في عام 1939 حققت الصحفية كلير وورث سبقًا صحفيًا بل ويُعتبر الأول والأهم دون منازع، فهي التي أعلنت خبر اندلاع الحرب العالمية الثانية حين شاهدت احتشاد القوات الألمانية عند الحدود البولندية، ثم شاهدتها وهي تقتحم البلاد. وسرعان ما نشرت هذا الخبر العاجل، ولم تكن تعلم أنها بذلك قد حجزت لها مكانًا في كتب التاريخ.
وُلدت هولنج وورث في إنكلترا في العاشر من أكتوبر عام 1911. وخلال الفترة التي بدأت فيها العمل بالمجال الصحفي كان عليها أن تتخطى الحواجز الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بعمل المرأة في الصحافة. لكنها ناضلت من أجل الحصول على فرصة لتغطية الحرب، حيث تم تعيينها كمراسلة وانطلقت إلى بولندا لتغطية بوادر الحرب العالمية الثانية.
لم يمضِ على تعيين هولنج وورث، كصحفية مبتدئة سوى أسبوع واحد حين استطاعت أن تتبيّن ما تجهزه الحشود العسكرية على الحدود الألمانية البولندية، وذلك في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1939. وقد كان سبقها الصحفي الذي أذاعته بعد ثلاثة أيام، وقد تضمن جزأين، الحشود العسكرية الألمانية، والغزو الألماني لبولندا، الخبر الرئيسي في الصفحة الأولى من صحيفة الديلي تلغراف.
لم تكن الحرب العالمية الثانية الأحداث الهامة الوحيدة التي قامت بتغطيتها، فقد نجحت في تغطية الحرب في فيتنام، وحرب الاستقلال في الجزائر، ونالت عنها جوائز صحفية هامة.
قالت في إحدى اللقاءات: “يجب أن أعترف أنني شعرت بالمتعة كوني كنت في الحرب. أنا لست شجاعة، أنا فقط أستمتع، ولا أعرف السبب”. كما قالت إنها كانت تشعر بالمتعة عند ذهابها لأكثر الأماكن خطورة في العالم، فالقصص الجيدة توجد هناك!
بعد عقود طويلة في العمل الصحفي في العديد من المناطق في العالم، توفيت هولنغ وورث في العاشر من يناير الجاري، عن عمر 105 أعوام.