عام 1999 بثت أول حلقة من المسلسل السوري الاجتماعي "الفصول الأربعة"، تحديداً في وقت تجمع العائلة على التلفاز، وطبعاً مسلسل كهذا يجمع كافة الممثلين الموهوبين ابتداءً من - خالد تاجا، بسام كوسا، جمال سليمان، ميلاد يوسف، مها وسلمى المصري- وغيرهم من كبار النجوم الذين تقمصوا شخصياتنا بشكل غير مباشر، وجعلوا هذا المسلسل حالة خاصة تعيش في ذاكرتنا حتى اليوم، فالعراب الراحل حاتم علي وضع بصمة لا يمكن تقليدها، مجرد سماعك لشارة الأغنية الشهيرة للعازف الإيطالي أنطونيو فيفالدي "الفصول الأربعة" ترجع إليك الذكريات إلى لحظة البث.
ليومنا هذا لا نعلم ما سر الحنين الذي يقودنا إلى إعادة بعض من الحلقات المفضلة أو ربما إعادة مشاهدة المسلسل كاملاً من جديد دون ملل، ربما لأنه يذكرنا بشيء فقدناه أو نريد استرجاعه؛ تماماً كتجمع العائلة التي أصبحت اليوم مشتتة بسبب الأوضاع المعيشية التي تمر بها معظم بلادنا العربية، أو ربما الحنين إلى الأحاديث الطبيعية الخالية من السياسة التي بتنا اليوم نستفيق ونغفو عليها، لكن كلاً منا يعيش حالة خاصة.
وطبعاً الشخصيات التي لعبت دور المرآة وعكست ثغرات وهفوات وحتى تخبطات تعيش بداخلنا... سواءً كانت من الآباء أو الأجداد أو الأحفاد، لهذا السبب لم تكن تشعر بالوحدة عند المشاهدة، فالكاتبتان ريم حنا ودلع الرحبي نسجتا حبكة من طبقات المجتمع كافة.
في حديث سابق لـ"النهار" مع الممثل جمال سليمان قال: إن الأعمال التي يجب أن تتم إعادتها هي "الفصول الأربعة" الذي تحول إلى وثيقة فنية تماماً بعد الأحداث التي حصلت في سوريا، خصوصاً للسوريين الذين يعيشون في المهجر، بمن فيهم اللاجئون، بالإضافة إلى الناس الذين يكنّون حبّاً لسوريا وحب مشاهدة سوريا من خلال هذا المسلسل". كما عبر أيضاً ميلاد يوسف في حديث سابق لـ"النهار" عن تمنيه لإعادة المسلسل من جديد.
رغم إنجاز جزءين منه، إلا أنه من أكثر المسلسلات التي طالب بها الناس بتكملة له، فهم بالفعل تفوقوا على أنفسهم في كل حلقة.