النهار

الأيزيديون يقدسون الطنبور... معلق إلى جانب الرمز المقدس
غنت الطيور مع البشر على أنغامه
الأيزيديون يقدسون الطنبور... معلق إلى جانب الرمز المقدس
الأيزيديون يقدسون الموسيقى
A+   A-

يصف  حسن عباس في كتابه "الموسيقى التقليدية في سوريا" الأيزيديين بأنهم الشعب الوحيد في العالم الذي يقدس الموسيقى وآلاتها. تهتم هذه القومية الدينية والإثنية على حد سواء بآلات ثلاث هي الدف والطنبور والبلور وتدخلها في طقوسها الدينية وشعائرها. يعلق البيت الأيزيدي آلة الطنبور في صدر الدار وفي الأعلى. 
والطنبور هو آلة وترية أصغر من العود، مصنوعة من الخشب، طول زندها حوالي المتر تثبّت على الزند ويعزف عليها بالأصابع أو الريشة. تحدث عن أنواعها الفيلسوف العربي الفارابي في كتابه "الموسيقي الكبير" وقسمها إلى نوعين: الخرساني والبغدادي الذي تطور وبات يعرف بالبزق.
وللطنبور مكانة قدسية خاصة في المذهب الأيزيدي. وبحسب ما ورد في كتبهم بأن الله كلف الملائكة وعلى رأسهم طاووس ملك بتحويل الأرض المغمورة بالمياه إلى يابسة لجعلها صالحة لحياة البشر.
اختارت الملائكة منطقة "لالش" الجبلية المقدسة قرب نينوى لنصب خيامها ولكن تعذر عليها الأمر لعدم وجود أوتاد بحوزتها. كان بين الملائكة أحد العازفين ويدعى "قاضيشلو" الذي استدعى الأسماك بموسيقى طنبوره التي توارثتها الأجيال. وتقول الرواية إن الأسماك استجابت لنغمات الملاك ومدت رؤوسها خارج الماء وتحولت أوتاداً ساعدت الملائكة في تنفيذ أمر الله. مازالت موسيقى هذا الملاك النورانية مستمرة لدى الأيزيديين الذين يعلقون الطنبور في بيوتهم إلى جانب الرمز المقدس للطاووس. وهذا يدل على قدسية الموسيقى وفضلها في تكوين الكون قبل ولادة البشر. 
وفي رواية أخرى، تتحدث عن طاووس ملك الذي بعدما أنهى مهامه في تحويل الأرض المغمورة إلى يابسة كما أمره الرب، دعا حشداً كبيراً من البشر تجاوز عددهم السبعين ألفاً إلى احتفال كبير، وغنوا سوياً نصاً واحداً. يقول الأيزيديون إن ما غنّوه هو ما يغنّيه شيوخ الطائفة اليوم وهو نشيد "دي حظرتا طاووس ملك" أو "ديوانا إزي". وتقول الأسطورة إن هذا المجلس الفني جعل من الطيور تلتحق بالبشر وتنطق بلغتهم كي تغني معهم في جو من السحر والخيال". 

 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium