النهار

منذ الصغر تتمنى أمهاتنا أن ينتهي بنا المطاف موظفين في مصرف، لاعتقادهن أنها الوظيفة المناسبة والأقل تعباً، في البداية لا يمكننا أن ننكر أن الفكرة راودتنا كثيراً، لكن في كل مرة كنت أذهب مع والدي إلى المصرف، أنسى الفكرة نهائياً خاصة عندما أرى موظفي البنوك يتجولون ويتحدثون طوال الوقت وكأنهم خلية نحل، لكن لماذا يتجولون كثيراً وما هي أبرز مهماتهم.

 هذه الأمور تبينت معي خلال زيارتي للمصرف قبل الاستيلاء على أموالنا ومنها:

- التأكد من هويتك:

بعد أن تعطيهم الهوية، ينظرون إليك ليتأكدوا من أنك الشخص المعني ليملوا بياناتك على الحاسوب مع الضغط على أزار الكيبورد بكل قوة وكأنه بيانو. يقومون بتصوير الهوية على آلة التصوير ويعودون إلى مكاتبهم في حال نسوا كلمة المرور التي تسمح لهم باستخدام الطابعة. 

- الاتصال:

بعد تدقيق بياناتك، يتصلون بزملائهم في العمل، ويتشاورن بلغة غير مفهومة. وينظرون إلى بعضهم فتسمع عبارة "عطيني اف16"،  هم لا يقصدون طائرة حربية، بل هذا كود لعملية أو السماح في إجراء أمر ما.

التصوير:

بعد الانتهاء من المكالمة، يذهبون لتصوير بعض الأوراق التي يتراوح عددها بين 30 والـ 40 ورقة.

استراحة:

أحياناً دون سابق انذار يقومون بجولة على زملائهم ويتبادلون أطراف الحديث.

الانتهاء من التصوير:

بعد الانتهاء من التصوير، يجعلونك توقّع على كل الأوراق التي طبعت، من دون قراءتها.

بعد التوقيع:

وبعد التوقيع يأخذون منك الأوراق للمدير العام، وبعدها يمكنك الانصراف والتنفس.

طبعاً لا ننسى المشاكل وتبادل الصراخ بين الموظفين والعملاء كما يجري يومياً في لبنان.