"أنتِ عميه ما بتشوفي قدامك؟"، "إذا بهل عُمر صاير معك زهايمر!"، وغيرها من التوبيخات التي لم يسلم منها أحد، خاصةً من أحد الوالدين. لكن ما السبب يا تُرى وراء هذه الكلمات المزعجة؟ وهل نحن حقاً هكذا؟ ألا نرى أمامنا كما يزعمون أم أُصبنا بالألزهايمر!
في واقع الأمر، لقد كنت مثلك أتعرّض لمواقف محرجة كسُؤالي مثلاً عن نظارتي، ولا أعي أنني أضعها على عينيّ. طلب والدي مني إحضار مفتاح سيارته عن الطاولة، فرجعت خالية اليدين، ثم تفاجأت بإحضاره لي من ذلك المكان الذي نظرت إليه مرات عديدة ولم أرَه قطّ!
هذا عدا عن شعوري الداخلي بالخوف والارتباك حين لا يتقبّل عقلي حقيقة وجود ذلك الغرض في نفس المكان بعد محاولات عديدة للبحث عنه. وكما نقول بالعامية " شكلو في جنّ بهل بيت!"، "مدري مين عاملي سحر؟"، والكثير من الأمور التي تحدث خارج نطاقنا المألوف. لكن - عزيزي القارئ - لا صحة لما نفكّر فيه، والحقيقة ترجع إلى حالة تسمّى "mental scotoma "، وفي علم النفس تَتَمثَّل بإرسال إشارة إلى المخّ بعدم رؤية ما نبحث عنه، بالرغم من وجوده بالفعل أمامنا. وهي تصيب الكبار والصّغار بالسن، وفي أي وقت.
والسكوتوما لا تشكّل خطورة على حياتنا إلّا أنّ علينا الانتباه لما نرسله إلى عقولنا من إشارات سلبيّة، والتفكير دائماً بإيجابية، لأن العقل هنا يؤدّي دواراً أساسيّاً في جعل المرء يشعر بالسعادة والفرح!