استضافت دائرة الثقافة والسياحة - أبو ظبي اجتماع مندوبي 16 دولة عربية مشتركة في ملف ترشيح الحناء للتسجيل في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، والذي أقيم خلال الفترة من 5 – 8 سبتمبر 2022 في العاصمة الإماراتية، وذلك امتداداً لجهود الدائرة للتعريف بالتراث الوطني وصونه بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
جاء هذا الاجتماع تتويجاً لعدد من اللقاءات التنسيقية السابقة تمهيداً لتقديم الملف يوم 31 مارس 2023، وترسيخاً لدور الإمارات في قيادة ملفات ترشيح العديد من عناصر التراث الثقافي غير المادي المشتركة خليجياً وعربياً ودولياً، بدءاً من ملف الصقارة الدولي، الذي استقطب منذ إدراجه عام 2010 في قائمة اليونسكو 24 دولة، ثم التغرودة، والعيالة، والرزفة، والمجالس العربية، والقهوة العربية، والنخلة، وسباق الهجن، والخط العربي.
وقال سعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة والشباب: "تولي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً في إبراز مكونات الهوية العربية الأصيلة والفريدة وإظهارها للعالم وشعوبه حيث خصصت الموارد البشرية والمالية وأطلقت المبادرات وحشدت القنوات الدبلوماسية الممكنة من أجل ذلك لإدراكها الأهمية الكامنة وراء تعزيز أسس الهوية الوطنية ومقوماتها لا سيما في ظلّ جملة التحديات التي تواجه المنطقة العربية بما يتعلّق بالهوية والتي تتطلب منّا وقفة جادّة لحماية خصوصيتنا الثقافية ومكوناتها الأصيلة، حيث نعتبر أن تسجيل التراث وتوثيقه من الطرق الفاعلة في تعريف العالم أجمع بعمق هويتنا ومدى تنوعها وأصالتها، فالتراث ركيزة أساسية في بناء الأمم، وتطور الحضارات واستمراريتها".
وأضاف: "إن إدراج هذا الموروث الأصيل على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظّمة اليونسكو يعتبر خطوة مهمة لإبراز الأهمية التي تتمتّع بها الحنّاء في ثقافتنا وهويتنا العربية والخليجية، والتي نتقاطع فيها مع العديد من ثقافات العالم، فقد تنوعت استخدامات الحنّاء في مجتمعاتنا بين الطبابة والزينة، إضافة إلى أنها رمز خاص في المناسبات الاجتماعية ومظهر من مظاهر الاحتفال وأداة خاصة للتعبير عن الفرح والابتهاج".
بدوره قال سعادة سعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي: "ينضم هذا الملف إلى ثماني ملفات عربية وخليجية مشتركة قادتها الإمارات بتوجيهات ودعم القيادة الرشيدة، وبمتابعة وتنسيق من وزارة الثقافة والشباب، ودائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي. كما أنه يؤكد حجم الثقة في مبادراتنا للحفاظ على عناصر تراثنا الثقافي وإرث الآباء والأجداد. وتجمع الدول العربية روابط ثقافية وتاريخية وجغرافية تمهد الطريق نحو المزيد من التكامل في جهودنا لصون وتسجيل موروثنا الشعبي وعاداتنا وتقاليدنا العريقة، لما يختزله التراث الثقافي غير المادي من رصيد معرفي، ومخزون حضاري. نرحب بوفود شركائنا في ملف ترشيح الحناء والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في أبو ظبي عاصمة الثقافة والتراث".
وتتبنى الدائرة استراتيجية تهدف إلى تعزيز أطر التعاون مع اليونسكو والألكسو والهيئات والجهات المعنية بالتراث في الإمارات والمنطقة والعالم، بما يعكس النهضة الثقافية التي تشهدها الدولة، والتي تُشكل ملفات الترشيح الوطنية والمشتركة إحدى مؤشراتها، وخطوة متقدمة لصون التراث الثقافي غير المادي.
يذكر أن تسجيل عناصر التراث في قوائم اليونسكو يوفر نافذة للتعريف بالثقافات الإنسانية والإنجازات الحضارية التي أسهمت فيها شعوب العالم، ويساهم كذلك في دعم جسور التواصل بين الثقافات، إلى جانب توحيد الرؤى والاستراتيجيات الرامية إلى حماية مقومات التراث المشتركة واستدامتها.