تميل هوليوود إلى استخدام بعض الصور المبتذلة القديمة حول وظيفة ما وإنشاء بعض الأفكار الجديدة الأكثر سخافة. ربما تبدو الصورة النمطية الأكثر شيوعاً كما يلي: “العبقري في مجال ما هو عبقري في كل شيء”. في الواقع، إذا تناولنا مثال علماء الرياضيات الذين يمكنهم حلّ عمليات تكامل ثنائية وثلاثية في رؤوسهم، فقد تبين أنهم قد يكونون سيئين حقاً في التعامل مع الأرقام لدرجة أن حساب إكرامية مطعم يصبح مهمة مستحيلة بالنسبة لهم.
وجدنا بعض الأخطاء التي وقعت فيها الأفلام والبرامج التلفزيونية عند تصوير الوظائف المختلفة، والتي قد تكون واضحة تماماً لأي محترف لكن غير واضحة للمشاهد العادي.
- المطابخ الحقيقيّة فوضوية للغاية
حتى المطابخ التي نراها في الأفلام لا تعكس الحقيقة مطلقاً، إذ أنّ كل شيء يبدو نظيفاً ومرتّباً للغاية ويبدو أنه تم شراؤه حديثاً. في الواقع، إنها وظيفة تخلق ضغطاً كبيراً حيث نادراً ما يكون الناس هادئين وغالباً ما يصرخون على بعضهم البعض من جميع أركان المطبخ. لا أحد يهتم حقاً بمظهره باستثناء النادل، بل يركز الجميع بشكل أكبر على طبخ الطعام وجعله لذيذاً.
- الموسيقيون في الحانات ليسوا كلهم حالمين مكتئبين
تبدو مهنة الموسيقي ذات طابع رومانسي. على الشاشة، يظهر العازفون في الحانات على أنهم أشخاص ذوو أحلام كبيرة، يكرهون وظيفتهم ويأملون أن تتغير حياتهم يوماً ما بشكل جذري. والواقع أنه ليس كلهم مكتئبين ينتظرون حضور مكتشفي المواهب إلى الحانة وأخذهم إلى عالم الشهرة. هذا ليس صحيحاً، إذ يحب العديد من الموسيقيين عملهم ويعزفون في الحانات بفرح.
- موظفوا المكتبات ليسوا كلهم مهووسين ومثقفين
في معظم الأحيان، يُنظر إلى أمناء المكتبات على أنهم موسوعات متنقلة، وعلى أنهم رجال قرأوا آلاف الكتب ويعرفون كل شيء عن أي شيء. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر مهنتهم من أهدأ وأسهل المهن في العالم.
أما في الواقع، تجمع مهنتهم بين الأعمال الورقية والتدريس وأداء عمل موظّف هجرة وأخصائي اجتماعي وموظّف دعم تقني.
وظيفة المحقق الخاص أشبه بوظيفة مكتبية
لا يقوم المحققون الخاصون بمطاردة الأشخاص وإجراء المقابلات وجهاً لوجه. إنهم لا يحاولون العثور على أي حيل خفية أو الكشف عن كاذب محتمل. وهم لا يجوبون المدينة للعثور على الأدلة اللازمة. في الواقع، إنها وظيفة مجزية ومثيرة للاهتمام، لكنها لا تشبه كل ما نراه في الأفلام البتّة.
في معظم الأحيان، يجلس المحققون أمام أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم للعثور على المعلومات والتحقق منها، والبحث في صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصّة بشخص معيّن عن أدلّة محتملة، والجلوس في سيارة لمراقبة تحرّكات الهدف، وإجراء المكالمات الهاتفية والمقابلات عبر الهاتف. في النهاية، يبدو الأمر وكأنه وظيفة مكتبية أخرى، أليس كذلك؟