البكاء هو أحد الأشياء الفطرية التي خُلقنا ونحن نعرف كيف نفعله. لكن ومن بين جميع المهارات التي اكتسبناها في الحياة وبإمكاننا تطويرها، ما هي فائدة البكاء؟ حسنًا، في البداية عليك أن تُدرك أن هناك أنواعاً مختلفة من الدموع. فالغدد الدمعية تُنتج دموعًا تُعرف باسم الدموع القاعدية، وهي أساسية للحفاظ على القرنية “سطح العين”، وتعمل كسائل "تشحيم" للقرنية.
كما تُنتج هذه الغدد أيضًا مزيدًا من الدموع عندما تتأثر بعامل مهيّج غريب، كأبخرة أو ذرات غبار، من أجل إغراق العين وتوفير درع حماية. كما يتم تحفيز الدموع العاطفية عندما يتفاعل جزء من الدماغ يُعرف باسم “limbic portion” مع استجابة عاطفية معيّنة. ومن المُثير للاهتمام أن هذه الدموع التي تُحفّزها العواطف تختلف في تركيبها الكيميائي عن الدموع التي تُنتجها الغدد الدمعية للحفاظ على سلامة العين. فدموع العواطف تحتوي على عدة هرمونات، مثل هرمون البرولاكتين، وهرمونات الغدة الكظرية، والأندروفين الطبيعي الذي يُعتبر بمثابة مخدّر للألم.
وعن فوائد البكاء بالنسبة للناحية الجسدية، فإن إنتاج الدموع يُساعد على خفض مستويات الكورتيزول عندما نكون في موقفٍ يُسبب الضغط، ما يُنشّط الجهاز العصبي الودي الذي يعمل على إبطاء معدل ضربات القلب ويُساعدك على الشعور بالراحة. ومن ناحيةٍ أخرى، يُعتبر البكاء بمثابة إشارة للمقرّبين منك بأنك تحتاج إلى التسكين وبعض "الطبطبة".