سماع فوران الركوة ورائحة البن المنتشرة في أحياء بيروت في الصباح الباكر أمر اعتدنا عليه، بل أصبح عرفاً اجتماعيّاً، فلا يكتمل يوم اللبناني إلا بفنجان من القهوة مع "صبحيّة" على شرفة المنزل على وقع أغاني فيروز، وبعدها من الصّعب أن يتعكّر مزاجك بسهولة حتى بسماع الأخبار المشؤومة اليوميّة.
وبالرغم من الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها لبنان، فإن المقاهي ما زالت تعجّ بالطوابير، وينتظر الناس أدوارهم لطلب القهوة كما يشتهونها مع هيل أو من دون، شقراء أو سوداء زيادة.
تقول فاطمة لـ"النهار" إن القهوة ليست كماليات، وليست ترفيهاً كما يعتقد البعض، وحتى لو أصبح سعرها خيالياً، فهي موضوعة في خانة الأساسيات تماماً كالكهرباء والمياه؛ على الأقلّ هذا "الفنجان" هو ما يجعلنا متيقّظين بشأن ما يجري حولنا.
وذكر سامي أن يومه لا يمكن أن يبدأ من دون قهوة، خاصة أنه يعمل في مجال المبيعات، وعمله يحتاج إلى تركيز منذ بداية اليوم، ولن يخاطر بشرب مشروبات الطاقة التي قد تؤدّي إلى عواقب مضرّة، وأضاف: "مهما بلغ سعر القهوة، لا يمكن التخلّي عنها أو المساس بها".
فهذا الفنجان الصغير لا يُهان ولا يُستخفّ به. هو بالفعل قادر على موازنة نهارك، فهو جليس النقاشات والأحاديث الجديّة، بل وأمور من الصعب شرحها!
لكن تبقى القهوة حالة خاصّة وإدماناً من نوع آخر.