبات السيادة، لكن الحقيقة تظل أن قيمة السلطعون الأزرق كسلعة غذائية تحرض على العنف.